مع اشتعال الصراع على كرسي الرئاسة في فنزويلا بين رئيس البرلمان خوان غوايدو ،الذي أعلن نفسه قائما بأعمال الرئيس ،والرئيس نيكولاس مادورو، وتتابع الاعترافات والتأييد من الدول الغربية لكلٍ من الجانبين.. أصبح التحكيم في يد الجيش الذي قال كلمته .. فهل تضع كفة الجيش كلمة النهاية في الصراع ..أم تنتقل الأزمة في البلاد التي تعاني اقتصاديا إلى حرب أهلية؟ .
وبدأت الأزمة السياسية في فنزويلا منذ 20 مايو 2018 بعد إعادة انتخاب مادورو لولاية رئاسية ثانية مدتها 6 سنوات، في عملية قاطعتها المعارضة، في حين رفضت منظمة الدول الأمريكية الاعتراف بشرعية حكومته ودعت إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة "مع كل الضمانات الضرورية لعملية حرة وعادلة وشفافة وشرعية".
وتم تنصيب مادورو رسميًا رئيسا للبلاد الجمعة الماضية، وأمس الأربعاء أعلن خوان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الخاضع لسيطرة المعارضة، نفسه "رئيساً بالوكالة" للبلاد، وحظي على الفور باعتراف واشنطن ودول أخرى في القارة الامريكية.
واثر هذا الاعلان، سجلت مواجهات بين قوات الأمن وانصار المعارضة في كراكاس.
وعقب ذلك بدأت النداء توجه إلى الجيش لحسم الأمر ، فحث مادورو، الجيش على الولاء والوحدة والانصياع، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجيش الفنزويلي وقوات الأمن إلى"دعم الديمقراطية وحماية المدنيين".
ودعت المعارضة الجيش الذي يُعتبر الداعم الأول لمادورو، إلى قطع علاقاته بالنظام، ووعد البرلمان بـ "العفو" عن عناصر الجيش الذين يرفضون الاعتراف بالولاية الجديدة لرئيس الدولة.
خاصة وأن هذا الصراع جاء عقب يومين من تمرد قصير لـ 27 عسكريًا تحصنوا ساعات قليلة في ثكنة شمال كراكاس مطلقين دعوات للتمرد. وتم توقيفهم بسرعة.
الجيش قال كلمته
وفي أول رد فعل له أعلن وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو، موقف الجيش من تحركات المعارضة، رافضا الاعتراف بخوان غوايدو رئيسا لفنزويلا.
وقال بادرينو عبر حسابه بموقع " ان "اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة. نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية".
وأكد أن القوات المسلحة الفنزويلية "تدافع عن دستورنا وتضمن السيادة الوطنية".
El desespero y la intolerancia atentan contra la paz de la Nación. Los soldados de la Patria no aceptamos a un presidente impuesto a la sombra de oscuros intereses ni autoproclamado al margen de la Ley. La FANB defiende nuestra Constitución y es garante de la soberanía nacional.
— Vladimir Padrino L. (@vladimirpadrino) ٢٣ يناير ٢٠١٩
ودخلت سيارات الجيش المدرعة، اليوم الخميس، منطقة شاكو بمدينة كاراكاس بفنزويلا، حيث تتصدى للمتظاهرين ضد نظام الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو.
الاعترافات والتأييد
وعقب اعلان غوايدو نفسه رئيس أمس تدفقت اعلانات الدول التي اعترفت به رئيس للبلاد، كان أولها اعلان الولايات المتحدة الأمريكية، تلتها اعترافات من كندا والبرازيل وبارغواي وكولومبيا وبيرو والأرجنتين ومنظمة الدول الأمريكية.
واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء، برئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي ينتمي إلى معسكر المعارضة، رئيسا انتقاليا لفنزويلا.
وفي بيان نشره البيت الأبيض الأربعاء، قال ترامب، إن بلاده ستستخدم كامل قوتها الاقتصادية والدبلوماسية للضغط من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا، داعيا الدول الغربية إلى الاعتراف ببغوايدو رئيسا بالوكالة للبلاد.
وأضاف ترامب في البيان "مستمرون في تحميل نظام نيكولاس مادورو غير الشرعي المسئولية المباشرة عن أي تهديد محتمل يضر بسلامة الشعب الفنزيويلي".
وأعلن مادورو، يوم الأربعاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وردا على ذلك دعا غوايدو، الذي نصب نفسه رئيساً بالوكالة ، البعثات الدبلوماسية الأجنبية إلى مواصلة عملها في البلاد.
ومن جانبه ، أعلن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، أن الأرجنتين تعترف بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا.
وكتبت ماكري على تويتر:"أريد أن أعرب عن تأييدي لقرار رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو، من خلال الاعتراف به كرئيس مؤقت لهذا البلد".
وأضاف الرئيس الأرجنتيني: "إننا نأمل، مثل الدول الاخرى في "مجموعة ليما"، أن يؤدي قرار الجمعية ورئيسها الى استعادة الديمقراطية من خلال إجراء انتخابات حرة وشفافة مع المراعاة التامة للدستور ومشاركة قادة المعارضة".
ووفقا له، "سوف تبذل الأرجنتين كل جهد لاستعادة الديمقراطية الفنزويلية واستعادة الظروف المعيشية اللائقة لجميع المواطنين".
وأعلن وزير الخارجية الأسباني، جوزيب بوريل، يوم الأربعاء، أنه حتى يتم التوصل إلى موقف مشترك للاتحاد الأوروبي حول الوضع في فنزويلا، لن تدلي مدريد بتصريحات فيما يتعلق بإعلان رئيس البرلمان الفنزويلي، خوان غوايدو، كرئيس مؤقت للدولة.
وقال الوزير الأسباني خلال لقائه مع نظيره البرتغالي، أوغوستو سانتوش سيلفيا، في مدريد: "لا يمكنك اتخاذ قرارات بسرعة، دون أن تكون على علم جيد".
وصرح مصدر بقصر الإليزيه، يوم الأربعاء، أن فرنسا تتابع الموقف في فنزويلا وتتشاور مع الشركاء الأوروبيين.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، اليوم الخميس، عن أمله في أن تدعم أوروبا بموقف موحد "القوى الديمقراطية" في فنزويلا، حيث أعلن رئيس البرلمان نفسه رئيسا مؤقتا للدولة.
وقال تاسك: "آمل أن تتحد أوروبا كلها دعما للقوى الديمقراطية في فنزويلا. خلافا لـ مادورو، فإن الجمعية البرلمانية، بما فيها خوان غوايدو، لديها تفويض ديمقراطي من مواطني فنزويلا".
I hope that all of Europe will unite in support of democratic forces in #Venezuela. Unlike Maduro, the parliamentary assembly, including Juan Guaido have a democratic mandate from Venezuelan citizens.
— Donald Tusk (@eucopresident) ٢٣ يناير ٢٠١٩
وأعلنت الممثلة العليا للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، اليوم الخميس، أن الاتحاد الأوروبي يدعم الجمعية الوطنية لفنزويلا "كمؤسسة منتخبة ديمقراطيا"، ويقف على استعادة الديمقراطية في البلاد على أساس عملية سياسية سلمية ونظام دستوري.
وأعلنت الرئاسة المكسيكية، مساء يوم الأربعاء، أنها ستواصل العمل مع مادورو، بوصفه الرئيس المنتخب لفنزويلا.
كذلك أفادت مصادر في وزارة خارجية أوروغواي، بأن البلاد لا تزال تعتبر نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا.
كما أعربت كوبا عن دعمها وتضامنها مع مادورو على خلفية محاولة الانقلاب في فنزويلا.
وكتب الوزير الكوبي في تغريدة على موقع "تويتر": "الدعم القوي والتضامن من قبل كوبا للرئيس الدستوري، نيكولاس مادورو على خلفية محاولة الانقلاب. وسوف تنتصر الإرادة السيادية لشعب فنزويلا على التدخل الإمبريالي. وسيحاسب التاريخ أولئك الذين يشجعون على الانقلاب غير القانوني ويعترفون به".
Firme apoyo y solidaridad de #Cuba con el Presidente constitucional @NicolasMaduro ante intento golpista. La voluntad soberana del pueblo de Venezuela prevalecerá frente a la intervención imperialista. La historia juzgará a quienes alientan y reconocen la usurpación golpista.
— Bruno Rodríguez P (@BrunoRguezP) ٢٣ يناير ٢٠١٩
وتواجه فنزويلا أزمة سياسية واقتصادية كبيرة، في وقت تُعتبر فيه هدفًا لعزلة سياسية كبيرة في المنطقة وعقوبات مالية.
وسبق أن اتهمت كراكاس واشنطن مرارا بمحاولة قلب النظام والتورط في محاولة اغتيال الرئيس أو التسبب باضطرابات في البلاد.