رئيس التحرير: عادل صبري 11:13 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«مفاجأة أكتوبر الدرامية».. هل ينضم العراق للتطبيع مع تل أبيب؟

«مفاجأة أكتوبر الدرامية».. هل ينضم العراق للتطبيع مع تل أبيب؟

العرب والعالم

مصطفى الكاظمي

باحث إسرائيلي يطرح الإمكانية..

«مفاجأة أكتوبر الدرامية».. هل ينضم العراق للتطبيع مع تل أبيب؟

أدهم محمد 01 أكتوبر 2020 18:05

طرح المحلل الإسرائيلي والباحث المتخصص في الشأن العراقي والكردي "عيدان برير" إمكانية انضمام العراق إلى "اتفاق إبراهيم" الذي وقع مؤخرًا بين إسرائيل، وكل من الإمارات والبحرين.

 

وبحث «برير» في مقال بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليوم الخميس، ما إن كانت الظروف الآن مواتية لالتحاق بغداد بقطار التطبيع خلال شهر أكتوبر الجاري كمفاجأة يفجرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أسابيع قليلة من خوضه انتخابات رئاسية حامية الوطيس في 3 نوفمبر المقبل، ضد المرشح الديمقراطي جو بايدن.

 

وزعم «برير» في مقاله الذي حمل عنوان «عندما يوقع العراق اتفاقا مع إسرائيل»، أن هذا الاتفاق من شأنه إعادة بغداد إلى العالم بعد سنوات من الإقصاء الدولي، وإعادته أيضًا لمكانته التاريخية في العالم العربي، وتحطيم صورته كمحمية إيرانية.

 

وأضاف: "يواجه العراق الواقع الإقليمي المتبلور في لحظة سياسية خاصة للغاية من وجهة نظره وتحت حكم رئيس وزراء (مصطفى الكاظمي) لديه النية وعلى ما يبدو أيضًا لديه للمرة الأولى الوسائل والعزم لتغيير الساحة الداخلية في بلاده".

 

وتابع: "يدرك الأمريكيون ذلك أيضًا، وخلال زيارة الكاظمي لواشنطن (في أغسطس الماضي) لوحظ أنه يتعامل كقائد دولة متساوية ومستقلة، وليس محمية أمريكية. كل هذه أسس ومؤشرات قد تمهد الطريق لإدراج العراق، حتى لو كان تحت الضغط الأمريكي، لتفاهمات إبراهيم".

 

وشدد المحلل الإسرائيلي على أن "مثل هذا الانضمام من قبل العراق إلى التفاهمات، والاعتراف الأول من نوعه بإسرائيل وفتح حقبة جديدة في علاقاته معها، سيخدم الرئيس ترامب في المدى القريب، الذي يحتاج في وضعه غير المستقر عشية الانتخابات إلى مفاجأة أكتوبر الدرامية. كما سيتمكن رئيس الوزراء نتنياهو من التباهي بـ "إنجاز تاريخي" آخر سيلهي الجمهور عن إخفاقاته مع كورونا".

 

وزعم برير أن توقيع العراق على اتفاق تطبيع مع إسرائيل، يمكن أن يخدم بغداد نفسها ورئيس الوزراء الكاظمي.

 

وتابع موضحا: "بعد عقود طويلة من العزلة، سواء في ظل حكم صدام حسين أو في العقد ونصف العقد الأول من النظام الشيعي الجديد، يبذل العراق جهودا كبيرة، وحتى الآن لم يكللها النجاح لإعادة قبوله في أحضان العالم العربي".

 

واعتبر أن تطبيع العراق مع إسرائيل سيعيده إلى وضعه القديم كواحدة من أكبر الدول العربية، وسيزيل عنه هويته كتابع لإيران، مضيفا: "هذا الأمر يصبح صحيحا بشكل مضاعف في ضوء التغيرات الدراماتيكية في العالم العربي التي أضعفت مصر وسوريا، اللتين كانتا في السابق، إلى جانب العراق، أقوى ثلاث دول في العالم العربي".

 

وأكد أن انضمام العراق للتطبيع سيتحول إلى "مفاجأة أكتوبر" الحقيقية، وقد ينتزع العراق من السعودية مكانتها الأولى في العالم العربي، ويصبح حصانه الأسود الجديد.

 

ومضى الكاتب الإسرائيلي :"مثل هذا الانضمام سيسمح للعراق أيضا بالحصول على مساعدات أمريكية متزايدة، لن تقتصر فقط على المجال العسكري، بل ستشمل أيضا مساعدات كبيرة في المجالات المدنية وخاصة تحدي إعادة الإعمار الكبير الذي واجهه العراق بنجاح ضئيل للغاية لأكثر من عقد ونصف".

 

وخلص "برير" إلى أنه حال قرر الكاظمي الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها فإن ذلك من شأنه مواجهة تحديات داخلية غير مسبوقة، كضرورة كبح المليشيات الموالية لإيران، وقمع انتفاضتها المحتملة والعنيفة ربما، وتسويق التطبيع للشعب العراقي، الملتزم بالقضية الفلسطينية، على أنه استمرار لالتزام العراق تجاه الفلسطينيين لكن بوسائل مغايرة، والتعامل مع ردود غاضبة من قبل الجارتين غير العربيتين للعراق- إيران وتركيا- اللتين من غير المتوقع أن يقبلا مثل هذه الخطوة من "الجار الضعيف".

 

وكانت إسرائيل قد وقعت برعاية أمريكية في 15 من سبتمبر المنصرم اتفاقي تطبيع مع كل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض أطلق عليهما "اتفاق إبراهيم"، وقوبلا بتنديد ورفض فلسطيني كبير.

 

ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البحث عن مكسب انتخابي أخير يرفع من أسهمه لدى ناخبيه، من خلال جر مزيد من الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل.

 

ولا يقيم العراق علاقات مع إسرائيل، وأعلن رفضه اتفاق تطبيع العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، ووصف البرلمان العراقي الاتفاق بأنه "خيانة للأمتين العربية والإسلامية".

 

إلا أن السفير العراقي في واشنطن فريد ياسين سبق وأثار ضجة في يوليو الماضي، عندما تناقلت وسائل إعلام مقطع فيديو يقول فيه "إن هناك أسبابا موضوعية قد تدعو إلى تطوير العلاقات مع إسرائيل"، وهي التصريحات التي أثارت وقتها غضب الشارع العراقي، وسارعت الخارجية إلى التنصل منها.

 

وقالت الخارجية في بيان آنذاك إن العراق "لم يتخل يوما واحدا عن موقفه الرافض لكل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب للأرض، والذي يقتل ويهجر ويدمر حياة الإنسان ظلما وعدوانا".

 

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان