«وعد من لا يملك لمن لا يستحق».. هكذا يكررها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتصريح جديد أثار موجة غضب دولية بحق سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية.
وقال ترامب: «آن الأوان للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان».. بينما لم تمض سوى سنة وأشهر على اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في 6 ديسمبر 2017.
وتسبب تصريح الرئيس الأمريكي، في موجة رفض وغضب دوليين، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
وأعلنت مايا كوسيانتشيتش، المتحدثة باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، أن "موقف الاتحاد الأوروبي" إزاء انتماء مرتفعات الجولان" لم يتغير وأنه، "بموجب القانون الدولي، لا يعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية".
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعرب عن شكره لترامب على موقفه هذا، فيما أكدت الأمم المتحدة التزامها بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للجولان.
الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، رفض بشكل قاطع دعوات ترامب بالاعتراف بالجولان تحت سيادة دولة الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: إن الجولان أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل بواقع القانون الدولي، والمنظمة ستقف مع حق سوريا في هذه المنطقة.
انتهاك
أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن تغيير صفة مرتفعات الجولان بالالتفاف على مجلس الأمن يعد انتهاكا مباشرا للقرارات الأممية.
وقالت زاخاروفا في حديثها لإذاعة "كومرسانت أف أم" الروسية، اليوم الجمعة: "إن روسيا، كما تعرفون، تقف موقفا مبدئيا من تبعية الجولان لسوريا. وهذا ما يؤكده القرار رقم 497 الأممي لعام 1981. كما لا يزال ثابتا تقييمنا للطابع غير الشرعي لقرار إسرائيل حول نشر سيادتها على هضبة الجولان، الذي اتخذته كقانون رئيسي عام 1981.
وأكدت: "إن تغيير صفة مرتفعات الجولان بالالتفاف على مجلس الأمن يعد انتهاكا مباشرا للقرارات الأممية".
ومن جهته، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعوات ترامب مشيرا إلى أن تلك التصريحات ستضع المنطقة على شفا أزمة جديدة.
انحياز أعمى
نددت وزارة الخارجية السورية، بتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي أكد فيها أنه حان الوقت لتعترف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية.
وذكرت الخارجية السورية في بيان لها، أن هذا الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المحتل يعبر وبكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة والذي يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية بخصوص الجولان ويعتبره باطلا ولاغيا ولا أثر قانونيا له.
وتابعت، أصبح جليًا للمجتمع الدولي أن الولايات المتحدة بسياساتها الرعناء، التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة باتت تمثل العامل الأساس في توتر الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين"، مضيفة أن ذلك يحتاج وقفة جادة من دول العالم لوضع حد للصلف الأمريكي وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم.
وأضافت "الخارجية السورية"، أن تصريحات الرئيس الأمريكي، التي أعلن من خلالها أنه حان الوقت لتعترف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، لن تغير أبدًا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريًا، لافتة إلى أن ذلك سيزيد الشعب السوري عزيمة وتصميمًا وإصرارًا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة.
خطوة غير مشروعة
استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة تصريحات "ترامب"، معتبرة إياها خطوة غير مقبولة وغير مشروعة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، في تصريحات صحفية أن هذا الاعتراف غير القانوني وغير المقبول لا تأثير له على الحقيقة، وهي تبعية الجولان لسوريا.