رئيس التحرير: عادل صبري 08:23 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| بعد عام من الحبس الاحتياطي.. عادل صبري مازال في قلوبنا

فيديو| بعد عام من الحبس الاحتياطي.. عادل صبري مازال  في قلوبنا

أخبار مصر

365 يومًا مرت وعادل صبري خلف زنازين سجن القناطر

فيديو| بعد عام من الحبس الاحتياطي.. عادل صبري مازال في قلوبنا

سارة نور 04 أبريل 2019 10:50

365 يومًا أي عام كامل تخلله شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحي ومناسبات كثيرة، افتقد فيها أبناؤه ومحبيه وزملاؤه وجوده في تلك التفاصيل الصغيرة التي كان يضفي عليها معاني كبيرة لا يجيدها سواه ويصنع منها ذكريات محفورة في وجدانهم تجعله حاضرًا في قلوبهم رغم الغياب.

 

أسوار خلف أسوار تقف حائلًا بين عادل صبري رئيس تحرير مصر العربية وبين حياته الطبيعية التي أَلِفها وسط أسرته وصالة التحرير، ومحرريه المشاكسين الذين يفتقدون أستاذهم الذي علّمهم أصول الصحافة وتحرّي المهنية وللمفارقة صارت تلك جريمته التي يقبع من أجلها في إحدى زنازين سجن القناطر.

 

 

في 3 أبريل من العام الماضي، ظن محررو مصر العربية بعدما طالبتهم القوة الأمنية التي داهمت الموقع آنذاك واقتادت رئيس التحرير إلى قسم الدقي، أن الأمر لن يستغرق سوى يوم أو اثنين، لكنه طال كثيرًا؛ إذ وصل إلى عام كامل، بينما تمر الأيام بطيئة رتيبة، لا طعم لها ولا معنى.

 

في كل موعد تجديد حبس لعادل صبري المحبوس احتياطيًا بتهم نشر أخبار كاذبة، يحبس كل محبيه وزملائه أنفاسهم، اتساقًا مع خلطة القلق والأمل لكن أملهم يخيب مع كل قرار استمرار حبس لا لشيء سوى لكونه رجلًا مهنيًا احترم أمانة الكلمة، تضيق صدورهم و لا تنطلق ألسنتهم، فالحديث في حضرة المأساة ابتذال.

 

طال الغياب ولم يتبق سوى الذكريات وسيرة «صبري» العطرة، ففي عيد الأضحى الماضي كان محرري مصر العربية يتبادلون المعايدات، لكن كل منهم افتقد تلك العيدية الصباحية في أول يوم العيد من رئيس التحرير خاصة الفتيات اللاتي كان يوليهم رعاية خاصة، فاستحق عن جدارة لقب "أبو البنات".

 

.

بداية العام الجاري، لم تكن سعيدة؛ إذ افتقد المحررون اليوم الترفيهي بصحبة أستاذهم الذي كان يشاركهم لهوهم ولعبهم خاصة كرة القدم كان يجري في المعلب كأنه في ريعان شبابه، وفي نهاية اليوم يوزع عليهم الجوائز ليبدأوا العام الجديد بهمة ونشاط فيقدموا أفضل ما لديهم للمهنة والمجتمع. 

 

حتى عيد الأم له ذكرى في قلوبهم صنعها عادل صبري بمهارة معهودة، لا يستطيعون نسيانها، إذ فاجأهم في مارس من العام الماضي بشهادات باسم أم كل صحفي وموظف في مصر العربية عبارة عن تبرع باسمهن لمستشفى سرطان الأطفال. 

 

مع كل موضوع يتذكرون نصيحة الأستاذ بالنزول من برجهم العاجي إلى الناس ليسمعوا شكواهم ويرسموا ملامح معاناتهم أو فرحهم بالكلمات، فرغم أنّ لديه سيارة إلا أنه يحب استقلال المواصلات العامة ليعرف نبض الشارع، إذ يكره الوجبات الصحفية التي أعدت على عجل، ويعشق  الموضوعات المعمقة ويحترم من يقدمونها.

 

مواقف صبري مع زملائه لا تنتهي ولا يكفون عن تذكرها، فتقول الكاتبة الصحفية إكرام يوسف: ( كنت متضايقة ومكتئبة ومش لاقية شغل بعدما اتنصب عليا واتنهبت حقوقي. لقيت الزميل عادل صبرى بيعرض علي العمل في مصر العربية! ولأننا ما كناش نعرف بعض شخصيًا قبل كده، ترددت لما عرض إني أترجم لهم وأكتب مقالا أسبوعيا. كنت عارفة إنه كان منتمٍ للوفد وممكن ما يكونش متفق معايا سياسيا، ولكنه أكد ترحيبه واحترامه لحقي في الاختلاف!).

 

تضيف إكرام على صفحتها الشخصية على موقع"فيس بوك": (ولما رحت الجريدة فوجئت أنها تضم كافة ألوان الطيف السياسي من أقصى اليمين لأقصى اليسار! يتعامل معهم صاحب الموقع بمودة وبلا تمييز!! . وفضلا عن أنه لم يفرض علي يوما ترجمة ما يريد، وكان يترك لي الخيار، مؤكدا بأدب شديد ثقته في اختياراتي، ولا يتدخل ابدا في المقالات التي اكتبها، ولم اسمع ابدا أنه تدخل لتعديل كلمة في مقال لاحد من كتاب الموقع!).

 

الكاتب الصحفي طلعت إسماعيل الذي رافق صبري منذ العام الأول لالتحاقهما بكلية الإعلام في ثمانينيات القرن الماضي يقول عنه في جزء من مقال له تحت عنوان "محنة عادل صبري": (رغم اختلاف توجهاتنا، أشهد له بالمهنية والموضوعية فلم يكن مغاليا فى طرح أفكاره، ولا متشددا فى خلافه مع أصحاب الآراء المغايرة، وعلى الصعيد الإنسانى، أنت أمام شخص يذوب رقة وتهذيبا، يخجل أن يرفع صوته وإن احتد النقاش، ولا يتحدث إلا همسا). 

 

بعد  365 يوما، يغزو الأمل مجددًا قلوب أبنائه ومحرريه وتلاميذه بعودة قريبة لعادل صبري وابتسامته المشرقة ، إذ لا يجدون أي سبب يبرر مكوث الرجل أكثر من عام في تلك الزنزانة بعيدًا عن المهنة التي عشقها وأؤلئك الذين ينتظرونه بفارغ صبر. 

 

افرجوا عن عادل صبري
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان