رئيس التحرير: عادل صبري 10:24 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل تستمر معاناة الأسواق الناشئة خلال 2021 .. بلومبرج تجيب

هل تستمر معاناة الأسواق الناشئة خلال 2021 .. بلومبرج تجيب

العرب والعالم

ما الذي ينتظر الاققتصاد العالمي في 2021

هل تستمر معاناة الأسواق الناشئة خلال 2021 .. بلومبرج تجيب

متابعات 18 ديسمبر 2020 11:56

كشف تقرير لوكالة بلومبرج، عن أن المخاطر لا تزال قائمة في الأسواق الناشئة على الرغم من الاتجاه السائد بين الخبراء والمستثمرين باستمرار التعافي خلال العام 2021، بعد الإعلان عن ظهور لقاء لفيروس كورونا.

 

ويتزامن التفاؤل باستمرار التعافي مع التوصُّل إلى لقاحات إلى جانب حزم تحفيز البنوك المركزية، على أنَّ تأثير بعض القضايا يمتد إلى العام الجديد، ويبقى تأثيره على اقتصادات الدول النامية ذاتها التي يصل إجمالي الناتج المحلي لها مجتمعة نحو 30 تريليون دولار ، بما يعادل 34 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

1 –نجاح اللقاح

يعود التفاؤل إلى الاقتصاد العالمي بعد التعثر الكبير الذي شهده العام 2020 ، وذلك بدعم من التفاؤل بنجاح اللقاحات الجديدة في السيطرة على الوباء.

 

ويأتي ذلك في الوقت الذي تحذِّر فيه بنوك عالمية مثل "إتش إس بي سي" من التفاؤل المفرط في ظل توقُّعات بعدم وصول اللقاحات إلى الأسواق الناشئة بالمقارنة مع الاقتصادات المتقدمة.

 

فقد قامت العديد من الدول الغنية بعقد صفقات توريد لأعداد كبيرة من اللقاحات للتحوط مقابل تلك الاحتمالات، وذلك في الوقت الذي تضطر فيه الدول النامية إلى الاعتماد على المؤسسات الدولية التي قدمت وعوداً بتوفير اللقاحات بتكلفة أقل. ويزيد من الصعوبات ما يتطلبه توفير اللقاحات من عمليات لوجستية، تتضمن عمليات النقل، وإدارة التوزيع التي تتطلب بدورها بنية تحتية وخبرات في المجال الصحي، قد لا تكون متوفرة بالدول كافة .

 

2- تبعية السياسات النقدية

اتبعت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة نظراءها في الاقتصادات المتقدِّمة، فقد اتجهت إلى خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري لمستويات قياسية أقل مما كانت عليه خلال الأزمة المالية العالمية في العام 2008. وقد وصلت التبعية إلى تطبيق بعض البنوك المركزية لسياسات شراء السندات كما في الدول المتقدمة.

 

ويرى جين تشارلز سامبور رئيس إدارة أسواق الدين في الأسواق الناشئة بشركة "بي إن باريبا" لإدارة الأصول ومقرُّها لندن، إنَّه مع توافر اللقاحات، وزيادة احتمالات ارتفاع معدلات التضخم بشكل متزايد مطلع العام 2021، سيتعرَّض صنَّاع السياسة النقدية لتحديات من أجل السير في عكس الاتجاه الذي اتبعوه طوال العام الجاري.

 

3- تراكم الديون

أدَّى تطبيق البنوك المركزية في الأسواق الناشئة لسياسات تحفيزية كبيرة إلى ارتفاع الديون لمستويات غير مسبوقة؛ فعلى سبيل المثال، انفقت البرازيل ما يعادل 8% من الناتج المحلي للبلاد لمكافحة انتشار فيروس كورونا. ومن المرجَّح أن تبدأ تلك الدول في سداد فاتورة الاستدانة خلال العام 2021، الأمر الذي يثير القلق، إذ توقَّعت وكالة "موديز" لخدمات المستثمرين أن تتخطى معدلات الديون في تركيا 40% من الناتج المحلي بنهاية العام 2020 ارتفاعاً من 32.5% في العام 2019.

 

وكذلك تمَّ خفض التصنيف الائتماني لجنوب افريقيا وسط تخوفات من ارتفاع مستوى الديون، كما يتعرَّض التصنيف الائتماني لكولومبيا لضغوط التخفيض بسبب مخاوف من عدم قدرتها على سداد ديونها.

 

ويأتي ذلك في الوقت الذي خفَّضت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني تصنيفات الأسواق الناشئة في أوروبا بمعدلٍ يعدُّ الأعلى منذ أكثر من عقد، في حين توقَّعت أكسفورد إيكونوميكس أن يتباطأ انتعاش اقتصادات أمريكا اللاتينية بسبب ارتفاع مستويات الديون الحكومية.

 

4 – سياسات بايدن

بالرغم من تحسن أداء أسواق المال في الاقتصادات الناشئة نتيجة فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أنَّ المخاوف تتزايد من سياسات إدارته المتوقَّعة على المدى الطويل تجاه العديد من الدول النامية. فقد شهد الروبل الروسي تراجعاً بالتزامن مع ارتفاع فرص فوز بايدن في استطلاعات الرأي قبل إجراء الانتخابات، بسبب تخوف المستثمرين من توتر العلاقات مع روسيا في ظل إدارة بايدن.

 

وكذلك الحال بالنسبة لرجب طيب أردوغان الذي وصفه بايدن "بالمستبد"، كما قد تنتظر السعودية أوقاتاً أكثر تحدياً أيضاً.

 

إذ تتوقَّع مجموعة أوراسيا Eurasia Group تخفيف بايدن للعقوبات المفروضة على إيران خلال النصف الأول من العام 2021 مقابل تجميد أنشطتها النووية، وهو ما يتزامن مع تصاعد التوترات بين إيران ودول، مثل السعودية، و مصر، والكيان الإسرائيلي.

 

5 – صعود الصين

تقود الصين تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، فقد كانت الوحيدة بين الاقتصاديات الكبرى التي شهدت نموَّاً في الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وسط توقعات باستمرار التعافي خلال العام 2021.

 

وتزداد جاذبية الصين لدى المستثمرين من بين اقتصادات التصدير الأسيوية؛ في ظلِّ توقعات بتخفيف حدة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية أثناء إدارة بايدن، بما يزيد من قوة الصين الاقتصادية. وهو أمر قد يدفعها إلى اتباع سياسات أكثر جرأة على الساحة السياسية الدولية مما قد يؤدي إلى مزيد من التوترات الجيوسياسية.

 

6 – المخاطر السياسية

زادت التوترات السياسية الداخلية في الدول النامية خلال العام 2020، و يمثل هذا خطراً رئيسياً خلال العام 2021 في حال استمرار تلك التوترات. إذ توقَّعت أبحاث "مايبانك كيم إنج" (Maybank Kim Eng) تلاشي التعافي الذي يشهده اقتصاد تايلند بدعم من نمو الاستهلاك في حال استمرت المظاهرات التي تحمل مطالب ديمقراطية.

 

ويتزامن ذلك مع تزايد الضغوط على رئيس الوزراء الماليزي لإجراء انتخابات مبكرة بعد فوز صعب في الانتخابات التي أجريت مؤخَّراً. وفي أوروبا، تجتاح بولندا موجة احتجاجات ضد القواعد الجديدة حول عمليات الإجهاض. كذلك الأمر في أمريكا اللاتينية؛ إذ تستعد تشيلي إلى إعادة كتابة الدستور، في حين تحاول حكومة بيرو استعادة الاستقرار بعد عزل رئيس البلاد مارتن فيزكارا على أثر احتجاجات شعبية.

 

7 – إعادة هيكلة ديون اقتصادات أمريكا اللاتينية

واصلت مشاكل الديون تصاعدها وتأثيرها على اقتصادات أمريكا اللاتينية خلال العام 2020، وبالرغم من توصل الأرجنتين والأكوادور إلى اتفاق مع حاملي السندات مؤخراً، إلا أنَّ ذلك لم يكن له تأثير إيجابي، فقد تراجعت السندات السيادية للأرجنتين وسط تصاعد المخاوف من قدرة الحكومة على تحقيق نمو اقتصادي، ومراقبة المستثمرين لمفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي.

 

كما تتصاعد المخاوف أيضاً بشأن قدرة الأكوادور على سداد ديونها وسط تكهنات بفوز المرشح اليساري أندريس أرازو بالانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، وتزايد احتمالات تذبذب أسعار الوقود، وذلك بحسب توقُّعات "أمهيرست بيربويبنت" للأوراق المالية.

 

8 – الأنظار تتجه إلى تركيا

تصدَّرت تركيا عناوين الأخبار خلال العام 2020 في ظلِّ انخفاض سعر صرف الليرة لمستويات هي الأكثر بين باقي العملات العالمية باستثناء البيزو الأرجنتيني، وذلك في ظلِّ توجيهات الرئيس أردوغان لمحافظ البنك المركزي بعدم رفع الفائدة الأمر الذي انتهى بإقالته والسماح للمحافظ الجديد برفع سعر الفائدة بأعلى مستوى خلال عامين.

 

وعلى الرغم من تعهد أردوغان باتباع سياسات أكثر مرونة، إلا أنَّ المستثمرين يترقَّبون مزيداً من الأدلة على وجود تغيُّر حقيقي في السياسات، خاصة مع فرض عقوبات أمريكية مؤخراً. وقد أكَّدت مجموعة "غولدمان ساكس" على أنَّ تشديد السياسة النقدية يبقى ضرورة ملحة لاستعادة ثقة المستثمرين.

 

9 – ركود افريقي

ازدادت احتمالات الركود في الأسواق الناشئة خلال العام 2020، فقد أعادت أزمة الديون في زامبيا للأذهان المشاكل المالية التي تتعرَّض لها أفقر قارات العالم. وأصبحت زامبيا أولى دول القارة الإفريقية التي تتخلَّف عن سداد ديونها بعد أن رفض حاملو السندات عدم سدادها للفائدة على الديون، وتراكم ديونها المتزايدة منذ العام 2012.

 

يأتي ذلك فيما تجري الحكومة محادثاتٍ مع صندوق النقد الدولي، تعهَّدت خلالها بخفض العجز في الميزانية. وتتوقَّع كارمن راينهارت كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي تعرُّض مزيد من الأسواق الناشئة منخفضة الدخل لمخاطر عدم سداد الديون.

 

10 – أخلاقيات الاستثمار

شهد العام الجاري تركيز المستثمرين على تطبيق الشركات لمعايير الاستدامة البيئية، والاجتماعية، والحوكمة، ومن المتوقَّع أن يزداد ذلك التوجه خلال العام 2021. وكانت الأسهم والسندات التي تطبِّق تلك المعايير قد شهدت أداء أفضل من نظيراتها التقليدية التي شهدت عمليات بيع مكثَّفة وسط انتشار فيروس كورونا.

 

كما نجحت الحكومات والشركات في إصدار مستويات كبيرة مما يعرف بالسندات الاجتماعية، التي تستخدم عائداتها لتلبية احتياجات اجتماعية. وتتوقَّع "بلومبرغ إنتليجنس" أن تشهد الأوراق المالية للشركات منخفضة الانبعاثات الكربونية والخالية من الوقود الأحفوري أداءً جيداً في العام المقبل؛ بالتزامن مع تعهد الصين بالتركيز على معالجة سياساتها بشأن التغير المناخي، وتولي إدارة جو بايدن المؤيدة للمبادرات البيئية السلطةَ.

حصاد 2020
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان