رئيس التحرير: عادل صبري 05:55 صباحاً | الثلاثاء 01 يوليو 2025 م | 05 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

عقب «دافوس».. هل تناسى الغرب خاشقجي وعاد لتطبيع علاقاته مع السعودية؟

عقب «دافوس».. هل تناسى الغرب خاشقجي وعاد لتطبيع علاقاته مع السعودية؟

إنجي الخولي 27 يناير 2019 05:51

تعاني السعودية لتعزيز سمعتها أمام العالم لتشجيع المستثمرين الأجانب على المشاركة في خطة التحوّل الضخمة ، التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان عقب موجة الغضب العالمي التي رافقت مقتل الصحفي جمال خاشقجي ، وتطور الوضع إلى أزمة للسعودية أكبر مصدر للبترول في العالم والحليفة الاستراتيجية للغرب.

 

 فالتسريب المستمر للمعلومات عن عملية الخطف والقتل السرية للصحفي جمال خاشقجي ، أدّى إلى احتجاجاتٍ في عواصم مختلفة حول العالم، وشوَّه سمعة بن سلمان، الذي خلُصت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أنَّه مَن أمر بالمكيدة، الأمير محمد بن سلمان والسعوديين وقفوا في وجه الانتقادات الدولية .

 

ودافعت عنهم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي صبَّت غضبها على إيران بدلاً منهم .. إلا ان أحداث هذا الأسبوع بالمنتدى الاقتصادي العالمي أثارات التساؤلات.. هل عاد الغرب لتطبيع علاقاته مع السعودية  وتناسى مقتل خاشقجي؟ هل أصبح خاشقجي مجرد عثرة في طريق الرياض؟.

 

الغرب تجاوز خاشقجي

وترى صحيفة " واشنطن بوست" ترى في تقرير لها أنَّ الغرب مضى قدماً متجاوزاً قضية خاشقجي برمتها، مشيرة إلى إنَّ أحداث هذا الأسبوع  خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا جعلت كل شيءٍ أوضح.

 

فتقول الصحيفة" أرسل السعوديون وفداً كبيراً من وزراء المال والسياسة إلى سويسرا، يضم وزراء الاقتصاد والمالية والخارجية لديهم. ونظَّم عملاق النفط التابع للدولة، أرامكو، حفلاً فخماً مساء الأربعاء الماضي ، للمديرين التنفيذيين والمصرفيين الحضور في المنتدى".

وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية لإنتاج النفط والغاز أن الشركة ستنشئ شبكة محطات بنزين في السعودية قريبا، كما اختار منتدى "دافوس" شركتين سعوديتين هما أرامكو وسابك لتكونا ضمن 100 شريك إستراتيجي في 2019.
 

 وأكد السياسيون الغربيون ومديرو الشركات الغربية، في محادثاتٍ مختلفة، إلى عدم استعدادهم لإدارة ظهرهم للمملكة، بحسب "رويترز".
 

وكان خاشقجي، الذي كان كاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست" ومنتقداً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجرى تقطيع أوصاله على أيدي عملاء سعوديين بقنصلية المملكة في اسطنبول بالثاني من أكتوبر 2018، وهو الأمر الذي أثار استنكاراً واسعاً، وألحق الضرر بصورة المملكة.

 

وقال الرئيس السويسري أولي ماورير لوكالة الأنباء السويسرية المحلية: "تعاملنا مع قضية خاشقجي منذ وقتٍ طويل. واتفقنا على مواصلة الحوار المالي وتطبيع العلاقات مجدداً".

 

 وحثَّ باتريك بويان، رئيس شركة النفط الفرنسية توتال، في حلقةٍ نقاشية مع وزيرين سعوديين إلى جانب الرئيس التنفيذي لمؤسسة مورغان ستانلي المالية جيمس كورمان، الحضور على وضع مقتل خاشقجي وراء ظهورهم، وقال: "دعونا ننظر بإيجابية أكثر ونمضي قدماً".

 

ومن جانبه ، قال أمين الناصر، المدير التنفيذي لشركة أرامكو: "لا أرى أي مشكلات من حيث استثماراتنا، بل العكس تماماً، إنَّها محل ترحاب".

 

وفي مقابلة مع  الصحيفة الأمريكية، رفض عليان بيجاني، المدير التنفيذي لمجموعة ماجد الفطيم –المجموعة العملاقة في تجارة التجزئة بالشرق الأوسط والتي تملك مراكز تسوق ودور سينما وممتلكات أخرى في مختلف أنحاء المنطقة- التغطية السلبية للأمير السعودي واعتبرها "ظالمة ومتحيزة".

 وافتتحت شركة بيجاني أول دار سينما في السعودية، ولديها خطط للتوسُّع سريعاً في المملكة.

 

وأضاف بيجاني: "بصفتي مستثمراً، وبصفتي المدير التنفيذي لأبرز منظمات القطاع الخاص التي تعمل في هذا الجزء من العالم، بإمكاني رؤية ولي عهدٍ جاء إلى السلطة بأجندةٍ واضحة".

 

 وأشاد بالقيادة السياسية للمملكة وخططها الطموحة لإعادة تشكيل اقتصاد البلاد بحلول نهاية العقد القادم.

 

ومن جانبه ، قال محمد القويز، رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية السعودية، لوكالة رويترز في دافوس: "بالحديث ليس فقط باعتباري موظفاً حكومياً بل كمواطن سعودي، الجميع في السعودية شعروا بالتأكيد بالرعب الشديد مما حدث. لكنَّ بلداً يضم 30 مليون نسمة لا يجب إمساكه رهينةً لحادث، مهما كانت بشاعته، خصوصاً في هذه المرحلة في الوقت الذي نعمل فيه جاهدين لتهيئة مسار جديد للبلاد".

 

 

أضرار غير دائمة
 

وعلى الرغم من موقف الاتحاد الأوروبي، الذي أضاف السعودية إلى مسودة قائمة بالدول التي تشكل خطراً على التكتل، بسبب تراخي السيطرة على تمويل الإرهاب وغسل الأموال ، إلا أن الشرطات البريطانية كان لها رأي آخر في الرياض.

 

 

فرئيس  شركة  "بي.إيه.إي سيستمز"، كبرى شركات الصناعات الدفاعية في بريطانيا روجر كار  اعتبر ان " السعودية دولة تتطور بصورة جيدة في ظل قيادة جديدة.. حس من التحرر ومن الانفتاح في البلاد وإتاحة فرص للنساء. كل تلك الأمور كانت تلقى استقبالا طيبا".

وتابع قائلا  :" أضر أمران بموقف السعودية في عيون العالم.. أحدهما قضية خاشقجي وأيضا الحرب في اليمن"، بحسب "سكاي نيوز".

 

وأضاف كار "فيما يتعلق بخاشقجي رأينا أن السياسيين عاتبوا السعودية. لم يعتقد السياسيون أن الطريقة التي تم بها الأمر والتعامل معه كانت مناسبة أو مقبولة وهذا صحيح بالقطع".

 

وقال رئيس الشركة "ما نريد أن نراه، كصديق ثابت وناقد، هو عودة السعودية للسبيل الذي كانت تسير عليه وتتطور بالطريقة التي كانت تقوم بها".

 

يشار إلى ان إدراج السعودية في قائمة بالدول التي تشكل خطراً  على الاتحاد الأوروبي يعقّد العلاقات المالية مع الاتحاد .

 

 وسيتعين على بنوك التكتل إجراء عمليات تدقيق إضافية في المدفوعات التي تشمل الكيانات من الدول المدرجة.
 

 

 

 الإفلات من العقاب

 

 النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في دافوس لم يكونوا متسامحين للغاية. وأشار كينيث روث، مدير منظمة هيومن رايتس ووتش، بأصابع الاتهام للمنتدى لعدم إثارته قضية خاشقجي بصورة مباشرة أكثر.

 

وصرَّح لوكالة فرانس برس :" من المزعج للغاية أنَّ المنتدى الاقتصادي العالمي لم يجعل هذا موضوع محادثةٍ رسمية".

 

 وقال ديفيد ميليباند، رئيس اللجنة الدولية للإنقاذ، إنَّ مقتل خاشقجي كان في جزءٍ منه نتيجةً للانحدار الأخلاقي لإدارة ترامب، الذي جرَّأ المستبدين لإساءة التصرف.

 

وتابع:"الإفلات من العقاب يملأ هذا الفراغ في كثيرٍ من الأحيان".

 

 وقال كومي نايدو، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، إنَّه حين تُمكِّن النخب التجارية في المنتدى هي الأخرى لهذا الإفلات من العقاب، فإنَّه يُصوِّر مشروع دافوس برُمّته بصورة سيئة.

 

وأضاف نايدو:"يجعل هذا ما يجري يبدو وكأنه إضاعة للوقت على أمور لا طائل منها بدلاً من الأمور المهمة".

 

 

تطورات القضية

 

وفي آخر تطورات قضية مقتل خاشقجي تقدمت لجنة تحقيق من الأمم المتحدة بطلب للسماح بدخول مسرح الجريمة بالقنصلية السعودية في إسطنبول وزيارة المملكة.

 

وقالت أجنيس كالامارد مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي إنها لم تتلق بعد ردا من السلطات السعودية.

وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني "لقد طلبت دخول القنصلية السعودية في إسطنبول وعقد اجتماع مع سفير المملكة العربية السعودية في تركيا". وأضافت "وسعيت أيضا للحصول على إذن بالقيام بزيارة مماثلة للمملكة العربية السعودية" ، بحسب رويترز.

 

 وقالت كالامارد "أتصور أن يكون هذا التحقيق خطوة ضرورية من ضمن عدد من الخطوات لبلوغ الحقيقة الكاملة عن جريمة مقتل السيد خاشقجي الشنعاء وتحديد المسئولية رسميا".

 

وأضافت أن فريق التحقيق سيقدم في تقريره لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو توصيات فيما يتعلق بضمان "مساءلة رسمية".

 

وتابعت أنها طلبت معلومات من سلطات أخرى منها السلطات الأمريكية. وقالت "من المأمول أن يساعد هذا في ضمان المساءلة والشفافية في هذه القضية وقد يفتح سبلا جديدة لمنع تكرارها وحماية الحق في الحياة في حالات أخرى تشمل الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحاسبة عن قتلهم".

 

 ومن المقرر ان تبدأ كالامارد يوم الاثنين مهمة تستغرق أسبوعا في تركيا بناء على دعوة تلقتها من أنقرة. وكانت قد أعلنت يوم الخميس أن فريقا قانونيا ومختصا بالطب الجنائي يضم ثلاثة خبراء دوليين سيسعى للوقوف على "طبيعة ومدى المسئوليات الواقعة على دول وأفراد" فيما يتعلق بتلك الواقعة.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان