شاب في عامه الـ 48، ولكنه يمثل قصة كفاح ونجاح يعتبرها البعض قدوة للشباب يجب أن تُدرس، كان يستقل سيارة مرسيدس g63، وهي من أعلى السيارات آمانا في العالم، فجأة وفي ساعة متأخرة من ليلة الجمعة، يُلقي مصرعه تحت عجلات سيارات الموت على الطريق الدائري، فهل كانت عملية اغتيال، أم حادث سير مُقدر؟.
هكذا استيقظ المصريون على خبر مصرع الشاب المصري رجل الأعمال خالد بشارة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أوراسكوم تيليكوم القابضة، إثر انقلاب سيارته في حادث مروع على الطريق الدائري في الاتجاه إلى ميدان الرماية بالجيزة، أدى إلى مصرعه في الحال.
ولكن ما يلبث أن انتشر خبر مصرع خالد بشارة، حتى سار من الأعلى تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تشكيك البعض في ملابسات الوفاة، وأنها لم تكن مجرد حادثة قضاء وقدر، وإنما عملية اغتيال لبشارة بعد النجاح الذي يحققه يوما تلو الآخر، لتبقى الكلمة الفصل في يد النيابة التي لاتزل تجري تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث.
ملابسات الحادث
وكانت غرفة عمليات المرور قد تلقت إشارة من شرطة النجدة بوقوع حادث بالطريق المشار إليه، وكشفت المعاينة الأولى أنه أثناء سير سيارة ملاكي فارهة سوداء تحمل رقم (د ن 61830) أعلى الطريق الدائري، اختلت عجلة القيادة بيد قائدها، واصطدمت السيارة بالسور الحديدي الجانبي باتجاه الرماية.
وأسفر الحادث عن تهشم السيارة وتليفات كبيرة، وأسرع قائدو مركبات بنقل المصاب إلى أقرب مستشفى، لا أنه لفظ أنفاسه متأثرا بإصابته جراء الحادث.
وبحسب روايات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن سيارة نقل بدعامات حديد لا تحمل لوحات معدنية، اصطدمت بالسيارة الملاكي، ما أدى إلى انقلاب الأخيرة، وكان يتواجد بها شخص واحد هو قائد السيارة، ويدعى "خالد بشارة".
التحريات
من جهتها تجري الإدارة العامة لمباحث الجيزة تحرياتها، لكشف ملابسات الحادث الذي أسفر عن مصرع خالد بشارة، إذ أشارت التحريات الأولية إلى مصرع بشارة نتيجة حادث تصام، وحدوث تلفيات كبيرة في سيارته التي تحمل لوحات معدنية رقم د ن 6183.
وتواصل الإدارة العامة لمباحث الجيزة اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه سائق عربة النقل المتسبب في الحادث عقب هروبه.
في السياق نفسه انتدبت النيابة لجنة فنية لفحص السيارة لكشف أسباب الحادث، وأمرت بفحص كاميرات المراقبة بالطريق، وطلبت تحريات المباحث.
وبينت التحريات الأولية أن السيارة الملاكي التي كان يقودها خالد بشارة ماركة مرسيدس g63، وقد انقلبت ثم اصطدمت بالسور الحديدى للطريق الدائرى، ما أدى إلى مصرع بشارة في الحال.
واستمعت فرق البحث لروايات شهود العيان، وجاء فيها إن سيارة نقل بدعامات حديد ولا تحمل لوحات معدنية، اصطدمت بالسيارة الملاكى، ما أدى إلى انقلاب الأخيرة والتى كان يتواجد بداخلها شخص واحد فقط وهو قائد السيارة خالد بشارة .
التشكيك في الحادث "اغتيال"
أثار مصرع خالد بشارة حالة من الحزن بدت واضحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما بلغ خبر وفاته الأعلى تداولا، وسط جدال ما بين إذا ما كانت الحادث نتيجة الطرق غير الآمنة في مصر، أم عملية اغتيال؟.
علقت أغاريد أمين على مصرع خالد بشارة، عبر حسابها على تويتر قائلة :"يعني ايه عربية نقل من غير نمر خبطت في عربيته، حادثة و لا حد قصد ده، اللهم لا حول ولا قوة الا بالله، لو حادثة طريق مش حد بقى يتبنى امان الطرق في مصر مش بس توسعاتها .. ولو حادثة مقصودة فين الكاميرات في الشوارع".
خر يُدعى جان عزت علق قائلا :"اغتالوا خالد بشارة و الموضوع ماينفعش يطرمخ، ايا كان مين ساندهم ولا داخل معاهم بفلوس #اغتيال_خالد_بشارة".
وقال شريف رمزي إن خالد بشارة لم يكن الأول، ولن يكون الأخير من نموذج إنسان ناجح يلقي حتفه تحت عجلات وحوش سيارات النقل الموتورين، مضيفا :"وللاسف تطوير وتوسيع الطرق مع عدم فرض القانون والرقابة عليها أتاح للموتورين من سائقي النقل القيادة بسرعات جنونية أكبر، سيموت كل يوم خالد جديد طالما اهمل النظام تطبيق القانون"
وقال عبده عدلي عن مصرع خالد بشارة :"كان سايق عربية من اكتر العربيات أمان في العالم، ومع ذلك لم ترحمه طرق مصر. الدائري ده من الكوارث الطبيعية في بلادنا".
ونعته أشرف صلاح الدين قائلا :"خالد بشارة يمثل قصة كفاح ونجاح شباب مصرى أصر على النجاح وحققه تستحق الدراسة ويكون قدوة للشباب".
قصة نجاح
خالد بشارة هو واحدا من أبرز وأنجح العقول المصرية الشابة في آخر 20 عاما، هكذا وصفه محمد الجاري، غير أن سجل بشارة يؤكد أن هذا الوصف لم يكن مبالغا فيه، فرغم صغر سنه إلا أنه ترك علامة فارقة في تاريخه، جعلته مثل وقدوة يحتذي بها الشباب.
حصل بشارة على شهادة التخصص في علوم هندسة الحاسب الآلي، وتخرج بشارة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1993، ثم حصل على مجموعة من دراسات إدارة الأعمال المتطورة من جامعة ستانفورد والمعهد الأمريكي للمصارف والتمويل.
بعد تخرجه التحق بشارة بشركة مايكروبلاس للعمل بها، ثم دشن مع مجموعة من الأصدقاء شركة لينك دوت نت التي ورأسمالها مليون جنيه، بعد بدء الحكومة المصرية في منح تراخيص للشركات الخاصة لتقديم خدمات الانترنت.
هكذا بدأ بشارة رحتله بمليون جنيه، جمعها من أهله وأقاربهن وصاحبهم بأنهم قد يخسرون كل شيء، هكذا قال بشارة كما جاء في كتاب "شهادة للتاريخ..20 عاما على تأسيس وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".
ويقول بشارة إن والده كان مشجعا له بعد تخرجه من الجامعة، فكان يقول له :"اشتغل في حاجة بتحبها وكان بيقولي لو اشتغلت معانا مهما نجحت هتفضل ابن جلال بشارة عمرك ما هتكون خالد بشارة فأنت ناجح باسمك ومجهودك".
سار بشارة على هذا النهج الذي شجعه عليه والده، خطى خطواته مؤمنا بمبدأه :"لو مش مستعد تخسر ماتتعبش تلعبش"، وهكذا فضل أن يشق طريقه بنفسه في مجال اعتبره الكثيرون أنه درب من الخيال، إلا أنه صبر وثابر حتى كتب له النجاح في تأسيس واحدة من كبريات شركات الإنترنت في السوق المصرية.
وبعدما ترك شركة لينك دوت نت، تولى العديد من المناصب الهامة في إدارة كبرى الشركات العالمية، مثل ويند للاتصالات في إيطاليا، والتي نجح في تحويلها من الخسائر إلى أرباح، إذ كان أحد أفراد فريق العمل الذي حقق صفحة الاستحواذ على شركة ويند لصالح شركة ويذر للاستثمارات بقيمة تجاوزت 17.2 مليار يورو.
وتولى خالد بشارة منصبه كعضو في إدارة شركة أوراسكوم تيليكوم منذ عام 2003، ثم ترقى حتى وصل مديرا عاما للعمليات لدى الشركة في أبريل 2009، واستمر في تدرجه بالمناصب حتى تولي الرئيس التنفيذي للمجموعة.