لم يتأخر رد الفعل "الانتقامي" من قبل الإمارات بعد طرد قوات الحكومة الشرعية للمليشيات الجنوبية التي تدعمها أبوظبي بالجنوب اليمني من محافظات عدن وأبين وقبلهما شبوة وانهاء انقلاب لم يدم سوى أيام.
الرد الإماراتي غير المتوقع جاء عبر غارة نفذتها طائرات إماراتية، اليوم الخميس، استهدفت، قوات حكومية في عدن وأبين ما خلف عشرات القتلى والجرحى، ومهد لإعادة سيطرة الانفصاليين على عدن وأبين.
وسقطت معظم أحياء مدينة عدن الخميس، في أيدي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، بعد إسناد الطيران الحربي الإماراتي لقوات الانفصاليين، وقصفه مواقع وتعزيزات القوات الحكومية شرقي المدينة.
وقالت مصادر يمنية إن معارك ضارية تدور بين المليشيات الموالية للإمارات وقوات الشرعية في عدن، لافتة إلى أنه تم استدعاء آلاف من عناصر قوات الحزام الأمني من مختلف أنحاء البلاد وبينها الحديدة (غرب) لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.
وقالت قناة "العربية" السعودية إن شهادات سكان عدن تشير إلى قيام ما يسمى بقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي بشن حملة اعتقالات في مختلف أحياء المدينة ضد أنصار الحكومة الشرعية.
فيما أكد مصدر حكومي ومصادر محلية أن قوات الانتقالي تمكنت من إسقاط زنجبار مركز محافظة أبين بعد غارات مركزة لطيران الامارات على مواقع القوات الحكومية بعد ظهر الخميس.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر حكومي يمين أن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وصل الخميس على متن طائرة إماراتية لمطار عدن قادماً من أبو ظبي، لقيادة المعارك في الجنوب اليمني.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، الخميس، أن مستشفى تابعا لها بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، استقبل 10 قتلى و41 جريحا.
وقالت مصادر عسكرية في محافظة عدن إن الطيران الإماراتي شن سلسلة غارات جوية على تجمعات لمقاتلي الشرعية في نقطة العلم بين عدن وأبين وسيارات كانت تقل قيادات عسكرية ومحلية في منطقة دوفس بمحافظة أبين ما أدى إلى مقتل 40 من قيادات وأفراد الشرعية على الأقل وإصابة 80 آخرين.
وحمّل نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي، في تغريدات على موقع الوزارة، الإمارات مسؤولية قصف القوات الحكومية.
وقال الحضرمي: "تدين الحكومة القصف الجوي الإماراتي على قوات الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، و(مركز محافظة أبين) زنجبار".
ودعا المسؤول اليمني السعودية وقيادتها بصفتها قائدة التحالف العربي بالوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية "وإيقاف هذا التصعيد العسكري غير القانوني وغير المبرر".
ويأتي هذا التطور غداة تمكن القوات الحكومية من السيطرة على كامل محافظة أبين، المحاذية لمدينة عدن، بعد دحر قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعومة إماراتيًا.
وتوجهت القوات الحكومية عقب سيطرتها على أبين، إلى مدينة عدن، وبعد ساعات أعلنت تحريرها من المجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقبل أسبوعين سيطر انفصاليو المجلس الانتقالي الجنوبي على معظم مفاصل الدولة في عدن، بعد معارك ضارية دامت 4 أيام ضد القوات الحكومية، سقط فيها أكثر من 40 قتيلا، حسب منظمات حقوقية محلية ودولية.
والإثنين الماضي، أعلنت القوات الحكومية السيطرة على كامل محافظة شبوة، بعد انسحاب بعض قوات النخبة الشبوانية التابعة للمجس الانتقالي، وإعلان غالبيتها ولائها للقوات الحكومية، بعد معارك محدودة.
قبل ذلك بأيام منيت قوات "النخبة"، بانتكاسة إثر فشلها في اقتحام مدينة عتق مركز شبوة، حيث صدتها قوات الجيش، وشنت هجوماً مضاداً سيطرت فيه على معظم مديريات ومدن المحافظة.
ويرى محللون أن التطورات الأخيرة ستعقد الأمر على المستوي المحلي والإقليمي والدولي، في وقت بات ينظر للصراع في اليمن على أنه بين سعودي إماراتي، وإلى الأحداث الأخيرة في عدن على أنها "حوار بالنار" بين الرياض وأبو ظبي.
وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عربيا، بمشاركة الإمارات لاستعادة الشرعية في اليمن بعد انقلاب الحوثيين عليها وسيطرتهم منذ سبتمبر 2014 على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.
وبحسب مراقبين فإن تمكن قوات الشرعية اليمنية في وقت قياسي من تحطيم الأسطورة التي بنتها الإمارات في اليمن على مدى 4 أعوام والمتمثلة في جيوش ومليشيات مناطقية حملت العنوان العريض "المجلس الانتقالي الجنوبي"، أغضب أبوظبي المتهمة من قبل الحكومة اليمنية بأن لها أهداف سرية غامضة في اليمن، تتجاوز الأهداف المعلنة للتحالف العربي، ما جعلها تقود حملة عسكرية مضادة لاستعادة ما فقده أنصارها.
وترنو الإمارات إلى ترسيخ سياسة الأمر الواقع وجعل المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، جزءً من معادلة الحل اليمنية عبر دخوله في أية مفاوضات قادمة مع الحكومة ما يمنحه شرعية وينفي عنه صفته الانقلابية.
ويعول كثير من اليمنيين بينهم الحكومة الشرعية على الرد السعودي حيال التطورات الأخيرة، في وقت لم تصدر فيه الرياض أي موقف رسمي حتى عصر الخميس على القصف الإماراتي للقوات الحكومية في عدن وأبين وسقوطهما مجددا في أيدي المليشيات الموالية لأبوظبي.