رئيس التحرير: عادل صبري 10:43 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

التشكيك فى السنة يصل الإمارات.. ونشطاء : «البخاري خط أحمر»

التشكيك فى السنة يصل الإمارات.. ونشطاء : «البخاري خط أحمر»

العرب والعالم

صحيح البخاري

التشكيك فى السنة يصل الإمارات.. ونشطاء : «البخاري خط أحمر»

فادي الصاوي 17 مارس 2019 00:15

أثيرت مؤخرا حالة من الجدل داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد قيام داعية إسلامي يدعى وسيم يوسف، وأكاديمية تدعى موزة غباش بالتشكيك فى صحيح البخاري، أحد أبرز كتب الحديث على الإطلاق عند المسلمين من أهل السنة.

 

يُعتبر الإمام البخاري من أبرز علماء الحديث في التاريخ الإسلامي، فيما يصنف كتابه صحيح البخاري الذي جمع فيه الأحاديث النبوية واحداً من أعظم مصادر الأثر النبوي في التاريخ، واسمه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وقد ولد في بخارى إحدى مدن أوزبكستان الحالية عام 194 هجرية (الموافق 810م).

 

ومنذ أيام تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لموزة غباش رئيسة مركز رواق عوشة بنت حسين الثقافي، خلال إحدى جلسات مؤتمر المرأة فى الإمارات، حيث خرجت الأكاديمية الإماراتية عن أصول النقد العلمي واستخدمت عبارات وصفت بالسوقية للتطاول على صحيح البخاري، والتى وصفته بـ"الكتاب المتخلف" الذى يقيد حرية الإنسان، وقالت إنه "لا يمكننا أن نسجن أنفسنا في كتب عمرها 1400 عام".

 

وفى تغريدة لها على تويتر، بررت غباش تصريحاتها قائلة :" قد أكون أخطأت التعبير فى الحديث عن كتاب البخاري فى خضم نقاش حول القوانين ومصادر التشريع وكان ذكر الكتاب مثالا على بعض مصادر القوانين ولم يقصد الكتاب بعينه، وأعتذر عن ذلك، أما أن يستخدم ذلك الفيديو بهجم مخطط بعد نقاش تمكين المرأة فهذا يقلل من فرصة أن نتفهم أحوالنا ومسارنا".

 

وبالتزامن مع تصريحات الغباش، أعاد إمام مسجد الشيخ زايد وسيم يوسف التأكيد على رأيه المشكك بصحة ما جاء في كتاب "صحيح البخاري" من خلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه في تويتر،، وقال إنه : "لا يؤمن بالبخاري ولا السنة النبوية بشكل مطلق، وأن إيمانه فقط يقوم على القرآن الكريم".

 

 واستشهد الداعية بحديث لناصر الدين الألباني، يقول فيه: "إن ما دون كتاب الله، هو من كتابة البشر"، في إشارة إلى إمكانية التشكيك في صحة بعض الأحاديث المنسوبة للنبي محمد.

 

وقال وسيم يوسف فى تغريدة له : "منح العصمة لأحد دون الأنبياء هو انتقاص للأنبياء، ومعاداة لدين الله سبحانه .. يأبى الله الكمال إلا له، والعصمة لمن عصمه الله، فمن منح العصمة لغير الأنبياء فقد تطاول على دين الله وتعدى .. فنصر دين الله ليس بالغلو ولا بالتقديس لأحد إلا من أخبرنا الله عنهم ونبينا نهانا عن الغلو به."

فى المقابل توالت ردود العفل الغاضبة من التصريحات المشككة فى صحيح البخاري، عبر مواقع التواصل، ودشن بعض النشطاء هاشتاغ #البخاري_خط_احمر، وكان من أبرز المعلقين مواطن يدعى محمد اليحيا وكتب : "الهجوم على صحيح البخاري خطوة في طريق طويل يهدفون من خلاله لهز ثقة الجيل الجديد في ثوابت دينهم وفي حضارتهم وإحلال ثقافة بديلة لا تشبهنا ولا تشبه إسلامنا العظيم".

 

ونشر حساب يدعى "بن ثالث"، صورة لمجلد الإمام البخاري مصحوبة بسؤال : "هل سمو الشيخ محمد بن راشد يطبع كتاب متخلف؟؟ نتمنى الإجابة وتوضيح الامر للناس".

فيما شن ضاحي خلفان، هجوما عنيفا على وسيم يوسف، متهما إياه بأنه دخيل على المجتمع الإماراتي. وغرد خلفان قائلا: "أجمعت الأمة على صحيح البخاري.. فدع من يجهل مكانة الإمام البخاري يقول ما شاء... فإنه يعبر عن مستوى فهمه".

 

وأضاف خلفان: "كل ما أقوله، الأخ وسيم لا شيخ ولا دكتور... الأخ أسأل الله أن يهديك.. الغرور شين... تراك يا وسيم تكرّه الناس فينا... لأن الناس يحسبونك علينا وأنت كما أظن لست منا (من أصل أردني).. إن كنت منا حافظ على أمننا".

 

ورد وسيم على تصريحات خلفان في مداخلة هاتفية  لبرنامج يقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة MBC ، وقال: "أنا أجل وأحترم مؤسسات دولة الإمارات العربية المتحدة لكن يحزنني لما يخرج رجل أمني وظيفته أن يحمي وسيم يوسف واسرة وسيم يوسف وفكر وسيم يوسف مهما اختلفنا بالأفكار، عندما يخرج رجل أمني بعنجهية وعنترة خالف وظيفته ويقوم بالتحريض علي بوسائل التواصل الاجتماعي وتويتر ويؤلب العامة علي".

 

وبدورها نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف الإماراتية مجموعة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر"، حول فضل السنة النبوية، والصحابة والتابعين العلماء الثقات الذين بذلوا جهودا كبيرة في نقل أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وقالت الوزارة: "حرص العلماء على خدمة السنة النبوية وتمحيصها، واستخلاص صحيحها، فاشترطوا فيمن ينقل عنه الحديث الشريف؛ أن يكون معروفا بالتقوى والورع، والصدق والدقة، وأن يكون قد نقل عن مثله إلى النبي صلى الله عليه وسلم."

 

وأضافت: "تميز في علم الحديث أئمة أجلاء، وعلماء فضلاء، حفظوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ورحلوا إلى البلدان لجمعها وتنقيحها، والتحقق من إسنادها، وشرح معانيها، ونقلوها إلينا بكل تحر وأمانة ودقة".

 

وتابعت: "من حقوق علماء الحديث علينا أن ندرك قيمة علمهم، ودقة تخصصهم، ونقدر جهودهم، ونشكر صنيعهم، وندعو لهم، ونترحم عليهم".

 

وكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، حذر فى خطاب سابق له بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها والطعن في رواتها من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم والمطالبة باستبعاد سنته الشريفة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام والاعتماد على القرآن الكريم وحده في كل ما يأتيه المسلم من عبادات ومعاملات وما لم نجده منصوص عليه في القرآن.

 

وأشار الطيب إلى أن العلماء الأوائل بذلوا جهود علمية جبارة من أجل هدف واحد هو تمييز الصحيح من غير الصحيح من مرويات السنة، وذلك من خلال بحث دقيق متفرد وعجيب في تاريخ الرواة وسيرهم العلمية والخلقية ومنزلتهم في الصدق والضبط والأمانة ومن المعدل ومن المجروح حتى نشأ بين أيديهم من دقة التعقب والتقصي والتتبع علم مستقل يعرف عند العلماء بعلم الإسناد أو علم الرجال وهو علم لا نظير له عند غير المسلمين لا قديما ولا حديثا".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان