رئيس التحرير: عادل صبري 10:19 صباحاً | السبت 05 يوليو 2025 م | 09 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بنقل سفارتها للقدس.. هل انتهى دور أمريكا في عملية السلام؟

بنقل سفارتها للقدس.. هل انتهى دور أمريكا في عملية السلام؟

العرب والعالم

جانب من الاعتداء على الفلسطينيين

بنقل سفارتها للقدس.. هل انتهى دور أمريكا في عملية السلام؟

أحمد جدوع 09 ديسمبر 2017 13:04

يعكس قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني الانحياز الأمريكي للكيان على الرغم من أن واشنطن أوهمت العرب لسنوات طويله أنها راعية في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية بحسب مراقبين.

 

وأعلن ترامب، الأربعاء الماضي، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، منهياً بذلك سياسة أمريكية استمرّت عقدين، وفاتحاً أبواب الشرق الأوسط على كل الاحتمالات.

 

ومنذ قرار الكونغرس الأمريكي الصادر عام 1995، حول نقل سفارة البلاد من "تل أبيب" إلى القدس، دأب الرؤساء الأمريكيون على توقيع قرارات بتأجيل نقل السفارة 6 أشهر، لكن جاء ترامب لينفذ الوعد الانتخابي الذي قطعه على نفسه، نهاية العام الماضي.

 

رفض دولي

 

واحتلّت "إسرائيل" الجزء الشرقي من مدينة القدس خلال حرب يونيو 1967، وأعلنت لاحقاً ضمّها إلى الجزء الغربي من المدينة الذي كان واقعاً تحت الاحتلال. وتعتبر دولة الاحتلال المدينة المقدسة "عاصمة موحدة وأبدية" لها، وهو الأمر الذي يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

 

واعتبر الرئيس الأمريكي أن خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مهمة من أجل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلاً: إن "إسرائيل لها الحق في تقرير ما ستكون عاصمتها، وهذا شرط ضروري لتحقيق السلام".

 

قرار ترامب جاء بعد سيل من التحذيرات مما قد يترتّب على هذه الخطوة "الخطيرة"، التي قد تلقي بالشرق الأوسط كله في أتّون حرب لا تنتهي، وهو ما يعيد للأذهان ما قاله وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، من أن ترامب ورجاله "يرون العالم ساحة للقتال".

 

المقاومة الفلسطينية

 

ومن المحتمل أن يزيد القرار الأمريكي من حدّة التوتّر في المنطقة، التي تعصف بها التوتّرات من كل جانب، خاصة أن حركات المقاومة الفلسطينية كانت قد شدّدت على أن الإقدام على مثل هذه الخطوة "سيفتح أبواب جهنم" على المصالح الأمريكية بالمنطقة.

 

بدوره قال الباحث في العلاقات الدولية سيد المرشدي: "إن لم يكن هناك ما يسمى عملية سلام، وكل ما هنالك أن أمريكا كانت توهم العرب بذلك لتضيع الوقت وليس أكثر من ذلك، وبالفعل ضاع نصف قرن ولم يتوصل المجتمع الدولي لحل للقضية الفلسطينية".

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن التغييرات الحادثة فى المنطقة والانقلاب على ثورات الربيع العربى كانت البداية لتنفيذ مخطط اليهود التوسعي، كما أن الجيوش العربية تحولت من محاربة العدو الصهيوني إلى التصدي لمحاولات الشعوب في تنفس الحرية.

 

ضعف عربي

 

وأوضح أن ما فعلته الولايات المتحدة مخطط له وبعناية فائقة، كما أنها استغلت فرصة ضعف الأنظمة العربية وأبرمت ما يسمى بصفقة القرن دون أي اعتبار للشعوب العربية وهذا، وذلك من أجل قيام دولة إسرائيل الكبرى التي لن تستطيع قوة الوقوف أمامها.

 

وأشار إلى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس جزء لا يتجزأ من خطة صفقة القرن الماضية فى طريقها دون عقبات - ودون وعى بآثارها ونتائجها - والتى سيُمنَح فيها الفلسطينيون موطنا جديدا لهم على مناطق شاسعة فى سيناء المصرية ، مقابل تخليهم عن ما يقابلها من مساحة من الأرض الفلسطينية لصالح الكيان الصهيونى .

 

وتوقع أنه ربما بعد 50 عاما سيكون هناك عملية تهجير حديدة لفلسطينيي سيناء إلى الداخل المصرى غربا لتوسيع رقعة دولة الكيان فى سيناء تمهيدا لطريق " إسرائيل الكبرى "، فى الوقت ذاته تكون سوريا قد تفككت واستقل أكرادها بالشمال لحاقا بإقليم كردستان ، والذى يُعَد إعلان استقلاله عن العراق منذ أسابيع مجرد خطوة فى طريق الألف ميل حتى ولو أُرجِىء تنفيذه على أرض الواقع حينا من الزمن تحت دعوى مركزية الدولة العراقية.

 

خطوة عدوانية

 

فيما قال القيادي بحركة فتح الفلسطينية الدكتور أيمن الرقب، إن هذا قرار ترامب يتجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال اعترافه بالقدس موحدة عاصمة إسرائيل وغير مكتفي بنقل السفارة الأمريكية من تل آبيب إلى القدس .

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن هذه الخطوة العدوانية ومديح ديموقراطية دولة الاحتلال يخرج أمريكا من رعايتها لأي عملية سياسية قادمة ويجب أن تدفع السلطة بالإعلان عن انتهاء أوسلو ووقف كل أشكال الاتصال مع الاحتلال وإيداع السلطة تحت تصرف منظمة التحرير الفلسطينية والتي بدورها مطلوب منها عقد جلسة طارئة للمجلس الوطني تعقد خارج فلسطين يتم خلالها سحب الاعتراف بدولة الاحتلال، وكذلك ترك العنان للشعب الفلسطيني ليقول كلمته من خلال ممارسة مقاومته ضد الاحتلال بكل أشكالها دون أن تعترضه أجهزة أمن السلطة .

 

وطالب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يحقق مصالحة فلسطينية الآن وحقيقية لمواجهة هذه الصلف الأمريكي الصهيوني وترتيب فتح بعد مبادرة النائب محمد دحلان اليوم بوقف كل أشكال المناكفة السياسية ودعم أبو مازن في مواجهة الاحتلال والقرار الأمريكي .

 

كما طالب الدول العربية بسحب أموال العرب المستثمرة في أمريكا ودعم الحراك الفلسطيني وإرسال رسائل عنيفة ضد هذا القرار الأمريكي وهذا أقل شئ من العرب على حد قوله.


 


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان