رئيس التحرير: عادل صبري 05:47 مساءً | الأحد 06 يوليو 2025 م | 10 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

ذرائع وتحريض «ترامبي».. أسباب وانتقادات لمنع إلهان ورشيدة من دخول فلسطين

ذرائع وتحريض «ترامبي».. أسباب وانتقادات لمنع إلهان ورشيدة من دخول فلسطين

العرب والعالم

نتنياهو ورشيدة وإلهان وترامب

ذرائع وتحريض «ترامبي».. أسباب وانتقادات لمنع إلهان ورشيدة من دخول فلسطين

إنجي الخولي 16 أغسطس 2019 05:24

بعد قرار دولة الاحتلال الأسرائيلي منع النائبتين الأمريكيتين الديمقراطيتين، رشيدة طليب وإلهان عمر من زيارة فلسطين ، تضاربت الأسباب والتداعيات، فيما ارتفعت الأصوات المنددة بالقرار الذي اعتبر إهانة.
 

وحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن القرار النهائي جاء نتيجة الموقف الذي أطلقه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي طلب من حكومة الاحتلال عدم السماح لعضوي الكونجرس بدخول البلاد.
 

وقبل ذلك قالت تسريبات صحافية إن السلطات الإسرائيلية كانت تتباحث في كيفية إثبات أن طليب وعمر تؤيدان مقاطعة إسرائيل، من أجل منع زيارتهما إلى البلاد بذريعة قانونية، بموجب التعديل على قانون الدخول إلى إسرائيل، الذي يمنع دخول أشخاص عبّروا عن تأييدهم لحملة المقاطعة الدولية.

 

ولكن عاد نتنياهو وصرّح بأن منع زيارة النائبتين الأمريكيتين يهدف إلى الحيلولة دون إلحاق الضرر بإسرائيل.

 

وسبق لإلهان عمر ورشيدة طليب المصنفتين ضمن الجناح اليساري للحزب الديموقراطي في مجلس النواب الأمريكي وهما أول مسلمتين تدخلان الكونجرس، أن أعلنتا علناً دعم مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وثقافيا وعلميا احتجاجاً على احتلال الأراضي الفلسطينية.

 كما سبق أن نددتا مراراً بالسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

 

وفي عام 2017، اعتمدت دولة الاحتلال الإسرائيلي قانوناً لمنع دخول مؤيدي حركة المقاطعة.

 

وباتت النائباتان منذ مدة في مرمى ترمب الذي يتهمهما بمعاداة السامية، بالإضافة إلى نائبتين ديموقراطيتين من الأقليات.

 

ذريعة إلحاق الضرر

 

وبرر رئيس لوزراء الإسرائيلي قراره في بيان قائلا: «لا يوجد بلد في العالم يحترم الولايات المتحدة والكونجرس الأمريكي أكثر من إسرائيل. لكن برنامج الرحلة أظهر أن نية النائبتين هي إلحاق الضرر بإسرائيل».

 

وتابع أن رشيدة طليب وإلهان عمر روّجتا بنشاط لمثل هذا النشاط في الكونغرس الأمريكي.

 

وأضاف نتنياهو أنه إذا قدمت رشيدة طليب وهي من أصل فلسطيني طلبا لزيارة أسرتها في الضفة الغربية المحتلة لأسباب إنسانية، فإن إسرائيل ستنظر في طلبها ما دامت ستتعهد بعدم الترويج لمقاطعة إسرائيل.

 

 وأشار نتنياهو إلى الحقيقة التي مفادها أن أياً من طليب وعمر لم تطلبا لقاء مسئولين إسرائيليين كدليل على موقفهما، من بين أسباب أخرى.

 

وأورد نتنياهو في بيانه أن النائبتين وصفتا "مكان الزيارة بأنه فلسطين وليس "إسرائيل"، وعلى نقيض جميع نواب الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين لغاية اليوم، امتنعتا عن طلب أي لقاء مع مسئول إسرائيلي في الحكومة أو في المعارضة على حد سواء".

 

وأردف نتنياهو: "استقبلت إسرائيل قبل أسبوع بأذرع مفتوحة حوالي 70 نائبا ديمقراطيا وجمهوريا عبروا عن الدعم الواسع النطاق لإسرائيل من قبل كلا الحزبين الأميركيين وتم التعبير عن ذلك أيضا قبل شهر من خلال رفض الكونجرس القاطع للـ " بي دي أس " حين صوت ضده.

 

خلافا لذلك، جدول أعمال زيارة النائبتين يدل على أن نيتهما هي المساس بإسرائيل وتعزيز التحريض ضدها.

 

إضافة لذلك، المنظمة التي تمول الزيارة هي منظمة "مفتاح" التي تدعم الـ " بي دي أس" بحماسة وهناك من بين موظفيها أولئك الذين دعموا الإرهاب ضد إسرائيل".

 

وأكد نتنياهو أنه "وبناء على ذلك، قرر وزير الداخلية عدم السماح لهما بزيارة إسرائيل وبصفتي رئيسا للحكومة أدعم قراره.

 

وكانت القناة "الثانية عشرة" الإسرائيلية قد أفادت بأنه "تقرر منع النائبتين المسلمتين، الفلسطينية الأصل رشيدة طليب، والصومالية الأصل إلهان عمر، من الدخول إليها في زيارة كان من المتوقع أن تبدأ السبت".

 

وأضافت القناة بأن "القرار بمنعهن اتخذه وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي، وقد تم تحويله إلى الجهات القانونية للمصادقة عليه تمهيدا لإعلانه بشكل رسمي".

 

وقالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي حوتوفلي للتلفزيون الإسرائيلي أن بلادها لن تسمح بدخول طليب وعمر أراضيها.

 

وأضافت: "لن نسمح بدخول هؤلاء الذين ينكرون حقنا في الوجود في العالم".

 

وخلافًا لعشرات أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين، الذين وصلوا إلى دولة الاحتلال  وأراضي السلطة الفلسطينية، خلال الأسبوع الماضي، بدعوة من منظمات مؤيدة لإسرائيل، فإن طليب وعمر، ستصلان استجابة لدعوة فلسطينية.

 

وأشارت ترجيحات إسرائيلية إلى انه كان في نيتهما زيارة المسجد الأقصى في القدس المحتلة يوم الأحد .

 

ترامب منح الضوء الأخضر

 

ودخل ترامب بنفسه على خطّ الداعين لمنع الزيارة، وهو الذي هاجم النائبتين، تحديدًا، أكثر من مرة من وصولهما إلى الكونجرس، وركّز هجومه أكثر خلال الأسابيع الماضية، ليتهمها في أكثر من مناسبة بأنهما "معاديتان للسامية".

 

وأكدت المصدار أن تصريحات ورفض نتنياهو جاء عقب قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إن إسرائيل ستظهر «ضعفاً شديداً» في حال سماحها بدخول النائبتين الأمريكيتين المسلمتين والمؤيدتين للفلسطينيين.

 

وأضاف ترامب، عبر تويتر، أن «رشيدة طليب، النائبة الأمريكية من أصل فلسطيني، وزميلتها إلهان عمر، تكرهان إسرائيل وكل اليهود، وليس بالإمكان قول شيء أو فعل شيء لتغيير رأيهما».
 

 

 

ألهان: إهانة للقيم الديمقراطية

 

واعتبرت إلهان عمر قرار إسرائيل منعها من زيارتها بأنه «مروع» ويشكل «إهانة للقيم الديموقراطية».

 

وكتبت عمر، في بيان حاد اللهجة «إنها إهانة أن يمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتانياهو بضغط من الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب دخول ممثلين عن الحكومة الأمريكية».

قالت إلهان عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب في البيان:"ما يدعو للسخرية في اتخاذ "الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الأوسط لهذا القرار هو أنه إهانة للقيم الديمقراطية، وأيضًا رد قاسٍ على زيارة مسؤولين حكوميين من بلد حليف".

 

رفض أمريكي للقرار

 

وقال زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، الخميس، إن على المسئولين الإسرائيليين الرجوع عن قرارهم بمنع زيارة النائبتين الديمقراطيتين.

 

وقال شومر في بيان أوردته وكالة "رويترز": "هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالعلاقة الأميركية الإسرائيلية وما تحظى به إسرائيل من دعم في أميركا... لا يوجد مجتمع ديمقراطي يخشى النقاش المنفتح. سيشعر الكثير من المؤيدين بقوة لإسرائيل بخيبة أمل عميقة من هذا القرار الذي يتعين على الحكومة الإسرائيلية الرجوع عنه".

 

وعلى النحو ذاته، اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، وهي من الحزب الديمقراطي أيضا، إن قرار إسرائيل منع زيارة النائبتين الديمقراطيتين إلهان عمر ورشيدة طليب "مخيب للآمال بشدة" ودعتها للتراجع عن القرار.

 

وقالت بيلوسي "منع إسرائيل دخول النائبتين طليب وعمر مؤشر على الضعف ودون منزلة دولة إسرائيل"، وفق ما نقلت عنها وكالة "رويترز".

بدورها، أعلنت لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية "آيباك"، وهي من أقوى اللوبيات الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، معارضتها لقرار نتنياهو.

وكتبت اللجنة في تغريدة: "نختلف مع النائبتين في تأييدهما لحركات مناهضة لإسرائيل، وحركة المقاطعة المناهضة للسلام، كما نختلف مع تأييد طليب الدولة الواحدة (كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مستدركة بالقول "نحن نعتقد كذلك أن من حق أي عضو في الكونغرس الأميركي أن يزور حليفتنا الديمقراطية إسرائيل"، وفق نص التغريدة.

 

فلسطين :تحاول إسكات الأصوات الحرة

 

وفي أول رد فعل رسمي فلسطيني على القرار الإسرائيلي، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد إشتية، أن منع إسرائيل العضوين بالكونغرس من الدخول إلى فلسطين يعكس خشية إسرائيل منهن وخوفا من فضح إجراءاتها أمام المجتمع الأمريكي.

 

وقال رئيس الوزراء محمد إشتية: "إن قرار إسرائيل منع عضوتي الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر من الدخول إلى فلسطين المحتلة، والتصريحات التحريضية ضدهما يعكسان الخوف من فضح الاحتلال وإجراءاته الجائرة بحق شعبنا وأرضنا أمام الجمهور الأمريكي والعالمي".

 

وأضاف اشتية في بيان له: أن "إسرائيل تحارب كل من لا يقبل نهجها الاحتلالي وتحاول إسكات وتخويف الأصوات الحرة الداعية للسلام وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني".

وتابع اشتية:"أن القرار الإسرائيلي ضد عمر وطليب يؤكد أن العنصرية والديمقراطية لا يمكن أن ينسجما معا."

 

إلى ذلك، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، الخميس، أن قرار إسرائيل بمنع النائبتين من زيارة الأراضي الفلسطينية «عمل مشين وعدائي» .

 وأضافت في بيان أن «القرار الإسرائيلي بمنع النائبتين في الكونغرس رشيدة طليب وإلهان عمر من زيارة فلسطين هو عمل شائن وعدائي ضد الشعب الأمريكي ومن يمثله» .

 

دوره، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في بيان له إن "قرار الحكومة الإسرائيلية منع عضوتي الكونغرس رشيدة طليب وإلهان عمر من الوصول إلى فلسطين، يؤكد بشكل قاطع خوف إسرائيل من انكشاف اضطهادها العنصري وممارسات احتلالها ونظام الابرتهايد الذي أنشأته ضد الشعب الفلسطيني، وما قد تقوم به عضوتا الكونغرس من كشف للحقائق أمام الشعب الأميركي".

 

وتابع: "ويؤكد القرار أن حكام إسرائيل يمارسون العنصرية ضد عضوات كونغرس أميركي بسبب أصولهم العرقية وهذا إثبات إضافي على عنصرية نظام الابرتهايد الإسرائيلي، وأن منع إسرائيل لعضوتي كونغرس أميركيتين انتخبتا بشكل ديمقراطي من زيارة فلسطين يؤكد كذب الادعاء بديمقراطية إسرائيل، فما من ديموقراطية في العالم يمكن أن تقدم على خطوة كهذه" .

 

وقال البرغوثي: "إن قرار حكومة إسرائيل لن يكسر مواقف رشيدة طليب وإلهان عمر التي نحييها، بل سيفضح أكثر إسرائيل وممارساتها ويساهم في كشف ما تحاول إسرائيل إخفاءه عن العالم من خروق لحقوق الإنسان".
 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان