رئيس التحرير: عادل صبري 07:30 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

غُرّة رمضان في غزة.. قصف وشهداء وأنباء عن وقف وشيك لإطلاق النار

غُرّة رمضان في غزة.. قصف وشهداء وأنباء عن وقف وشيك لإطلاق النار

العرب والعالم

رمضان بطعم القصف والنار فر غزة

بالصور والفيديو..

غُرّة رمضان في غزة.. قصف وشهداء وأنباء عن وقف وشيك لإطلاق النار

إنجي الخولي 06 مايو 2019 01:45

بينما كان يستعد أهالي غزة لاستقبال رمضان، الإثنين، تفاجأوا بقصف الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 200 هدف مدني، في مناطق متفرقة من القطاع غزة، منذ يوم الجمعة مما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيا ، فيما تتضارب الأنباء عن تقدم فى محاولات التوصل لوقف إطلاق نار من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ خلال الساعات القادمه.

 

وأشارت تقارير صحافيّة، في وقت متأخر من ليل الأحد – الإثنين، إلى أن هناك تقدمًا في مفاوضات أمميّة مصرية قطريّة وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، لكنها تضاربت حول موعد دخوله حيّز التنفيذ.

 

 

استشهاد 25 فلسطينيًا

 

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا التصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السبت، إلى 25 شهيدا فلسطينيا و154 مصابا.

 

وقالت الوزارة، في أحدث بياناتها مساء الأحد، إن «الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ صباح السبت أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينيا بينهم 3 أطفال و3 نساء، وإصابة 154 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وذكرت أن 21 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 142، منذ فجر الأحد، في قصف استهدف منازل وبنايات سكنية وأراض زراعية وسيارة مدنية في جنوبي ووسط وشمالي القطاع.

 

وأشارت الوزارة إلى أن 4 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 12 آخرين، السبت، جراء سلسلة غارات استهدفت أهداف متفرقة في أنحاء قطاع غزة.

 

مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين

 

وحسب وسائل إعلام إسرائيلية قُتل أربعة مستوطنين في الأراضي المحتلة في أخطر تصعيد للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ حرب عام 2014.

 

وقالت الإذاعة العبرية، التابعة لهيئة البث، إن إسرائيليين اثنين قتلا، أحدهما مستوطنة (60 سنة) أصيبت بشظايا إثر سقوط صاروخ بجانب مركبتها قرب مستوطنة "ياد مردخاي"، شمال القطاع، ووصفت حالتها بالحرجة جدا، قبل إعلان مصرعها.

كما قتل إسرائيلي آخر، أصيب في مصنع بمدينة بئر السبع.

 

وذكرت خدمات الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء"، في بيان مصور على "تويتر"، أن 4 مستوطنين أصيبوا إثر سقوط صاروخ أطلق من غزة على مصنع في عسقلان، أحدهما كان في حالة حرجة، وآخر خطيرة، وثالث بحالة متوسطة، أما الرابع فيعاني من صدمة، ولم يصب جسديا، حسب بيان لها.
 

ولاحقا أعلنت الإذاعة العبرية، أن المصاب بحالة حرجة، توفي متأثرا بجروحه.

وقالت الفصائل الفلسطينية إنها أطلقت وابلا من الصواريخ على مناطق إسرائيلية منها عسقلان وبئر السبع، كما استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية بصاروخ موجه، على حدود قطاع غزة.

 

وأعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، في بيان اليوم، أنها استهدفت مركبة عسكرية إسرائيلية شمال قطاع غزة بصاروخ مطور، وأصابتها بشكل مباشر.

وفي وقت لاحق، أعلنت “كتائب القسام” و”سرايا القدس” استهداف ناقلة جند إسرائيلية قرب الحدود الشرقية لوسط غزة بصاروخ “كورنيت” مضاد للدروع.

 

واعترف جيش الاحتلال رسميا باستهداف المقاومة لمركبة عسكرية بصاروخ من طراز «كورنيت» قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة.

 وقال الجيش، في بيان نقلته هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، إن «المركبة التي قُصفت قرب منطقة (ياد مردخاي) تعرضت لهجوم بصاروخ من نوع (كورنيت)، مما استوجب إغلاق الطرق وتعزيز قوات إضافية».

 

ولم يذكر البيان مزيدا من التفاصيل حول الحادث، وإن كان قد أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.

 

وكانت المقاومة قررت ليل السبت توسيع عملية إطلاق الصواريخ لتشمل المناطق التي تبعد عن قطاع غزة مسافة 40 كيلو متر، بعد أن استهدفت في بداية التصعيد مناطق الغلاف، وتوعدت بتوسيع “دائرة النار”، في تهديد مباشر باستهداف مدينة تل أبيب ووسط إسرائيل.

قال قائد في سلاح الجو الإسرائيلي، مساء الأحد، إن قواته رصدت منذ السبت، إطلاق 600 صاروخ من قطاع غزة، نحو البلدات الإسرائيلية في الجنوب.

 

وأشار إلى أن نظام “القبة الحديدية” الدفاعي اعترض 86 بالمائة من الصواريخ التي أطلقت نحو المناطق المأهولة بالسكان.

 

الاحتلال يستهدف المدنيين

 

وفي أعنف غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة منذ خمس سنوات، تعمد جيش الاحتلال استخدام سياسة تدمير المنازل والبنايات المدنية، في إطار الضغط على غزة.

 

وفي إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومة في القطاع، أوضح أن أكثر من 320 غارة إسرائيلية استهدفت القطاع وأغلبها مناطق مدنية ، لافتا إلى أن القصف استهدف بنايات سكنية ومساجد وورش حدادة ومحالًا تجارية ومؤسسات إعلامية وأراضٍ ودفيئات زراعية.

 

وأوضح في تقرير له، أن الاحتلال دمر سبع بنايات سكنية، واستهدف أربعة منازل أخرى ومحيطها بالصواريخ، وقصف مسجد المصطفى بمخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، لافتا إلى أن قوات الاحتلال دمرت ثلاث مؤسسات إعلامية متواجدة في بنايات مدنية تم قصفها، إضافة إلى 21 موقع تدريب، وأكثر من 17 نقطة رصد للمقاومة، بالإضافة إلى سيارة و”تكتك” ودراجة نارية بشكل مباشر.

 

وأدى القصف الإسرائيلي كذلك إلى تضرر عشرات مركبات تعود للمواطنين، إضافة إلى سيارات خدمات صحية، وعدد من المدارس، والجامعات، وأراضي زراعية، إضافة إلى تضرر عدد كبير من المنازل القريبة من الأماكن المستهدفة.

 

كما شنّت دولة الاحتلال الإسرائيلي سلسلة ضربات ردّاً على إطلاق صواريخ من القطاع الفلسطيني المحاصر الذي تُسيطر عليه حركة حماس.

 

وقالت السلطات الفلسطينية في بيان، إنّ الأهداف الإسرائيلية في غزة شملت مقارّ الأمن الداخلي الفلسطيني، فيما تواصلت مساء الأحد عمليات إطلاق الصواريخ والضربات الإسرائيلية.

 

وقصف طيران الاحتلال مبنى جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس التي تسيطر على القطاع في حي الرمال بمدينة غزة.

 

وأظهرت لقطات فيديو أعمدة الدخان وهي تتصاعد من وسط مدينة غزة، إثر الغارات الإسرائيلية.

 

تصعيد رغم محاولات التهدئة  

 

وعلى خلاف عمليات التصعيد السابقة، وآخرها نهاية مارس الماضي، لم يفلح الوسطاء سواء المصريين أو الأمميين، في التوصل لتفاهمات جديدة تقضي بوقف إطلاق النار، والتي كانت بالعادة تنجح قبل نهاية اليوم الأول من عمليات القصف.

 

وقال نيكولاي ميلادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أنه يعمل مع مصر وجميع الأطراف لتهدئة الوضع، داعيا جميع الأطراف إلى "التراجع الفوري" والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية، لافتا إلى أن الاستمرار في مسار التصعيد الحالي "سيؤدي بسرعة إلى التراجع عما تم تحقيقه وتدمير فرص الحلول طويلة الأجل للأزمة"، مشددا على ضرورة انتهاء "دورة العنف".
 

ولا يزال مسئولون كبار من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، يجرون في العاصمة المصرية القاهرة، التي وصلوها منذ الخميس الماضي، مباحثات مع مسئولي جهاز المخابرات، لإلزام إسرائيل بتنفيذ تفاهمات التهدئة التي لعبت فيها مصر دورا رئيسا، إضافة إلى بحث ملف التصعيد الحالي على القطاع، والذي انفجر بعد وصول الوفود القيادية، التي يرأسها عن حماس قائد الحركة في غزة يحيى السنوار، وعن الجهاد الإسلامي الأمين العام زياد النخالة.

 

ورغم استمرار الوساطة المصرية لوقف التصعيد مع وفدين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في القاهرة، إلا أن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر «الكابينت»، أصدر تعليماته للجيش بتصعيد عمليات القصف في قطاع غزة.

 

وعزز جيش الاحتلال وجوده حول غزة بلواء عسكريّ، فيما عرضت «حماس»، على لسان رئيس مكتبها السياسي استعدادها لتهدئة متبادلة تلتزم بها إسرائيل.

 

أما الكابينت الإسرائيلي فأعلن حسب القناة 13 الإسرائيلية (خاصة) أنه لن يقبل باقتراح الهدوء مقابل الهدوء، بحيث ستكون هناك شروط إسرائيلية قبل أي هدوء.

 

وفي وقت سابق، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال المكلف بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته للجيش لمواصلة هجماته المكثفة في قطاع غزة. وأضاف نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية، أنه أمر بتعزيز قوات الجيش في محيط القطاع، خاصة سلاح المدرعات والمدفعية وسلاح المشاة.

 

وردت فصائل المقاومة الفلسطينية بالتهديد بضرب تل ابيب إذا لم توقف إسرائيل عمليات القتل المركز «الاغتيال».

 

 وذكرت مصادر عبرية أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي أبلغتا جهاز المخابرات المصرية رسمياً أنهما ستوسعان مساحة إطلاق الصواريخ لتكون تل أبيب في مرمى النيران الليلة إذا لم توقف إسرائيل تنفيذ قرار الاغتيالات.

 

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مساء الأحد، إن العودة للهدوء في قطاع غزة، مشروطة بالتزام إسرائيل بوقف كامل لإطلاق النار، وتفاهمات التهدئة المبرمة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

 

وأضاف هنية، في بيان، أن ”العودة إلى حالة الهدوء أمر ممكن والمحافظة عليه مرهون بالتزام الاحتلال بوقف تام لإطلاق النار بشكل كامل، خاصة ضد المشاركين في المسيرات الشعبية السلمية“.

 

وأضاف أن ”على الاحتلال البدء الفوري بتنفيذ التفاهمات التي تتعلق بالحياة الكريمة للمواطنين في غزة على طريق إنهاء الحصار والاحتلال، ودون ذلك ستكون الساحة مرشحة للعديد من جولات المواجهة“.

 

وتابع هنية أن ”التباطؤ في تنفيذ التفاهمات ومحاولة كسب الوقت، خلق حالة من الاحتقان في أوساط أهلنا في غزة، ارتفعت وتيرته بسبب الجرائم التي ارتكبها الاحتلال خلال العدوان الراهن“.

 

وأكد هنية أن ”إسرائيل كانت تخطط للتصعيد وإيصال الأمور نحو حافة الهاوية من خلال قصف البيوت والمنازل والمقرات الحكومية، وارتكاب المجازر ضد العائلات، ما دفع المقاومة إلى توسيع دائرة الرد وتطويره، ليس بهدف الذهاب إلى حرب جديدة، بل من أجل لجم العدوان“.

 

تضارب الأنباء حول وقف اطلاق النار

 

أشارت تقارير صحافيّة، في وقت متأخر من ليل الأحد – الإثنين، إلى أن هناك تقدمًا في مفاوضات أمميّة مصرية قطريّة وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، لكنها تضاربت حول موعد دخوله حيّز التنفيذ.

 

فبينما أشارت القناة 12 إلى أن الاتفاق دخل حيّز التنفيذ عند منتصف ليل الأحد – الإثنين، أطلقت المقاومة أكثر من رشقة صاروخيّة تجاه بلدات إسرائيليّة حتى ما بعد الساعة الواحدة، في حين ذكرت قناة "الجزيرة" أن المفاوضات لا زالت مستمرّة بعد منتصف ليل الأحد.

 

وقالت قناة ريشت كان العبرية، نقلا عن مصدر مشارك في المباحثات، إن اتفاق وقف لإطلاق النار من الممكن أن يبدأ العمل به خلال الساعات القليلة المقبلة.

 

وأضافت، القناة العبرية، أن وقف إطلاق النار سيعتمد على ما ستفعله حماس بعد ذلك، لافتة إلى أن حماس سعت لوقف إطلاق النار بعد عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عمليات اغتيال ضد نشطائها.

 

وقالت صحيفة "تايمز أوف اسرائيل" الأحد، إن "حركة حماس تنوي وقف إطلاق النار مع إسرائيل في ظل هذا التصعيد المستمر في قطاع غزة، وإن حماس بعثت برسالة بهذا الخصوص إلى إسرائيل عبر الوسطاء المصريين الذين يحاولون التفاوض على هدنة بين الجانبين".

 

من جهتها، أعلنت "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة الفلسطينيّة أنها لن توقف إطلاق الصواريخ "قبل استجابة الاحتلال لمطالب شعبنا، ولن نسمح بخروج المستوطنين من الملاجئ طالما تنكرت قيادة العدو لتفاهماتها مع المقاومة".

 

نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر دبلوماسية (لم تحددها) أن الأمم المتحدة بالتعاون مع قطر ومصر، قدمت عرضًا للحكومة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

 

كما نقل التلفزيون الرسمي الإسرائيلي (كان) عن مسؤول إسرائيلي مطلع على جهود الوساطة، تأكيده الأنباء حول إحراز تقدم في الجهود المبذولة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف المسؤول الذي لم يذكر اسمه، أنّ وقف إطلاق النار من الممكن أن يتم ويدخل حيز التنفيذ في الوقت القريب المقبل.

 

يشار إلى أن جولة التصعيد الحالية، جاءت عقب اتهام الفصائل الفلسطينية، والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، لإسرائيل بالتراجع عن تنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة.

 

وأدان الرئيس محمود عباس "العدوان الاسرائيلي المتصاعد على أبناء شعبنا في قطاع غزة"، وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني، وأكد أن "الصمت على جرائم اسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي، يشجعها على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

 

ومنذ صبيحة السبت واصل جيش الاحتلال الذي تلقى أوامر بتصعيد العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، من المستويين السياسي والعسكري، استهداف القطاع بمئات الصواريخ التي ضرب مواقع عسكرية ومباني تحتوي على مؤسسات بينها إعلامية، ومنها وكالة “الأناضول” التركية، ومنازل سكنية، ما أدى إلى وقوع شهداء بينهم أطفال ونشطاء من المقاومة.

 

وتوترت الأوضاع على حدود غزة مع إسرائيل منذ مارس 2018 حينما انطلقت مسيرات العودة الفلسطينية، التي تطورت إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان