تحت عنوان "مأزق السياسة الخارجية في عالم متغير".. نظم صالون "مصر العربية" الثقافي ندوة ثقافية حاضر خلالها فاروق رياض مبروك، السفير السابق لدى اتحاد ميانمار، عضو بالمجلس المصري للشؤون الخارجية.
الندوة التي أدارها الكاتب الصحفي محمد نوار، بحضور عدد من الباحثين والصحفيين، استهلت أعمالها بمقطوعة موسيقية لعازف العود علي عبدالعال.
وتطرقت الندوة للحديث عن أوضاع السياسة المصرية الخارجية،والأوضاع الماساوية للأقلية المسلمة "الروهينجا" في ميانمار، وكذلك ثورات الربيع العربي، وموقف مصر من القضية السورية وبشار الأسد.
السياسة الخارجية
فاروق رياض مبروك، السفير السابق لدى اتحاد ميانمار،قال إن مصر لا تعتمد على وزارة الخارجية بشكل كلي في تنفيذ سياستها الخارجية، بل تعتمد على العديد من الأجهزة الأخرى.
وأضاف أن الدستور المصري خول لرئيس الجمهورية تحديد سياسات مصر الخارجية، وهو ما يحدد الاعتماد على المخابرات أو وزارة الخارجية في تنفيذ هذه السياسات، بحسب الأقوى.
وطالب مبروك بضرورة اعتماد الدولة على المؤسساتية في ملفها الخارجي، وأن يكون لوزارة الخارجية أهدافها الواضحة وخططها التي لا تتغير بتغير الوزراء.
وتابع: السياسة الخارجية في مصر تخضع لمسؤولية شخص واحد، أو عدة أشخاص، فرئيس الدولة يقرر الاتجاه شرقا أو غربا فتتجه الدولة بكل مؤسساتها معه، لا نملك دراسات وأسس تجعل من مصر دولة مؤسساتية، فالتوجه يجب أن يكون مدروسًا، ومعلوم توابعه وأسبابه.
ثورة يناير
وبسؤاله عن ثورة يناير استنكر السفير مبروك إطلاق البعض مصطلح الخيانة والعمالة على شباب الثورة، مؤكدا أن الثورة قام بها شباب مصريين كان لديهم تطلعات وآمال كبيرة.
وأكد أن الثورة قامت لتحقيق ثلاثة أهداف العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، إلا أن مسارها تحول كليًا بعد ركوب الإخوان موجتها، على حد وصفه.
واستطرد: كان لدى شباب الثورة آمال وتطلعات كبيرة، واستطاعوا لفت أنظار العالم، إلا أن الانتكاسة التي حدثت للثورة، حولت وجهتها وخرجت بنتائج بعيدة عن طموحات الجميع.
مأساة الروهينجا
وعن سبب تعرض أقلية الروهينجا للاضطهاد في ميانمار قال السفير فاروق مبروك، إن الروهينجا يتعرضون لأكبر مأساة إنسانية في العالم، وما يحدث لهم هناك هو نتاج نهاية الحكم العسكري، الذي كان مسيطرًا على البلاد، وبعد انتهائه بات الجميع هناك يفعل ما يريد بدون ضوابط.
وذكر أن حكم ميانمار العسكري كان مختلفًا عن كافة الأنظمة العسكرية الأخرى، فكل مسؤول بها كان يرتدي الزي العسكري، لكن مع انتهاء الحكم العسكري هناك حدثت المشكلات الكبرى".
وشدد على أن الاتصالات الدبلوماسية وإتباع أسلوب الضغط على الأمم المتحدة أفضل حل لإنقاذ أقلية الروهينجا المسلمة التي تتعرض لاضطهاد ديني، مؤكدا أنه ليس بالإمكان إنقاذهم عبر عمل عسكري تشنه الدول المسلمة، مرجعًا ذلك إلى بعد المسافة.
النظام المصري وسوريا
وفيما يتعلق بالملف السوري، أكد السفير مبروك أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال إن موقف الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي لا يدعم بشار الأسد، مشددا على أن ما يشغل مصر هو بقاء الدولة السورية موحدة.
وأضاف: "الرئيس يمكن أن يصل إلى الحكم ثم يرحل.. هذه ليست القضية الكبرى، لكن الأمر الهام يتمثل في كيفية الحفاظ على هذه الدولة، لكن الأمر صعب للغاية لأنه عندما تسيل الدماء يصعب توقيفها".
وأشار مبروك إلى أن الأزمة السورية تعرضت لكارثة إنسانية وحضارية طيلة السنوات الست الماضية، معتبرا أن هذه القضية تؤكد أن العالم العرب انتهى من معدلات القوة.
وتابع: "كارثة سوريا تقدم نموذجا لكارثة العالم العربي، فهناك على الأرض دول تؤيد النظام وأخرى ضد النظام، والأمر تحوَّل إلى قضية ضيقة للغاية".
وتحدث "السفير السابق" عن أن الأزمة السورية يتم حلها بعيدًا عن العالم العربي، حيث تسيطر على المشهد تركيا وروسيا وإيران، لافتا إلى أن تحرك هذه الدول دبلوماسيا لحل الأزمة هو انعكاس لقوة هذه الدول.
وأوضح أن ما يحرك الإقليم في المرحلة الراهنة هي تركيا وإيران ومن خلفهما إسرائيل، فضلا عن الولايات المتحدة وروسيا.