شهد المتحف المصري الكبير، وصول توابيت "خبيئة العساسيف"، قادمة من الأقصر، وذلك بعد أن عثرت عليها البعثة المصرية في أكتوبر الماضي بجبانة العساسيف الأثرية.
خطوات عدة شهدتها تلك التوابيت في رحلتها إلى المتحف المصري الكبير، تمهيدًا لبدء ترميمها ودراستها قبل عرضها في المتحف عند افتتاحه نهاية 2020.
وتضم "خبيئة العساسيف" مجموعة متميزة من 30 تابوتًا خشبيًا ملونة لرجال وسيدات وأطفال، في حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة.
وتم الكشف عنهم على الوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوتًا والمستوى الثاني 12 تابوتا.
رحلة النقل
وحسبما صرح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإن رحلة نقل التوابيت من الأقصر إلى المتحف المصري الكبير، تمت باستخدام سيارات مغلقة مجهزة ومزودة بوحدة للتحكم في درجة الحرارة ووسائد هوائية لحماية التوابيت من الاهتزاز أثناء عملية النقل.
وبدأت عملية النقل بعد قيام المرممين والأثريين بالمتحف المصري الكبير، بالتعاون مع نظرائهم بمنطقة آثار الأقصر، بأعمال التوثيق والتسجيل الفوتوغرافي وإعداد تقرير حالة لكل تابوت على حدى.
التغليف
أما فيما يخص أعمال التغليف، فتمت باستخدام الأسلوب العلمي ومواد خالية من الحموضة حيث تم تغليف كل تابوت داخل صندوق خاص به مبطن بالفوم الخالي من الحموضة أيضًا.
كما تم استخدام الورق الياباني في أعمال التغطية والتدعيم حتي لا تتأثر ألوان التوابيت بأي ضرر أثناء عملية النقل.
ومن المقرر أن يبدأ فريق العمل بفض تغليف التوابيت وفحصها، والتأكد من خلوها من أية إصابة حشرية.
ثم يتم إدخالها إلى معمل ترميم الأخشاب للبدء في أعمال الترميم والصيانة وتجهيزها للعرض عند افتتاح المتحف.
وصرح اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، أنه سيتم تجهيز قاعة خاصة لعرض توابيت الخبيئة تبرز قيمتها الأثرية والتاريخية والفنية.
كما تم استكمال أعمال الترميم الأولى لبعض التوابيت التي كانت بحاجة إلى تثبيت وتقوية وتدعيم لبعض الرسومات الملونة الموجودة عليها.