رئيس التحرير: عادل صبري 09:35 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بسبب اضطهاد مسلمي الإيغور.. أزمة بين تركيا والصين

بسبب اضطهاد مسلمي الإيغور.. أزمة بين تركيا والصين

العرب والعالم

اضطهاد الإيغور في الصين

بسبب اضطهاد مسلمي الإيغور.. أزمة بين تركيا والصين

وائل مجدي 10 فبراير 2019 18:34

بادرة أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق بين تركيا والصين، على إثر مطالبة أنقرة بكين بإغلاق مراكز الاعتقال التي تستخدمها ضد أقلية الإيغور المسلمة.

 

وجاء المطالب التركية بعد ظهور تقارير تفيد بموت فنان موسيقي شهير من أقلية الإيغور في السجون الصينية.

 

وتؤكد التقارير أن الفنان عبد الرحيم هييت كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 8 أعوام بمنطقة شينجيانغ، التي تشير تقارير إلى أن ما يصل إلى نصف مليون من الأويغور معتقلون فيها.

 

مطالب تركية

 

 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية أن هؤلاء المعتقلين يتعرضون لـ"التعذيب" في "معسكرات اعتقال".

 

ورفضت الصين هذه التعليقات بوصفها "غير مقبولة إطلاقا".

 

وتعيش أقلية الأيغور في منطقة شينجيانغ، بشمال غرب الصين، والتي تخضع لمراقبة مشددة من السلطات.

 

وتعد لغة الأيغور شبيهة باللغة التركية، كما فرت أعداد كبيرة منهم خلال السنوات القليلة الماضية من الصين إلى تركيا.

 

وحتى الآن لم ينضم سوى عدد قليل من الدول ذات الغالبية المسلمة إلى الإدانات الدولية للحكومة الصينية بشأن مزاعم التضييق على الأويغور. ويرى محللون أن كثيرين يخشون من تصعيد صيني على المستوى السياسي والاقتصادي.

 

تعذيب الإيغور

 

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية هامي أكسوي، في بيان "لم يعد سرا أن أكثر من مليون من الأيغور الأتراك المعتقلين تعسفيا يتعرضون للتعذيب وغسيل الدماغ السياسي" في السجون.

 

وأضاف أكسوي أن "إعادة معسكرات الاعتقال في القرن الواحد والعشرين، وسياسة الإدماج المنهجي التي تمارسها السلطات الصينية على الأيغور الأتراك، فيها إحراج كبير للإنسانية".

 

كما قال إن التقارير عن وفاة هييت "ضاعف قلق الرأي العام من انتهاك حقوق الإنسان الفاضح في شينجيانغ"، ودعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "اتخاذ خطوات فعالة لإنهاء المأساة" هناك.

 

وتقول منظمات ناشطة في مجال حقوق الإنسان إن أبناء الأقليات المسلمة في الصين يعتقلون لأجل غير مسمى دون تهمة بسبب مخالفات مثل رفض إعطاء عينات من الحمض النووي، أو الحديث بلغة محلية أو مجادلة مسؤولين.

 

اتهامات باطلة

 

 

ودعت سفارة الصين في أنقرة السلطات التركية في بيان إلى سحب "اتهاماتها الباطلة"، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء.

 

وجاء في البيان أن "الصين وتركيا تواجه كلاهما مهمة مكافحة الإرهاب الشاقة. نعارض المعايير المزدوجة في مسألة مكافحة الإرهاب".

 

وأضاف البيان "نأمل أن الجانب التركي سيحظى بالفهم الصحيح للجهود التي تبذلها الصين لاتخاذ إجراءات على نحو قانوني لمكافحة الإرهاب والتطرف بشكل فعال، ويسحب اتهاماته الباطلة ويتخذ إجراءات لمحو تأثيرها الضار".

 

وتقول بكين إن مراكز الاعتقال في شينجيانغ هي "مراكز تأهيل مهني" مهمتها تخليص

المنطقة من الإرهاب.

 

وفي أكتوبر، قال المسؤول الصيني في شينجيانغ، شهرت ذاكر، إن "المتدربين" في المراكز ممتنون لهذه الفرصة التي منحت لهم "للتراجع عن أخطائهم".

 

تقارير حقوقية

 

 

عبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن تقارير بوفاته التي لم تتأكد رسميا.

 

ويُعرف هييت بعزفه على آلة الدوتار الوترية التي تشتهر بصعوبة العزف عليها. وكان يحظى باحترام كبير في الصين. ودرس الموسيقى في بكين وشارك في فرق موسيقية وطنية تقليدية.

 

ويعتقد أن اعتقال هيين كان بسبب أغنية أداها بعنوان الآباء، وهي من قصيدة يدعو فيه الإيغور الشباب إلى تقدير تضحيات من آبائهم وأجدادهم.

 

اضطهاد الإيغور

 

 

قال سكان من أقلية الإيغور المسلمة في إقليم تركستان الشرقية (شنغيانغ) أقصى غربي الصين إنهم مجبرون على تناول لحم الخنزير وشرب الخمر، خلال عطلة رأس السنة الصينية (عام الخنزير) في البلاد.

 

وأوضح صينيون مسلمون بالمنطقة -التي تشهد أعمال عنف من حين لآخر- أن دعوات وجهت إليهم لتناول عشاء رأس السنة الصينية، حيث يقدم لحم الخنزير والخمور، وفقا لتقرير بثته إذاعة آسيا الحرة ونقلته أيضا صحيفة ديلي ميل البريطانية.

 

وأشاروا إلى تهديد من مسؤولين صينيين بإرسالهم إلى معسكرات "إعادة التثقيف" إذا رفضوا المشاركة، حسب المصدر نفسه.

 

وأظهرت الصور -التي أرسلت إلى الراديو- مسؤولا صينيا بمدينة يينينغ بالإقليم يزور أسرا مسلمة ويوزع لحم الخنزير الأسبوع الماضي عشية الاحتفال بالعام الجديد.

 

كما أجبر المسؤولون السكان المحليين بولاية تركستان الشرقية -التي تتمتع بالحكم الذاتي- على عرض زخارف رأس السنة الصينية الجديدة مثل الفوانيس الحمراء خارج منازلهم.

وقال أحد السكان لراديو آسيا الحرة إنه لم يسبق له قط أن تناول لحم الخنزير، لكنه لم يكشف عن اسمه.


وأضاف المواطن أنه ابتداء من العام الماضي، اضطر بعض الناس إلى تناوله ليثبتوا اندماجهم بالثقافة الصينية ويتجنبوا العقوبات، بينما قالت مسلمة من الإيغور "إذا لم نعلق الفوانيس الحمراء خارج بيوتنا أيام الاحتفالات فإنهم يقولون إننا بوجهين ويرسلوننا إلى معسكرات إعادة التثقيف".

 

وأكدت الإيغورية أن المسؤولين بدؤوا في توصيل لحم الخنزير إلى أسر مسلمة. ونقلت ديلي ميل -عن المتحدث باسم مجموعة الإيغور بالمنفى ديلكسات راكسيت- قوله إنهم تلقوا تقارير مماثلة.

 

وأضاف راكسيت "وفقا لمعلوماتنا، فإن الحكومة الصينية تصعد من حملتها ليتخلى الإيغور عن تقاليدهم الإسلامية، وإجبارهم على الاندماج في الثقافة الصينية، وعلى الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة".

 

وتابع: كما أنهم يجبرون الإيغور على شرب الخمور حتى يثبتوا تخليهم عن معتقداتهم الدينية وأنهم لا يستهترون بالثقافة الصينية التقليدية.

 

وفي أغسطسالماضي، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة أن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من أقلية الإيغور بمعسكرات سرية في تركستان الشرقية لإعادة التأهيل السياسي.

 

لكن بكين تنفي هذه الاتهامات وتتحدث عن "مراكز للتدريب المهني" بهدف مكافحة "التطرف" الإسلامي. وتؤكد أيضا أن الإجراءات الأمنية في شنغيانغ ضرورية لمحاربة "التطرف" ولا تستهدف مجموعة إثنية محددة.

عار على الإنسانية

 

وفي السياق ذاته، اعتبرت تركيا أن طريقة تعامل بكين مع أقلية الإيغور المسلمة تشكل "عارا على الإنسانية" في أول رد فعل لدولة مسلمة على اضطهاد هذه الأقلية الناطقة بالتركية والذي تندد به منظمات حقوقية.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية حامي إكسوي في بيان إن ظهور معسكرات الاعتقال من جديد في القرن الـ 21 وسياسة التطهير العرقي المنظم بحق الإيغور الأتراك تمثل "وصمة عار على الإنسانية".

 

ومنذ 1949، تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية الذي يعد موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم شنغيانغ أي الحدود الجديدة.

 

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود ثلاثين مليون مواطن مسلم في البلاد، 23 مليونا منهم من الإيغور. بينما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز مئة مليون أي نحو 9.5% من مجموع سكان الصين.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان