رئيس التحرير: عادل صبري 10:49 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

خلال 12 عاما..اغتيال 1109 صحفيين..30% منهم بـ"المنطقة العربية"

خلال 12 عاما..اغتيال 1109 صحفيين..30% منهم بـالمنطقة العربية

أخبار مصر

اليوم الدولي لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين

في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب..

خلال 12 عاما..اغتيال 1109 صحفيين..30% منهم بـ"المنطقة العربية"

أحلام حسنين 01 نوفمبر 2019 13:40

"عندما يُستهدف الصحفيون، تدفع المجتمعات بأسرها الثمن، وإذا لم نكن قادرين على حماية الصحفيين، تصبح قدرتنا على البقاء على عِلم بما يجري حولنا وعلى المساهمة في اتخاذ القرارات محدودة جدا، وإذا لم يكن الصحفيون قادرين على القيام بعملهم في أمان، فإننا سنواجه احتمال العيش في عالم يسوده اللبس والتضليل الإعلامي".

 

تلك الكلمات صرح بها أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الذي اختارته الأمم المتحدة يوم 2 نوفمبر من كل عام، للفت النظر للانتهاكات ضد الصحفيين في العالم.

 

بداية الاحتفال

 

وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 نوفمبر، اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في قرارها A/RES/68/163، وحث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية،  وقد اختير التاريخ احتفالا باغتيال صحفيين فرنسيين في مالي في 2 نوفمبر 2013 .

 

ويدين هذا القرار التاريخي جميع الهجمات والعنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام.

 

وتحث أيضا الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة، وضمان حصول الضحايا على سبل الانتصاف المناسبة.

 

وتطلب كذلك إلى الدول أن تعمل على تهيئة بيئة آمنة وتمكينيه للصحفيين لأداء عملهم بصورة مستقلة ودون تدخل لا داعي له.

 

قتل 1109 صحفيين في 12 عاما

 

ووفقا لإحصائية أعدتها منظمة "اليونسكو"، فإنه خلال السنوات الإثنى عشر الأخيرة "2006- 2018"، قُتل ما يقارب 1109 صحافي، وهم يؤدون عملهم بنقل الأخبار والمعلومات إلى الناس، وهناك 9 حالات من أصل 10 يبقى الفاعل بلا عقاب.

وبحسب "اليونسكو" فإ، حوالي 90% من المسؤولين عن عمليات قتل الصحفيين التي تم إحصاؤها في الفترة ما بين 2006 إلى 2018، لم يتم معاقبتهم.

 

وقالت اليونسكو إن الإفلات من العقاب، يؤدي إلى مزيد من جرائم القتل، كما أنه دليل على تفاقم الصراع وعلى تداعي القانون والانظمة القضائية.

 

وأشار البيان إلى أن الجرائم ازدادت بنسبة 18 في المئة بين 2014 و2018 بالمقارنة مع السنوات الخمس السابقة.

 

30% من القتل بـ"المنطقة العربية"

وأوضح البيان أن "منطقة الدول العربية كانت الأدمى للصحافة، إذ أن 30 % من الاغتيالات في العالم كان في المنطقة العربية، تليها أميركا اللاتينية والكاريبي بـ26%، وآسيا والمحيط الهادئ بـ 24%..

وصدر التقرير بمناسبة "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين".

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في رسالة بهذه المناسبة "هذه السنة، في الثاني من نوفمبر، سيتركز اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين على الصحافيين المحليين. والمطلوب من خلال حملة (أبقوا الحقيقة حية) الطعن في فكرة أن الاغتيالات لا تتم سوى بعيدا عن أنظار الجمهور، وتستهدف بصورة خاصة المراسلين الأجانب في ساحات حرب".

وتابعت "ستسلط الأضواء على الصحافيين المحليين الذين يعملون على قضايا فساد وسياسة خارج أوضاع النزاع، وقد شكلوا 93 % من وفيات الصحفيين خلال السنوات العشر الأخيرة".

وأضافت أن "اليونسكو تحمل مسؤولية أعمالهم إلى كل الذين يعرضون الصحافيين للخطر، وكل الذين يقتلون صحافيين، وكل الذين لا يبذلون أي جهد لوضع حد لهذا العنف. إن مقتل صحافي يجب ألا يعني أبدا نهاية البحث عن الحقيقة".
 

وأعربت اليونسكو عن خشيتها من أن يؤدي الإفلات من العقاب إلى زعزعة مجتمعات بكاملها، جرّاء إخفاء انتهاكات خطرة لحقوق الانسان والفساد والجرائم.
 

الصحفيون في مصر 

 

وبمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، رصد صحفيون عبر هاشتاج "#الصحافة_مش-جريمة"، و"#لا_للإفلات_من_العقاب_على_الجرائم_ضد_الصحفيين"، أوضاع الصحفيين في مصر. 

 

ونشر الصحفي خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين سابقا، قائمة مفصلة بأسماء الصحفيين المحبوسين داخل السجون، وضمت نحو 36 صحفيًا ومدونًا بينهم 10 باتوا رهن الاحتجاز عقب أحداث 20 سبتمبر، ومنهم من أخلي سبيله. 

 

33 صحفيا قيد الحبس 

 

وقال البلشي، عبر صفحته موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن القائمة تضم 9  صحفيين نقابيين و25 غير نقابي ومدون، ومصورا أفلام تسجيلية تم القبض عليهما بعد تصوير فيلم مع السادات.

 

وأضاف:عدد الصحفيين المحبوسين في مصر  أكثر من 33 صحفيًا، بينهم 10 تم القبض عليهم خلال موجة الاعتقالات الأخيرة على خلفية تظاهرات 20 سبتمبر، 2 منهم ترفض أسرتيهما حتى الآن النشر عنهما، بخلاف من تم إخلاء سبيلهم من الصحفيين، وتتضمن القائمة 9 صحفيين نقابيين.


واستكمل: أغلب من تشملهم القائمة محبوس احتياطيًا على ذمة اتهامين جاهزين، وهما نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة محظورة، عدد كبير منهم تجاوزت فترات حبسهم عام كامل دون محاكمة، بعد أن تحول الحبس الاحتياطي إلى وسيلة اعتقال وعقاب للصحفيين والنشطاء.

 


واستطرد: يعاني أغلب الصحفيين المحبوسين من ظروف حبس بالغة القسوة والسوء ويتعرضون لعدد كبير من الانتهاكات، منها المنع من الزيارة أو الحبس الانفرادي لفترات طويلة أو منع العلاج عنهم أو التنكيل بهم، كما اشتكى بعض المحبوسين من تعرضهم للتعذيب منهم الزميل معتز ودنان، وإسراء عبد الفتاح.. وهذه نماذج تكشف حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون المحبوسون.

 

ومن الصحفيين المحبوسين الزميل خالد داود، وهشام فؤاد وحسام مؤنس، والزميل معتز ودنان الذي وصلت الانتهاكات ضده لمنع الزيارة عنه لمدة شهور متواصلة، وفقا لـ"البلشي".

 

عادل صبري 550 يوما 

 

ومن أبرز الصحفيين النقابيين المحبوسين، عادل صبري رئيس تحرير موقع مصر العربية، وألقي القبض  عليه منذ أكثر من 550 يوما، في 1 أبريل 2018، بعدما أصدر المجلس الأعلى للإعلام قرارا بتغريم موقع مصر العربية 50 ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ، بعد ترجمته تقريرا نقلا عن ‏"ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺗﺎﻳﻤز" عن انتخابات الرئاسة المصرية.

 

بعدها بيومين في 3 أبريل 2018، فوجئ عادل صبري باقتحام قوة أمنية لمقر الموقع وتفتيش أجهزة الكمبيوتر ثم قامت بالقبض عليه بزعم تحصيل المخالفة في البداية.

 

وبعد إحالته للنيابة تم التحقيق معه على ذمة القضية 4861 لسنة 2018 بتهم جديدة وهي عدم الحصول على ترخيص من الحي بالعمل، وذلك رغم ترخيص الموقع وتسجيل الشركة التي يصدر عنها، لتقرر النيابة إخلاء سبيله.

 

وأثناء إتمام إجراءات إخلاء سبيله فوجيء صبري بإحالته لنيابة أمن الدولة واتهامه على ذمة القضية 441 لسنة 2018 ووجهت النيابة الاتهامات الآتية:

 

نشرأخباركاذبة، والتحريض على تعطيل أحكام الدستور، والانضمام لجماعة محظورة والتحريض على التظاهر.

 

ولازال يتم التجديد له، منذ ما يقرب من عام و6 شهور، فقد خلالها كل من والدته وشقيقته ولم يتم السماح له بحضور العزاء رغم تقديم محاميه طلب بذلك.

 

اختفاء صحفي وحبس زوجته

 

ووفقا للبلشي فإنه منذ أكثر من شهر ونصف، والزميل الصحفي "حسن القباني" مختفي وزوجته قيد الحبس، ولديهما ابنتين يعيشان بدون أب ولا أم، وحتى الآن نداءات أسرته للإفراج عنه بلا مجيب.

 

وقد أُلقي القبض على الصحفي حسن القباني، خارج إطار القانون ومختفي منذ يوم الثلاثاء 17 سبتمبر، بعد استدعائه من الأمن الوطني عقب قضائه التدابير الاحترازية المقررة عليه، التي تجاوزت العامين بعد حبس احتياطي لـ 3 سنوات في قضية سابقة، وحتى الآن لا يزال مكان حسن غير معلوم.


وبعد القبض عليه أرسلت أسرة حسن القباني 3 تلغرافات تفيد باحتجازه غير المبرر، كما خاطبت نقابة الصحفيين للتدخل بعد اختفاء أحد أعضائها عقب أدائه التدابير الاحترازية ولا حياة لمن تنادي.

 

يذكر أن أية حسني زوجة حسن القباني محبوسة احتياطيًا قبل احتجازه للمرة الثانية بشهرين، وهكذا تعيش ابنتيه همس وهيا بدون والديهما لأكثر من شهر.

 

مراسل اسوشيتدبرس

 

وألقت قوات الأمن القبض على مصطفى الخطيب، مساء السبت 12 أكتوبر، وبعد القبض عليه بيومين ظهر الخطيب في نيابة أمن الدولة الاثنين 14 أكتوبر، وتم حبسه 15 يوما على ذمة القضية 488 لسنة 2019. 


بعد أن وجهت له اتهامات بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار كاذبة.


وقالت ايمان محمد زوجة مصطفى في تصريحات صحفية عقب القبض عليه، إن قوة أمنية هاجمت منزلهما، وقامت بالقبض عليه، وصادرت أجهزة الموبايل والكمبيوتر الخاص به قبل أن تصطحبه لمكان غير معلوم.

 

 كما أعلنت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين تضامنها مع مصطفى في واقعة القبض عليه معلنة تضامنها الكامل معها وطالبت الجهات الأمنية بإجلاء مصيره فورا وعرضه على جهات التحقيق .

 

تدهور الأوضاع الصحية للمحبوسين

 

وهناك 3 زملاء صحفيين هم "أحمد أبوزيد وحسن البنا مبارك وإسراء عبد الفتاح"، أسرهم ومحاموهم قدموا بلاغات ونداءات الإسبوع الماضي لإنقاذهم ونقلهم للمستشفيات، بسبب تدهور أوضاعهم الصحية، لأسباب مختلفة منها الإضراب عن الطعام، للمطالبة بالتحقيق في الانتهاكات اللي اتعرضت لها زميلة.

 

إلى جانب ذلك يشير البلشي إلى أن هناك قائمة طويلة من الشكاوى ضد صحفيين انتهكوا الحياة الشخصية لمواطنين عاديين وزملاء ونشطاء.

 

إضراب عن الطعام

 

وأعلنت اسراء عبد الفتاح، اضرابًا مفتوحًا عن الطعام، بسبب ما تعرضت له من تعذيب أثناء القبض عليها يوم السبت 12 أكتوبر.

 

ونقل محامو إسراء، أن إسراء أخطرت النيابة خلال عرضها عليها مساء أمس الأحد 13 أكتوبر، بتعرضها للتعذيب.

 

وأشاروا إلى وجود أثار ضرب وكدمات بأماكن متفرقة من جسمها، وتابعوا أنها تم الاعتداء عليها وضربها لإجبارها على فتح تليفونها المحمول كما تم خنقها بأكمام التي شيرت الخاص بها وهي مرفوعة عن الأرض مع توجيه السباب لها والتهديد بشكل مستمر.

 

كانت قوة أمنية ألقت القبض على إسراء عبد الفتاح أثناء وجودها في سيارتها مساء السبت 12 أكتوبر.

 

تم حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات ووجهت لها النيابة اتهامات مشاركة جماعة ارهابية في تحقيق أهدافها، ونشر أخبار كاذبة بهدف تكدير السلم العام، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.


يذكر أن إسراء عملت في السابق لجريدة اليوم السابع، وتركتها لتنتقل لموقع البداية كمسئولة عن السوشيال ميديا ومنها لصحيفة التحرير وتم القبض عليها بالتزامن مع مشاركتها في اعتصام زملائها بالتحرير للدفاع عن حقوقهم بعد تهديدات من قبل مالك الجريدة بفصلهم.


من جانبها نددت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، بالقبض على إسراء عبد الفتاح وطالبت باخلاء سبيلها معلنة تضامنها الكامل معها .

 

حجب المواقع

 

وفي سياق الحديث عن وضع الصحافة في مصر، فهناك ما يزيد عن 500 موقع تم حجبهم، وهو ما أدى إلى غلق بعض المواقع وتشرد الصحفيين العاملين بهم، وتدهور أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.

 

 

المركز الـ132 في مؤشر الحرية

 

وحلت مصر في المرتبة 132 من بين 141 في حرية الصحافة" target="_blank">مؤشر حرية الصحافة، إذ ظهر مؤشر التنافسية العالمي تراجعا مصريا في مجالات حرية الصحافة والتعليم والصحة، وفي مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد الكلي ولم تحرز تقدما العام الجاري.

 

ويصدر تقرير التنافسية العالمية، عن المنتدى الاقتصادي العالمي ومقره في جنيف في سويسرا، وتم إصدار التقرير لأول مرة عام 2018.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان