فى احتفالية كبيرة حضرها عدد من كبار رجال الدولة المصري، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى الاحتفال الذى أقامته وزارة الداخلية بأكادمية الشرطة فى القاهرة الجديدة بمناسبة الذكرى الـ68 لعيد الشرطة والذى يوافق يوم 25 يناير من كل عام، كما حرص على تكريم أسر الشهداء والمميزين في مجال العمل الشرطي.
شارك في الاحتفالية، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة وكبار رجال الدولة.
وفور وصوله مقر أكاديمة الشرطة، حرص الرئيس على وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، بعدها عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، وقبل الاحتفالية اجتمع السيسي بأعضاء المجلس الأعلى للشرطة، وفقا لتصريح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، الذى أشار إلى قيام الرئيس بالتقاط صورة تذكارية مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وأعضاء المجلس الاعلى للشرطة.
شهدت احتفالية، تقديم مجموعة من قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، ووعد الضباط الرئيس بأن رجال الشرطة قادرون على حماية الشعب المصري، الذي يعد أمانة في أعناقهم، مؤكدين أنهم جاهزون وعلى أعلى مستوى من التدريب والتسليح في أي وقت وفي كل مكان وبدعم من الرئيس السيسي والشعب المصري، لمواجهة من يهدد أمن أي مصري.
وأشاروا إلى أن رجال مكافحة الإرهاب يقدمون أرواحهم فداء لمصر، ومتابعين: "نردد مثلما قال الرئيس السيسي في وقت سابق «إن من سيقترب من مصر سنمحوه من على ظهر الأرض»".
وعقب ذلك، ألقى الملازم أول محمد أشرف خليل، قصيدة شعرية بعنوان "اسمعيني يا بلادي"، وتحدث فيها عن تضحيات رجال الشرطة، مما تسببَّ في تأثر الحاضرين بها أثناء تناوله لمعاناة وآلام أسر الشهداء.
شهد الرئيس السيسي، فيلما تسجيليا عن جهود رجال الداخلية في معارك الإسماعيلية مع العدو عام 1952، وتصديهم للاحتلال الإنجليزي، واستمع إلى غناء النجمين مصطفى حجاج وهبة مجدي، كما شاهد أداء تمثيليى قام به عدد من نجوم الفنون فى مقدمتهم أمير كرارة ومحمود حافظ، يروي دور رجال الشرطة في حرب الإسماعيلية عام 1952، ومواصلة الجيل الحالي في الدفاع الدائم عن أرض الوطن.
حكى النجوم قصة الشهيد وائل طاحون، ونال العرض إعجاب الحاضرين، وألقى عاطف وائل طاحون، الطالب بكلية الشرطة، ونجل الشهيد العميد وائل طاحون، كلمة تحدث فيها عن استشهاد والده، وزوج أخته ماجد عبدالرازق، لافتا إلى أن هذا كان حافزًا له في للدخول كلية الشرطة.
وأوضح عاطف، إنه أصر على دخول كلية الشرطة، مصنع الرجال لاستكمال مسيرة ما قدموه أمثال والده وزوج أخته، لافتا إلى أنه عندما التحق بأكاديمية الشرطة شاهد في أعين زملاؤه التحدي والإصرار لمكافحة الإرهاب وأهل الشر، موجهًا رسالة لأهل الإرهاب، مفادها: "إحنا مش هنخلص وهنفضل نحمي بلدنا وبعاهد الرئيس وكل المصريين إننا هنقدم حياتنا فداءً للوطن"، بعدها ذهب الرئيس إلى أسرة الشهيد وائل طاحون، وصافح نجل الشهيد وزوجة الشهيد.
والقى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كلمة فى احتفالية عيد الشرطة، أكد فيها أن رجال الأمن على قدر كبير من الوعى بمسئوليتهم في انتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث في ظل معطيات متغيرة يدركون أن آفة الإرهاب لم تنته، وأن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والجهد لمحاصرة وتطويق أية محاولات يائسة لزعزعة الأمن أو المساس بمكتسبات الشعب المصرى العظيم.
وأشار إلى أن السياسة الأمنية تعمل بقوة لتحقيق المزيد من الكفاءة في الأداء وتطوير الإجراءات الوقائية والاحترازية لدحض المحاولات الخبيثة والمستمرة لجماعة الإخوان والتى تدير حركات التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها للنيل من استقرار الدولة المصرية في ظل عوامل متداخلة لمناخ إقليمي يسوده الاضطراب والعنف ويتيح للإرهاب فرص الدفع بظلاله السوداء.
وأكد الوزير أن الجهود الأمنية، استطاعت تحقيق المواجهة الحاسمة لكافة صور الجريمة الجنائية، وأنماطها من خلال انتهاج الأساليب العلمية المتطورة واستخدام التقنيات الحديثة في مجال كشف الجرائم، وجمع المعلومات والأدلة الجنائية وتطويعها لدعم خبرات ومهارات رجال الشرطة من منطلق أن مسار التطوير والتحديث لم يعد فقط سبيلًا لتحقيق الأهداف بل هو بمثابة ركيزة أساسية لمواجهة كافة الجرائم والأنماط المستحدثة.
من جانبه حرص الرئيس السيسي على إلقاء، كلمة شدد فيها على أن الاحتفال بعيد الشرطة مناسبة وطنية لجيمع المصريين وليس رجال الشرطة فقط، لافتا إلى أن هذا اليوم تمتزج فيه مشاعر الفخر بتحضيات رجال هانت عليهم أنفسهم ولم يهن عليهم وطنهم فقاتلوا دفاعًا عن شرف الوطن وإعلاءً لقيمته العليا التي سكنت داخل نفوسهم واستقرت داخل ضمائرهم.
وأضاف الرئيس أن جينات الصمود متأصلة ومتوطنة تنبت بها الأرض المصرية الطيبة أجيال وراء أجيال"، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن الملحمة التي سطرها رجال الشرطة البواسل بالإسماعيلية قبل عشرات السنين، ستبقى محفورة في وجدان وعقول أبناء هذه الهيئة الوطنية الموقرة.
وتحدث الرئيس عن ثورة 25 يناير قائلا:" إن ذكرى عيد الشرطة يتواكب اليوم مع ذكرى ثورة 25 يناير بمطالبها النبيلة لتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصري"، مقدما تحية تقدير واعتزاز لأبناء مصر، معبرا عن مواصلته استكمال مسيرة التنمية فى البلاد، :"نمضي لبناء الدولة الحديثة التي يسودها العدل وتعلو فيها قيمة الإنسان المصري، وتحية لكل إمرأة حافظت على بيتها وتحية لكل رجل واجه الشدائد والمحن وتحية لشباب مصر الواعد وقود الوطن".
وأوضح السيسي أن التاريخ سيتوقف طويلًا بإعجاب أمام التجربة المصرية النابعة من عزيمة شعب مصر الذي أدرك أن مستقبله لن يبنيه غيره فصبر وتحمل أوضاع إصلاح اقتصادي غير مسبوقة لكنه مضى رافعًا شعار نكون أو لا نكون ورأى العالم أجمع كيف تحولت مصر إلى واحة من الأمن والاستقرار في فترة قصيرة".
وذكر أن القيم المصرية الوطنية تعرضت خلال السنوات الماضية لمحاولات مستمية من قبل أهل الشر ومن يعاونهم للقفز عليها طمعًا في تنفيذ مخططاتهم الخبيثة في القضاء على أسس ومبادي الدولة الوطنية، لكن الله يسخر دائمًا لهذا الوطن من أبنائه من يقف حائلًا أمام الطامعين".
وخلال الاحتفال، كرم السيسي، عددا من قيادات وضباط الشرطة بمنحهم أنواط الامتياز.
ومنح الرئيس نوط الامتياز من الدرجة الأولى لكل من اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، واللواء هشام فاروق طلب أبوزيد مدير أمن أسوان، والعميد ماجد راغب ناشد ميخائيل بمديرية أمن الغربية، والعميد منار مختار حافظ حسن من الإدارة العامة لحقوق الإنسان.
ضم التكريم العميد حازم أحمد محمود خليل من الإدارة العامة لشرطة رئاسة الجمهورية، والعميد محمد عبدالله رجب عبدالباري مأمور مركز شرطة أبوقرقاص بمدرية أمن المنيا، والعقيد حسن محمد حسن شوكت بقطاع الأمن الوطني، والعقيد يحيي محمود عبد الله سلطان قائد قطاع الشهيد عمرو الغضبان بالإدارة العامة لمنطقة شمال سيناء بقطاع الأمن المركزي، والمقدم عبد الوهاب محمد شوقي الرخاوي بمديرية أمن شمال سيناء، والمقدم تامر محمد حسن عبد الشافي بمديرية أمن القاهرة.
ومنح الرئيس السيسي نوط الامتياز من الطبقة الثالثة لكل من الرائد مها ماهر ابراهيم مناع مديرية أمن الشرقية .. والنقيب ابراهيم السيد الشايب قطاع الامن الوطني، وفى نهاية الاحتفالية قدم وزير الداخلية، هدية تذكارية للرئيس.
