رئيس التحرير: عادل صبري 01:08 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأوشحة الحمراء تواجه السترات الصفراء بفرنسا.. من ينتصر؟

الأوشحة الحمراء تواجه السترات الصفراء بفرنسا.. من ينتصر؟

العرب والعالم

الأوشحة الحمراء والسترات الصفراء

الأوشحة الحمراء تواجه السترات الصفراء بفرنسا.. من ينتصر؟

وائل مجدي 28 يناير 2019 12:11

للأسبوع الحادي عشر على التوالي، أطلق محتجو "السترات الصفراء" في فرنسا، السبت الماضي موجة جديدة من الاحتجاجات بشوارع العاصمة باريس ومدن أخرى.

 

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد عشرة أيام من إطلاق الإليزيه "الحوار الوطني الكبير"، بغرض احتواء هذه الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة.

 

ورغم المشاركة الشعبية الواسعة في التظاهرات، خرج الآلاف من ناشطي "الأوشحة الحمراء" للتنديد بتظاهرات "السترات الصفراء"، مؤكدين أنها تعرقل مصالح الفرنسيين.

 

الأوشحة الحمراء

 

 

ونظم الآلاف من ناشطي "الأوشحة الحمراء"، أمس الأحد، مسيرة في العاصمة الفرنسية باريس، تنديدا بما اعتبره "أعمال عنف" يرتكبها أصحاب "السترات الصفراء" في البلاد.

 

وانطلق أكثر من 10 آلاف شخص من "الأوشحة الحمراء" من ساحة الأمة إلى ساحة الباستيل، مرددين هتافات ضد "السترات الصفراء" التي تنظم مظاهراتها منذ نوفمبر الماضي؛ احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية.

 

وحمل متظاهرو "الأوشحة الحمراء" لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "أحب الجمهورية" و"لا للعنف" و"كفى".

 

ولدى وصولهم إلى ساحة الباستيل، تقابل المتظاهرون مع قرابة 50 متظاهرا من أصحاب "الستراء الصفراء"، دون وقوع أعمال شغب بين الطرفين.

 

وقال لوران سولي، الذي يقود المسيرة في تصريح صحفي، إن "الأوشحة الحمراء" تتفهم غضب "السترات الصفراء"، وتقر بشرعية مطالبهم.

 

إلا أن "سولي" أدان أعمال العنف التي تقوم بها حركة "السترات الصفراء"، لدى التعبير عن مطالبها.

 

 

من ناحيته، قال رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، ريتشارد فيران، في حديث مع إذاعة "آر تي إل"، إنه لم يشارك في مسيرة "الأوشحة الحمراء"، لكنه أكد أنه يتعاطف معهم.

 

وأشار فيران إلى أن المسيرة مهمة للإشارة إلى أن هناك وجهات نظر أخرى خارج نطاق الرسالة التي يبثها أصحاب "السترات الصفراء" منذ نوفمبر الماضي.

 

ودعا أعضاء حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي أسسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى دعم ناشطي "الأوشحة الحمراء".

 

وشارك في المسيرة 10 آلاف و500 شخصا، وفق مديرية شرطة باريس.

 

تظاهرات السبت

 

 

والسبت الماضي تظاهر محتجو "السترات الصفراء" في فرنسا، بشوارع العاصمة باريس ومدن أخرى.

 

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد عشرة أيام من إطلاق الإليزيه "الحوار الوطني الكبير"، بغرض احتواء هذه الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة.

 

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى انتعاش شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون، بينما تثير الخلافات الداخلية بين قادة محتجي "السترات الصفراء" انقسامات جديدة بعد القطيعة بين زعيميهما إيريك درويه وبريسيلا لودوسكي.

 

وجاءت هذه الانقسامات مع إعلان انغريد لوفافاسور وهايك شاهينيان، وهما من المنضوين في "السترات الصفراء"، عن لائحة "تجمع مبادرة المواطنة" للانتخابات الأوروبية التي ستجرى في مايو المقبل.

 

وقالت لوفافاسور الجمعة إن "الهدف ليس الذهاب إلى بروكسل من أجل الذهاب إلى بروكسل، بل الاندماج في السياسة بشكل عام (...) الاندماج في النظام بدءا بالانتخابات الأولى".

 

ورد عليها زميلها ياسين بولايكي من مدينة ليون "إذا كانت حركة السترات الصفر تشكك في النظام، وخصوصا ذاك الذي أقامته أوروبا، فهذا ليس من أجل أن تصبح جزءا منه".

 

 

والخميس الماضي التحق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنقاش شارك فيه مواطنون وأعضاء من حركة "السترات الصفراء" في منطقة "دروم" جنوب شرق فرنسا، في إطار "الحوار الوطني الكبير" الذي أطلقه منذ أسبوع لوضع حد للاحتجاجات الشعبية التي شملت ربوع البلاد منذ أكثر من شهرين.

 

يشار أن السلطات الفرنسية أحصت 84 ألف متظاهر في آخر أسبوعين، حيث استعادت حركة السترات زخمها بعد عطل عيد الميلاد ورأس السنة. -

 

السترات الصفراء 

 

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية المقرر عقدها في شهر مايو المقبل واندلاع حركة الاحتجاجات الاجتماعية تحت شعار السترات الصفراء متزامنة مع إطلاق حوار وطني شامل، بدأت صورة المشهد السياسي تتضح شيئا فشيئا.

 

إحدى جماعات السترات الصفراء قررت تقديم لائحة للانتخابات الأوروبية مستقوية بنتائج استطلاعات رأي تقول إن مثل هذه اللائحة قد تحقق ثلاثة عشر في المئة من مجموع أصوات المقترعين.

 

 

وقدم عناصر من حراك السترات الصفراء قائمة بأسماء مرشحين للانتخابات البرلمانية الأوروبية المرتقبة في ال26 من مايو المقبل وتقودها إنغريد لوفاسور وهي ممرضة في التاسعة والعشرين العمر تحولت في بضعة أشهر إلى أحد الوجوه البارزة في الحركة الاحتجاجية للسترات الصفراء.

 

تلك الحركة التي خرجت يوما إلى الشوارع احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود قبل أن تتحول تدريجيا إلى محاكمة ورفض لسياسات الرئيس ماكرون الضريبية.

 

وبالرغم من غياب إجماع داخل صفوف حركة السترات الصفراء حول ضرورة تشكيل لائحة والمشاركة المقبلة إلا أن هذه الخطوة تعتبر هدية ثمينة بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرونالذي يواجه حاليا صعوبات كبيرة في إدارة هذه الاحتجاجات الاجتماعية.

 

كما يواجه منافسة شرسة من طرف اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين حيث تقول استطلاعات الراي إن حزبها قد يحقق اختراقا تاريخيا في هذا السباق الانتخابي الذي يأتي قبل الانتخابات البلدية والرئاسية.

 

ومنطق الهدية يأتي من كون الأصوات التي قد تحصل عليها لائحة السترات الصفراء قد تكون على حساب الإنجاز المتوقع لليمين المتطرف حيث ستساهم هذه اللائحة من إضعاف نجم مارين لوبين أكثر من النيل من مخزون الأصوات التي سينالها إيمانويل ماكرون، من ثم تخفيف حدة الهزيمة المرتقبة أو الاختراق المحتمل.

 

والرهان على أن دخول السترات الصفراء علي خط الانتخابات قد يصب في مصلحة ماكرون يأتي من القناعة القوية من أن اليمنين المتطرف إلى جانب اليسار المتطرف هو الذي يحرك إيديولوجيا شرائح واسعة من هده السترات الصفراء ويغذي صفوفها وشعاراتها المرفوعة ضد المؤسسات والنخب التقليدية.

 

لكل هذه الأسباب قد تشكل لائحة السترات الصفراء في الانتخابات الأوروبية ضربة لليمني المتطرف الذي كان يسعي إلى تحويل هذه الانتخابات إلى استفتاء ضد الرئيس ماكرون أو على الأقل إلى جولة ثالثة من الانتخابات الرئاسية لمعاقبة ساكن قصر الإليزيه.

 

ومنذ 17 نوفمبر الماضي، انطلقت احتجاجات "السترات الصفراء" بفرنسا، تنديدا بارتفاع الضرائب على الوقود. ‎

 

ورغم إلغاء الحكومة للزيادات المقررة في أسعار الوقود، إلا أن وتيرة الاحتجاجات لم تهدأ، واستمرت لعدة أسابيع لكن بكثافة أقل، وبسقف مطالب بلغ حد المناداة برحيل الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

إلا أن السلطات الفرنسية أحصت 84 ألف متظاهر في آخر أسبوعين؛ حيث استعادت حركة السترات زخمها بعد عطل عيد الميلاد ورأس السنة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان