القضية الفلسطينية في "مقدمة أولويات مصر".. بهذه الكلمات أثلج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صدر الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو القدس المحتلة أو قطاع غزة المحاصر، فهل هذه الكلمات تعد مفتاحا بدء علاقات جديدة بين القاهرة والقطاع، يتخللها فتح معبر رفح بشكل دائم ووقف اتهام حماس بالإرهاب في الإعلام المصري، فضلا عن سقوط قضية "التخابر مع حماس"، المتهم فيها عدد من قيادات الإخوان على رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي.
وأضاف السيسي، خلال كلمة مسجّلة تم بثها خلال اجتماع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، خالد فوزي، مع رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة، الثلاثاء 3 أكتوبر:" نقول للشعب الفلسطيني إن دعم مصر للتوافق والوحدة لن يتوقف، وستجدوننا بجانبكم على الدوام".
وذكر السيسي أن القضية الفلسطينية "كانت وما زالت في مقدمة أولوياته، سواء في لقاءاته مع زعماء العالم، أو مشاركته في المحافل الدولية".
وقال:" رغم التحديات الجسام التي تواجهها مصر، فستبقى الداعم الرئيسي لمطالب الشعب الفلسطيني"، وبيّن أن العالم "بأسره"، يترقب "الجهود لتحقيق المصالحة والوفاق الفلسطيني".
وقال:" أؤمن أن الاختلافات بين مكوّنات المجتمع الفلسطيني يجب أن يتم حلّها داخل البيت الفلسطيني، دون تدخل أي قوى خارجية في هذا الشأن".
ومن جانب آخر، قال السيسي إن "الفرصة سانحة لتحقيق السلام في المنطقة، شريطة تضافر الجهود مع كل الأطراف".
وتابع قائلاً:" إن تهيئة المناخ أمام توفير حياة كريمة وآمنة لشعوب المنطقة على أولويات أهدافنا، وعندما ترى القوى الكبرى في العالم الشعب الفلسطيني على وعي كامل بأهمية السلام، ستعمل على تحقيقه".
ووصل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الوزير خالد فوزي، اليوم الثلاثاء، إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون-إيرز، قادما من مدينة رام الله.
حماس وفتح في القاهرة الثلاثاء:
من جانبه، أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موافقة حركته على تلبية دعوة من جهاز المخابرات العامة المصرية، لزيارة القاهرة، يوم الثلاثاء المقبل، للبدء بالحوار الثنائي مع حركة "فتح".
وقال هنية، خلال مأدبة غداء، نظمتها "حماس"، لرئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية، والوفد الأمني المصري الذي وصل القطاع الأحد الماضي :" أبلغنا خالد فوزي، رئيس جهاز المخابرات المصرية، اليوم، بموافقتنا لتلبية دعوة القاهرة الثلاثاء القادم، لنبدأ الحوار ثنائياً مع حركة فتح حول الملفات المتعلّقة بعمل الحكومة بغزة".
وبيّن هنية أن جلسات الحوار المقبلة ستشهد "معالجة الملفات، لإتاحة المجال للحكومة للعمل بأجواء توافقية بعيداً عن حالة التجاذب".
كما أعلن هنية، خلال اللقاء، موافقة حركته للذهاب نحو "مرحلة الحوار الفلسطيني الشامل الذي ستشارك فيه كل الفصائل الفلسطينية للحوار حول آلية تنفيذ اتفاقية القاهرة".
وقال هنية إن "صفحة الانقسام طويت إلى الأبد، وأنّه أصبح خلف ظهر الفلسطينيين".
وأضاف:" نحن ماضون في خطوة المصالحة، وفتحنا الباب واسعاً، وهناك جهد مشترك بين جميع الفصائل، ومكونات الشعب الفلسطيني، لإنجاحها".
كما شدد على استعداد حركته لدفع "أي ثمن لإنجاح المصالحة الوطني؛ لترتيب البيت الفلسطيني، في إطار السلطة".
وقال:" السلطة تعني حكومة واحدة وقيادة ومرجعية واحدة، وانتخابات رئاسية وتشريعية، وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية".
ودعا هنية الفصائل الفلسطينية إلى العمل بشكل مشترك من أجل "الهدف الوطني المتمثّل بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ذات سيادة حرّة، وعاصمتها القدس".
وأضاف:" نتطلع إلى المصالحة والوحدة الوطنية، كي نكون شركاء في القرار السياسي، وفي قرار المقاومة، وفي قرار الحرب".
ورحّب هنية بالجهود المصرية، والعربية التي سبقتها، لتحقيق المصالحة وتوحيد الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، التقى هنية، في مقر مكتبه بمدينة غزة، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، خالد فوزي، الذي وصل قطاع غزة، ظهر اليوم.
وبدوره، قال رامي الحمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني، في كلمة له سبقت مأدبة الغداء:" نحن نريد مصالحة حقيقة تفسح المجال لحكومة التوافق تسلم مهمتها كاملة في غزة، لنباشر النهوض في قطاع غزة".
وتابع، خلال الكلمة:" الرئيس عباس أوفد الحكومة لتتسلم مسؤوليتها كاملة وستتخذ خطوات عملية لتفكيك العقبات وحل جميع القضايا الإدارية والقانونية العالقة بشكل تدريجي ومدروس".
واعتبر "الحمد الله" حركة حماس، "شريكاً استراتيجياً في القضية الفلسطينية"، داعياً إلى العمل على "ترسيخ المصالحة بغزة كما في الضفة".
وعقدت حكومة التوافق الفلسطينية الثلاثاء، اجتماعها الأسبوعي في قطاع غزة، لأول مرة منذ تشكيلها منتصف عام 2014.
وترأس الجلسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، الذي وصل إلى غزة أمس الاثنين، برفقة أعضاء حكومته.
ومن المقرر أن يجتمع الوزير فوزي، مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية.
وبدأ فوزي اليوم، زيارته لأراضي السلطة الفلسطينية، بلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مدينة رام الله.
وتقوم مصر بدور الوساطة حاليا، لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.
إسرائيل المستفيد:
قال المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، ردًا على شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقبول المصالحة الفلسطينية، إن "إسرائيل هي من تغذي عوامل الانقسام لأنها هي أول من تستفيد منه".
وأضاف قاسم، في تصريح لوكالة الأناضول، أن "الرد الأنسب على هذه التصريحات هو أن يستمر الشعب الفلسطيني في مشوار المصالحة، والعمل على استكمال الخطوات المطلوبة لاستمرار الحوار".
ولفت أنّ "الشعب الفلسطيني بحاجة لصياغة برنامج سياسي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد على أنّ "سلاح المقاومة هو سلاح شرعي ونظيف، وأن حماس ستسمر في امتلاك كل وسائل القوة لمواجهة إسرائيل".
وفي تصريح سابق اليوم، حدّد نتنياهو 3 شروط لقبول المصالحة الفلسطينية، وذلك في أول تعقيب رسمي إسرائيلي عليها.
والشروط التي حددها نتنياهو هي الاعتراف بإسرائيل، وحل الجناح العسكري لحركة "حماس"، وقطع العلاقات مع إيران.
وعقدت الحكومة الفلسطينية، اليوم، أول اجتماع لها في غزة منذ 4 سنوات، مع بدء تسلم الحكومة صلاحياتها بالقطاع، بموجب تفاهمات المصالحة التي رعتها مصر مؤخرا.
استراتيجية ضد إسرائيل:
ودعت "حماس"، إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية تجتمع عليها مكونات الشعب الفلسطيني، لمواجهة إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي هو المتضرر الرئيسي من الوحدة والمصالحة، لأنها مصدر قوة للشعب الفلسطيني الذي أراد له أن يبقى منقسما".
وأضاف، في بيان ، أنّ "الرد الحقيقي على الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يكون بمزيد من الوحدة والترابط، والإسراع في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".
وفي تصريح سابق اليوم، حدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، 3 شروط لقبول المصالحة الفلسطينية، وذلك في أول تعقيب رسمي إسرائيلي عليها.
والشروط التي حددها نتنياهو هي الاعتراف بإسرائيل، وحل الجناح العسكري لحركة "حماس"، وقطع العلاقات مع إيران.
وعقدت الحكومة الفلسطينية، اليوم، أول اجتماع لها في غزة منذ 4 سنوات، مع بدء تسلم الحكومة صلاحياتها بالقطاع، بموجب تفاهمات المصالحة التي رعتها مصر مؤخرا.