رئيس التحرير: عادل صبري 08:23 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

سقطرى في قبضة المجلس الانتقالي.. هل خذلت السعودية جزيرة السعادة؟

سقطرى في قبضة المجلس الانتقالي.. هل خذلت السعودية جزيرة السعادة؟

العرب والعالم

قوات للمجلس الانتقالي باليمن

سقطرى في قبضة المجلس الانتقالي.. هل خذلت السعودية جزيرة السعادة؟

أيمن الأمين 21 يونيو 2020 12:16

تتجه أنظار الشارع اليمني نحو ما يحدث في جزيرة سقطرى، فالجزيرة التي ابتعدت لسنوات طويلة عن المعارك الدائرة في البلاد، أصبحت الآن متصدرة ذلك الصراع.

 

فوسط رد فعل ضعيف من تحالف دعم الشرعية في اليمن للأحداث الأخيرة في "سقطرى"، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، على جزيرة سقطرى المصنّفة موقعا تراثيا من قبل الأمم المتحدة، بعد هجمات على المراكز الأمنية والرسمية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا خلال الأيام الماضية.

 

وقال عضو المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت "سيطرنا على معسكر القوات الخاصة آخر معاقل ومعسكرات "مليشيات الإخوان المسلمين" في حديبو (مركز الجزيرة) وعلى كافة الأسلحة والأطقم والمعدات العسكرية التابعة لمليشيات الإخوان"، حسب تصريحاته.

 

وأكّد أن القوات الجنوبية "أعلنت العفو العام والبدء بتنفيذ الإدارة الذاتية لمحافظة سقطرى".

 

 

و"هنّأ" المجلس الانتقالي في بيان "أبناء محافظة أرخبيل سقطرى على عودة حاضرة سقطرى وعاصمتها حديبو إلى وضعها الطبيعي واستعادة مسارها الصحيح كعاصمة مدنية وقبلة للتعايش والتآلف وتماسك نسيجها الاجتماعي".

 

ووفق مراقبين، تبدو خيارات الحكومة اليمنية معدومة، وسط تعالي الأصوات من داخلها والتي تتهم التحالف، بالمساهمة في تدهور الأوضاع بالبلاد، والسماح بحدوث انقلاب جديد في الجنوب.

 

وبينما كان اليمنيون ينتظرون تنفيذ "اتفاق الرياض" الموقع نهاية العام الماضي بين الحكومة اليمنية و"الانتقالي الجنوبي" فوجئوا بتنفيذ انقلاب جديد في "سقطرى"، وسط ما اعتبروه صمتا من القوات السعودية المنتشرة هناك.

 

 

وقبل يوم، قالت الحكومة اليمنية، إن المجلس الانتقالي الجنوبي "نفذ انقلابا مكتمل الأركان في محافظة سقطرى" في أقصى جنوب شرقي البلاد.

 

وحذر وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي من أن استمرار تمرد المجلس الانتقالي دون رادع سينهي ما تبقى من أمل في تنفيذ اتفاق الرياض.

 

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مصدر مسؤول في الحكومة أن ما أقدمت عليه "مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي في أرخبيل سقطرى قوّض مؤسسات الدولة في المحافظة"، وأضاف المصدر أن "مليشيات الانتقالي شنت هجوما بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين، واقتحمت المعسكرات والمقرات الحكومية".

 

 

ودعا المسؤول الحكومي التحالف بقيادة السعودية إلى إلزام المجلس بـ "إيقاف العبث والفوضى والاعتداء الذي تقوم به مليشياته، وتنفيذ بنود اتفاق الرياض".

 

في الغضون، انتقد محافظ سقطرى اليمنية رمزي محروس، عدم تصدي التحالف بقيادة السعودية، لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في أثناء محاولتها السيطرة على حديبو عاصمة الأرخبيل، واصفاً الأمر بـ"الخذلان".

 

وفي بيان نشره على صفحته بـ"فيسبوك"، قال محروس: إن المحافظة "تعرضت لخذلان وصمت مريب ممن كانت تُنتظر مؤازرتهم" (في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية التي توجد قواتها بالمنطقة).

 

 

وكانت الحكومة المعترف بها والمجلس الانتقالي وقّعا في نوفمبر 2019 في السعودية اتفاق الرياض عقب شهر من الاقتتال، وتضمن الاتفاق 29 بندا لمعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية في الجنوب، غير أن الطرفين يتبادلان الاتهامات بشأن المسؤولية عن عدم تنفيذ الاتفاق.

 

وفي سياق متصل، أفاد مصدر محلي للأناضول طلب عدم ذكر اسمه، بأن مسلحي المجلس الانتقالي اعتقلوا قائد معسكر القوات الجوية في سقطرى العقيد عبد الرحمن الزافني، ونقلوه إلى مكان مجهول.

 

 

وكان المجلس الانتقالي الذي طرد القوات الحكومية من العاصمة المؤقتة عدن، أعلن في أبريل الماضي حالة الطوارئ العامة، وتدشين ما سماها الإدارة الذاتية في الجنوب اليمني، وسط رفض عربي ودولي.

 

وتقع جزيرة أو أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن، وتشكل نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلى الشرق من القرن الإفريقي. وتبعد عن السواحل الجنوبية لليمن بنحو 350 كيلومتراً.

 

وتعد جزيرة سقطرى اليمنية أرخبيلاً يتألف من أربع جزر موجودة في بحر العرب، وهي أكبر جزر اليمن، وكانت تعتبر في الماضي جزءاً من محافظة عدن، ثم تم ضمّها إلى محافظة حضرموت في عام 2004، وذلك بسبب قربها منها مقارنة بمحافظة عدن.

 

وفي عام 2013 أصبحت محافظة مستقلة، وأُطلق عليها اسم محافظة سقطرى.

 

وتتألف جزيرة سقطرى من أربع جزرٍ في المحيط الهندي قرب خليج عدن، وهي: سقطرى وتعتبر أكبرها، وسمحة، وعبد الكوري، ودرسة، وتبلغ مساحتها 3796 كيلومتراً مربعاً، وعاصمتها حديبو.

 

وسُميت في العهد الروماني دو سكريدس، أو جزيرة السعادة؛ وذلك بسبب إنتاج هذه الجزيرة للسلع المستخدمة في العبادات، كالبخور، والندى، واللبان، والمر، والصبر.

 

وقد تمّ تصنيف هذه الجزيرة كواحدةٍ من مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو، كما تلقب بأنّها من أكثر المناطق غرابةً في العالم.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان