رئيس التحرير: عادل صبري 10:49 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الانتخابات الرئاسية..هل تغير المشهد السياسي للأحزاب التونسية؟

الانتخابات الرئاسية..هل تغير المشهد السياسي للأحزاب التونسية؟

العرب والعالم

انتخابات تونس

الانتخابات الرئاسية..هل تغير المشهد السياسي للأحزاب التونسية؟

أحمد جدوع 19 سبتمبر 2019 17:07

يبدو أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية لم تغير فقط خريطة تصويت الشارع التونسي بل أفزعت الأحزاب السياسية التقليدية التي تعمل من بعد ثورة الياسمين وسط صراعات لم تروق للشارع التونسي فهل يتسبب ذلك في تغيير المشهد السياسي للأحزاب الفترة المقبلة؟

 

وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية نبيل بفون، أعلن تصدّر المرشح المستقل قيس سعيّد، ونبيل القروي مرشح حزب "قلب تونس"، نتائج الدور الأول.
 

ووفقا للقانون فإن عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من مجموع الأصوات، يحيل إلى تنظيم جولة ثانية من الانتخابات الرّئاسيّة ستحدده الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية.

 

العبور لقصر قرطاج

 

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية أنّه سيتم فتح باب الطعون الأربعاء وبعد غدٍ الخميس بالنتائج المعلنة على أن لا تتجاوز الجولة الثانية يوم 13 أكتوبر المقبل.

 

وحلّ مرشح حركة النّهضة عبد الفتاح مورو، ثالثًا بنسبة 12,88% من الأصوات، وعددها 434 ألفًا و530 صوتًا، يليه المرشح المستقل ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي بـ10,7% وعددها 361 ألفًا و864 صوتًا.

 

وتنافس الأحد الماضي، 24 مرشحًا بالدور الأول للانتخابات الرئاسية، التي ستحدد الشخصية التونسية التي ستعبر نحو قصر قرطاج الرئاسي.

 

الشعب يقول كلمته

 

وبلغ عدد الناخبين المسجلين ممن أدلوا بأصواتهم بالاقتراع ثلاثة ملايين و460 ألفًا و480 ناخبًا من بين أكثر من 7 ملايين ناخب بسجلات الهيئة.

 

وحملت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التونسية رسائل سياسية عديدة من الشعب لنخبته السياسية أهمها هى أنه حان الوقت للشعوب أن تقول كلمتها في ظل التراجع السياسي للأحزاب.

 

وظلت الأحزاب التقليدية تركز فقط طوال السنوات الماضية على الصراعات وتركت الشباب التونسي دون احتواء أو مساعدته في التغلب على الفقر والبطالة إلا في موسم الانتخابات ما دفع الشباب إلى معاقبة هذه الأحزاب.

 

 رسائل سياسية

 

وجاء تصويت الشعب التونسي لصالح رجل الأعمال والمرشح التونسي نبيل القروي والمحبوس على ذمة قضايا غسيل أموال في 23 أغسطس الماضي، كعقاب للأحزاب التونسية التس انشغلت كثيرا عن الشارع من أجل مصالحها السياسية.

 

ولعب القروي دور اجتماعي وخيري منذ سنوات تجاه الشارع التونسي ولم يثنه عن ذلك سجنه، ليقطف بذلك الثمر في أو تجربه سياسية له .

 

أما بالنسبة لأستاذ القانون الدستوري والمرشح الرئاسي قيس سعيد والذي لا يحمل أي رصيد سياسي ولا تقف وراءه ماكينة حزبية رفض فلم يختلف الأمر معه فاختياره هو مجرد عقاب من الشعب للنخبة السياسية.  

 

 تراجع حزبي

 

ويرى مراقبون أن الانتخابات التونسية ربما تكون نقطة انطلاق لتغيير المشهد السياسي للأحزاب التونسية سواء الحاكمة وحتى المعارضة من أجل مستقبل مشرق.

 

 واعتقد المراقبون أن الأحزاب التقليدية في تونس ستعرف في السنوات القادمة تراجعات كبيرة، خاصة في ضوء عجزها عن احتواء الشباب ومطالبه، وعدم مجاراة نسق استفادة هؤلاء من مزايا التقنيات الحديثة وخاصة نفوذ وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها الفضل الأكبر في تغيير الخارطة على مستوى الانتخابات الرئاسية.

 

بدوره قال المحلل السياسي التونسي الدكتور رياض الشعيبي، إن نتائج الانتخابات الرئاسية في تونس في دورها الأول، فرصة لاعادة التفكير في بعض المصادرات الفكرية والسياسية التي تطالعنا من أفواه إعلاميين لا يملكون من الكلام غير حروفه.

 

أضاف لـ"مصر العربية" أن نتائج الانتخابات تعبر عن الناخبين بشكل أساسي، وتشير إلى ضعف الأحزاب السياسية التي اهتزت صورتها أمام التيارات الشعبوية بسبب صراعتها السياسية.

 

وأوضح أن التيارات الشعبوية تتميز بقدرتها على تجاوز الوسائط المؤسساتية والرمزية، والتعاطي المباشر مع الجمهور. لذلك لا تحتاج الشعبوية لنظم قانونية، ولا لأنساق ايديولوجية، ولا حتى لهياكل تأطيرية على غرار الأحزاب أو الجمعيات. الشعبوية لا تحتاج إلا لعناوين أفكار قادرة على الانتشار الأفقي بذاتها لبساطة عبارتها وجاذبية رمزيتها.

 

وبحسب تقارير تونسية فقد بلغت نسبة تصويت التوانسة في الانتخابات الرئاسية الجارية 45 % ، مقارنة بنسبة 63 % عام 2014، مايشير إلى ضعف الإقبال بسبب الإحباط العام من ضعف الاقتصاد، وارتفاع البطالة وتردي الخدمات العامة وتجذر الفساد.

 

إلى ذلك فقد أعلن 4 من مرشحي الرئاسة الخاسرين وهم  الرئيس السابق المنصف المرزوقي، ومحمد عبو، ولطفي المرايحي، إضافة لرئيس الوزراء الأسبق حمادي الجبالي، دعمهم المرشح قيس سعيد الذي يتنافس على مقعد الرئيس مع المرشح نبيل القروي في جولة الإعادة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان