رئيس التحرير: عادل صبري 06:25 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

رصدتها رويترز.. عادات وتقاليد مصرية غابت عن رمضان بسبب كورونا

رصدتها رويترز.. عادات وتقاليد مصرية غابت عن رمضان بسبب كورونا

أخبار مصر

الزحام اختفى في رمضان بسبب كورونا

رصدتها رويترز.. عادات وتقاليد مصرية غابت عن رمضان بسبب كورونا

أسامة عاشور 07 مايو 2020 22:30

مع انتصاف شهر رمضان المبارك، إلا أن المصريين فقدوا العديد من عاداتهم الموروثة طوال هذا الشهر الفضيل، إذ لم يسمع المصريون نقرات المسحراتي ككل عام، ولم تجتمع العائلات على موائد الإفطار الكبيرة التي تجمع أقارب ربما لم يلتقوا منذ عام مضى، كما لم تبتهج عيونهم بموائد الرحمن التي تطمئنهم أن كل فقير سيجد على الأقل وجبة إفطار تسد جوعه وتكرم صيامه.

 

وكالة رويترز للأنباء أفردت في تقرير مطول لها، كيف أن المصريين فقدوا العديد من عاداتهم المميزة، خلال رمضان الجاري، بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، بل وصل الأمر لحد اختفاء الازدحام الذي تشهده المتاجر كل عام في مثل هذه الأيام، مع الإقبال على شراء مستلزمات شهر رمضان وملابس عيد الفطر.

 

رويترز أضافت: هكذا أصابت جائحة فيروس كورونا المستجد، ضمن ما أصابت في مصر، عادات ومظاهر كانت مرتبطة بأجواء هذا الشهر الكريم ومعتادة بشكل سنوي، وأدت إلى انحسارها بشكل ملحوظ، بسبب الإجراءات الاحترازية التي كان لها دور بارز في هذا الأفول.

 

حظر التجول الجزئي ودعوات التباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل، إضافة إلى قرارات إغلاق المراكز التجارية والمقاهي ومنع التجمعات، أثمرت بطبيعة الحال أجواء غير اعتيادية خلال رمضان، دفعت المصريين إلى التخلي عن ممارسات وعادات لم يسبق أن مر عليهم رمضان دون حضورها.

 

وربما كان بعض تلك العادات والمظاهر أكثر عمومية حيث حرم منها المصريون وغيرهم، إلا أن بعضها يعرف بحضور أكبر في حياة المصريين، مما يجعل فقدها أكثر تأثيرا عليهم، بينما ارتبطت بعض تلك العادات والمظاهر بفئات من المصريين دون غيرها وإن عرفت بأنها "رمضانية".

 

رويترز رصدت أبرز 10 عادات ومظاهر باتت مغيبة قسرا خلال رمضان هذا العام بسبب كورونا وهي:

1- موائد الرحمن
رغم أن مشهد "موائد الرحمن"، التي تعرفها مصر منذ مئات السنين، تأثر خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وإقرار ضوابط حكومية لإقامتها، فإنها ظلت أحد المظاهر الرئيسية التي ارتبطت بالأجواء الرمضانية بمصر.

 

وللمرة الأولى منذ قرابة 10 قرون، خلت شوارع مصر من موائد الرحمن، التي كان يقوم عليها مقتدرون لتقديم وجبات الإفطار وربما السحور، لإطعام المحتاجين وعابري السبيل، بعدما أصدرت الحكومة قرارا بمنع إقامتها، باعتبارها أحد التجمعات التي قد تنقل العدوى بالفيروس.

2- الإفطارات العائلية
اعتاد المصريون وخاصة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان على إقامة عزائم (ولائم) عائلية، تجتمع فيها الأسر على طعام الإفطار، يتبادلونها فيما بينهم، وربما يشهد الاتفاق حول الأحق بالأسبقية فيها خلافا، ينتهي بإجراء قرعة أو التحاكم إلى كبير العائلة لما يرون في ذلك من فضل ومكرمة.

 

غير أن رمضان هذا العام غابت عنه بصورة كبيرة تلك العادة بسبب تفضيل الكثير من الأسر المصرية الالتزام بتوصية التباعد الاجتماعي، وإن حاولوا جبر أحد الجوانب عبر تبادل وجبات الإفطار، وحرموا التزاور والاشتراك في تناولها على مائدة واحدة.

 

3- المسحراتي
ينضم عمل المسحراتي إلى غيره من العادات الرمضانية التي تأثرت بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، حيث غاب بشكل ملحوظ خلال ليالي رمضان الأولى، بعد أن كان يطوف شوارع وطرقات العديد من أحياء المدن والقرى لإيقاظ المصريين للسحور.

 

وبسبب حظر التجول الليلي في مصر، الذي يبدأ من التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا، وتغريم من يخالف القرار، عزف الكثير ممن امتهنوا دور المسحراتي خلال أيام رمضان عن القيام بذلك، في حين قرر عدد محدود خرق القرار، ومضوا في التجول ليلا، وسط ترحيب الأهالي.

4- ارتياد المناطق التراثية
ارتبطت بعض المناطق التراثية والتاريخية في القاهرة بأجواء رمضانية خاصة، تقوم على وجود زحام وأجواء روحانية، خاصة تلك المناطق التي تحتضن المساجد التاريخية الشهيرة، وأبرزها مناطق حي الحسين والجامع الأزهر وجامع المعز، وأحياء السيدة عائشة والسيدة زينب، وقلعة صلاح الدين الأيوبي.

 

واعتاد المصريون والزوار العرب والمسلمون خلال الرمضانات السابقة على قصد تلك الأماكن، وباتت مقصدا مميزا للإفطار والسحور في رمضان، إلا أن ذلك تغير هذا العام، ولم تعد تلك الأماكن تحظى بالإقبال والفاعلية نتيجة الإجراءات الاحترازية المتبعة.

 

5- دورات الكرة الرمضانية
كانت دورات كرة القدم الرمضانية من أبرز مظاهر الشهر الكريم في مصر، وتحظى بمشاركة واسعة من قبل فئات عمرية مختلفة، حتى على مستوى المتابعة، فقد كان ينظمها العديد من الأندية ومراكز الشباب، إضافة إلى عدد من المساجد الكبرى والجمعيات الأهلية.

 

غير أن ذلك اختفى بشكل كامل خلال هذا العام، وبات الأمر محصورا في تجمعات شبابية محدودة تسترق الأوقات في ظل حظر تجول ليلي.

 

6- الإفطارات الجماعية في الأحياء والقرى
اعتادت أحياء شعبية وقرى إضافة إلى عدد من المؤسسات على تنظيم إفطار جماعي لأهالي تلك الأحياء والقرى وموظفي تلك المؤسسات خلال شهر رمضان في أجواء احتفالية رمضانية، بمشاركة تضامنية من الجميع.

 

وينضم هذا المشهد إلى غيره من المشاهد الغائبة في رمضان هذا العام بسبب إجراءات كورونا، وقرار وزارة الأوقاف بمنع أي إفطارات جماعية.

 

7- تجمعات السحور الرمضاني
يتناول كثير من المصريين السحور خارج منازلهم في مطاعم وأندية تقدم وجبات خاصة للسحور، وذلك بهدف الاستمتاع بأجواء رمضان الليلية، والالتقاء بالأهل والأصحاب في توقيت السحور، ثم المضي إلى أحد المساجد القريبة لأداء صلاة الفجر قبل العودة للمنازل.

 

بيد أن هذه العادة اختفت هذا العام كذلك بسبب قرار إغلاق المطاعم وحظر التجول الليلي الذي يمتد إلى ساعات الفجر.

 

8- إفطار صائمي الطريق
من المشاهد التي كانت حاضرة ساعة الإفطار بمصر خلال السنوات الماضية وقوف متطوعين على قارعة الطرق السريعة وعند إشارات المرور، للمشاركة في تقديم إفطار للصائمين المارين بسياراتهم أو في المواصلات العامة، ممن لن تسعفهم الظروف لإدراك أذان المغرب في أماكنهم.

 

وبسبب حظر التجول وإجراءات الاحتراز من كورونا، فضلا عن الهاجس من العدوى، غابت هذه العادة لتنضم إلى مسلسل الطقوس المفتقدة في رمضان هذا العام.

 

9- تجمعات المقاهي الليلية
نسبة ليست قليلة من المصريين كانت تجد في جلسات المقاهي الليلية أحد الطقوس الرمضانية "المبهجة"، ففي الوقت الذي ينشغل به البعض بمتابعة مسلسلات رمضان بالمنازل، والبعض الآخر بصلاة التراويح بالمساجد، كانت هذه الفئة تلتقي بشكل يومي على المقاهي المنتشرة في المدن والريف المصري.

 

فقدت هذه الفئة مصدر بهجتها كذلك، وبات لزاما عليها البقاء في المنازل بعد قرار إغلاق المقاهي وحظر التجول الليلي.

 

10- الخيم الرمضانية
أحد المشاهد الرمضانية التي كان مصريون يحرصون على حضورها "الخيم الرمضانية" التي كانت تستعين في بعض الأحيان بفرق موسيقية تراثية، وأخرى عصرية، إضافة إلى تقديم عروض فنية، ومنها الخيم الفندقية وخيم المقاهي والمطاعم، إضافة إلى الخيم الخاصة أعلى أسطح المنازل وفي الساحات الخاصة.

وكغيرها من العادات الرمضانية، غابت هذه الخيم نتيجة الإجراءات الاحترازية من كورونا، حيث طالها المنع مع غيرها من الممنوعات.

 

في المقابل، هناك وظائف لم تخل من المشترين، وقال أسامة علي أحمد ، 60 عاما ، صاحب متجر حلويات بالقرب من مسجد السيدة زينب في وسط القاهرة: المتجر كان مزدحما للغاية في بداية رمضان ، لذلك كنا دائما نطلب من الناس الوقوف بعيدا عن بعضهم البعض خوفًا من كورونا.. لكن كان العملاء يتزاحمون، وبعضهم يرتدون أقنعة ، من أجل الحصول على الحلويات.

 

وقال أشرف علي ، 52 سنة ، سائق في شركة اتصالات وهو يشترى المخللات: "الناس حريصون ، لكن هذا لا يمنعنا من الخروج لشراء الأشياء التي نحصل عليها كل عام".

النص الأصلي

رمضان يجمعنا
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان