رئيس التحرير: عادل صبري 11:03 صباحاً | الثلاثاء 01 يوليو 2025 م | 05 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

«طبيب الغلابة» و«إخوان»..«مدير معهد القلب» بين التعاطف والاتهام

«طبيب الغلابة» و«إخوان»..«مدير معهد القلب» بين التعاطف والاتهام

أخبار مصر

وزيرة الصحة والدكتور جمال شعبان

«طبيب الغلابة» و«إخوان»..«مدير معهد القلب» بين التعاطف والاتهام

أحلام حسنين 10 مارس 2019 16:02

قالوا عنه إنه "طبيب الغلابة" وقفوا إلى جواره حين قررت وزيرة الصحة إقالته، بين عشية وضحاها بات محط حديث وسائل التواصل الاجتماعي حتى سار اسمه وقصته "ترند"، رغم أنه لم يكن ذو شهرة واسعة من قبل، أو على الأقل لا يعرفه سوى مرضى "القلب"، ولكنه أصبح محفوفا بتعاطف من يعرفه ومن لا يعرفه، إنه جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب القومي.

 

خلال الأيام الثالثة الماضية تردد اسم جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، كثيرا على "السوشيال ميديا"، وسط حالة كبير من التعاطف مع ذلك المدير المُقال، وفي المقابل قال البعض إنه إخوان أو ذو فكر إخواني، وهو ما يطرح تساؤلات لماذا كل هذا التعاطف من أنُاس لا يعرفونه من قبل،  ولماذا يسعى البعض للترويج إنه "إخوان؟".

 

 

حالة الجدل تلك التي أثارها قرار إقالة جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، أرجعها خبراء إلى عدة أسباب، منها فقدان مصداقية الحكومة عند الناس، ما يجعلهم يتضامنون مع كل من تهاجمه الحكومة، مستشهدين بتضامن البعض مع وزير النقل المستقيل هشام عرفات رغم فجاعة حادثة حريق جرار القطار، وكذلك اختلاف الأولويات عند الناس عما في مخططات الحكومة، وغير ذلك من أسباب نعرضها في السطور التالية.

 

بين الكفاءة والإقالة

 

بداية قبل الحديث عما يروج له "السوشيال ميديا" من قصص يرويها مرضى وصحفيين وأطباء عن جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، وكيف فتح أبواب العمليات المجانية لـ"الغلابة" وولاهم عناية خاصة، وطور من معهد القلب وغيرها من إنجازات، أو كيف روج البعض إنه "إخوان"، نتحدث أولا عن الأسباب المعلنة من وزراة الصحة حول إقالته.

 

يوم الخميس الماضي أصدرت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، قرارًا بإقالة الدكتورجمال شعبان، مدير معهد القلب القومي، وإحالته للتحقيق العاجل، نظرًا لتقصيره في مهام عمله، وكلفت الدكتور محمد أسامة، رئيس قسم جراحة القلب بالمعهد، بديلاً عنه، لمدة 3 شهور مقبلة.

 

بمجرد إعلان القرار ثارت حالة من البلبلة داخل المعهد القومي للقلب، وأعلن عدد من الأطباء والممرضات إضرابا عن العمل احتجاجا على قرار إقالة جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، وهتفوا قائلين :"ياجمال يابلاش واحد غيره مينفعناش".

 

لم يلبث ساعات من انتشار خبر الإقالة والوقفة التضامنة للأطباء والممرضين، حتى فتح "السوشيال ميديا" أبواقه، بدأ بتدشين هاشتاج "متضامنا مع جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان"، وبدأت التساؤلات حول أسباب الإقالة خاصة أن وزير الصحة قد صرحت قبل نحو شهرين بأن 

نجاحات معهد القلب وصلت للعالمية، وهو ما بدى كأن لغز يحيط بالإقالة. 

 

 

إقالة لـ"سلامة المرضى"

 

مع كثرة التساؤلات والتشكيك في أسباب الإقالة المعلنة، وتأكيد البعض على كفاءة ومهنية "شعبان"،  خرج الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، يتحدث هاتفيا في بعض برامج التوك شو، ليوضح أن القرار جاء بعد مذكرة عُرضت على الوزيرة من الدكتور أحمد محيي القاصد، مساعد الوزيرة لشئون الطب العلاجي والمشرف على غرفة قوائم الانتظار، توضح عددا من الأخطاء رصدتها لجنة مشكلة من الغرفة المركزية لمتابعة إنهاء قوائم الانتظار بمعهد القلب القومي.

 

ويضيف مجاهد أن هناك عدد من العمليات الجراحية تم تأجيلها بمعهد القلب دون سبب أو مبرر لمرضى يعانوا من ويلات المرض، وفي أمس الحاجة إلى إجراء التداخلات العاجلة، ما حتم اتخاذ قرار إقالته حرصًا على صحة وسلامة المرضى.

 

ويشير متحدث وزارة الصحة، إلى أن اللجنة تبينت خلال بحث شكاوي المرضى بوجود عدد 3598 مريضًا لم يسجلوا من خلال المعهد ضمن منظومة قوائم الانتظار مما يؤجل إجراء جراحاتهم العاجلة.

 

وقال "مجاهد"، إن اللجنة تبينت أيضاً أن عدد العمليات التي أجريت في الفترة من 1 يناير 2019 وحتى 5 مارس الحالى 79 عملية جراحية فقط من أصل 660 حالة مسجلة على منظومة قوائم الانتظار، علمًا بأن الطاقة الاستيعابية لعمليات القلب المفتوح بالمعهد تبلغ 240 حالة شهرياً. ​

 

وأكد أن وزيرة الصحة وجهت على الفور بتوزيع الحالات المؤجلة بمعهد القلب الى مستشفيات الزيتون التخصصي، وزايد التخصصي، ومبرة مصر القديمة، لإجراء التدخلات الجراحية العاجلة، حرصاً على سرعة إجراء جراحاتهم في أسرع وقت ممكن، كما كلفت المدير الجديد لمعهد القلب بسرعة إنهاء العمليات المؤجلة للمرضى بدون سبب، وتسهيل اجراءتهم، حرصاً على صحة وسلامة المرضى.

 

وقال إن وزيرة الصحة شددت على أنه لاتهاون فى حق المرضى، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال تلك المخالفات التى هددت حياة المرضي بسبب التقاعس والتقصير الذى شهده المعهد خلال الفترة الماضية، مؤكدة أنها ستتابع مجريات التحقيق للتأكد من توقيع اقصى العقوبات على كافة المقصريين فى أداء عملهم.

 

شعبان"كنت بنقذ المريض"

 

كان ذلك رد وزارة الصحة على تساؤلات أسباب إقالة "شعبان" والتي رد عليها الأخير بأن هذا العمل لا يخصه وحده، فهو عمل كتيبة من الأطباء والإداريين والتمريض والعمال، وهم يعملون على مدار 24 ساعة.

 

وأضاف شعبان،  خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «حقائق وأسرار»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، أنه تم إنشاء أحدث وحدة لأزمات القلب الحادة في مصر خلال فترة توليه للمسؤولية، وأن مؤتمر جمعية القلب المصرية اختاره كشخصية العام في طب القلب، للمجهودات التي قم  بها في هذه الوحدة لدى معهد القلب، والتي ساهمت في إنقاذ حياة الآلاف من المصريين.

 

وقال شعبان:"كنت بنقذ حياة المريض وبعدين أتكلم في الورق، لقد رفعت شعار المريض أولًا والإنسان أولًا، واهتممت بالفقراء، وجعلت الرعاية الفندقية وحدة لعلاجهم بدون تكاليف، بعد أن كان دخولها يتطلب دفع مبالغ تصل إلى 20 ألف جنيه".

 

هكذا كان السبب والرد عليه بين وزارة الصحة وجمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، حتى أن دخل رواد "السوشيال ميديا" على خط الجدال، فانقسموا إلى فريقين أغلبهم متعاطف مع مدير معهد القلب المقال، والآخر أيد الإقالة باعتبار أنه "إخوان" ويتعمد تعطيل الإنجازات.

 

 

المتعاطفون:"ضربة للغلابة" 

 

من أولئك المتعاطفون مع الدكتور جمال شيحة، محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، الذي تساءل :"إذا كان مدير معهد القلب يتربح أو يٌفسد أو يهمل، لماذا لم ترسل الوزير لجنة تحقق معه أو ترسل إلى النيابة الإدارية أو الجهات الرقابية باعتباره موظف عمومي، لماذا جاءت الإقالة قبل التحقيق؟".

 

 

وقال فؤاد، عبر صفحته على فيس بوك:"لما مدير معهد القلب ينزل بقائمه الانتظار ل الصفر ولما يلغي القسم الفندقي لصالح عمليات القسم المجاني، ولما يقفل ثلاثه مراكز برايفيت جنب المعهد، ولما يبلغ عن مستلزمات طبيه خطيره دخلت اكسباير وموجودة بغرض استخدامها، ولما يفتح مناور المعهد والغرف اللي الفئران ميته فيها والمواسير ضاربه ويحولها بالجدعنه والتبرعات لغرف اشعه ومعامل تحاليل ولما طول فتره وجوده ميحصلش اعتداء على المعهد من الجمهور".

 

واعتبر فؤاد أن إقالة جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان "ضربه للغلابة"،  بسبب استياء الوزارة من إلغاء القسم الفندقي وتضاءل فرص الاقتصادي لصالح العلاج المجاني، بحد قوله.

 


فيما روى الدكتور أشرف بلبع قصة اعتبرها سببا وراء الإقالة، إذ يقول إنه أثناء مرور مفاجيء لوزيرة الصحة  على معهد القلب القومي،  سألت لماذا لا يوجد المدير في مكتبه، فظهر قادما من خلفها، ودار بينهما حوار كالتالي:
الوزيرة.. لماذا لم تنتهوا من قوائم الانتظار؟
المدير.. انتهينا من قوائم الانتظار.
الوزيرة.. أنا الوزيرة و لازم أعرف.
المدير.. أنا المدير أبلغ حضرتك.
ثم ساد التوتر الموقف، فقالت الوزيرة :"المعهد قذر، كان أنظف قبل استلامك"، موجهة حديثها للمدير الذي رد عليها قائلا :"أنا استلمت المعهد خرابة يا فندم..كلام حضرتك بيهدر جهود ضخمة للأطباء و الممرضات و العمال و الإدارة"، ثم ردت الوزيرة بنبرات غاضبة:" لازم تعرف إنك تكلم الوزيرة".

 

وطرح بلبع عدة تساؤلات عقب رواية القصة، منها :"أين مصلحة الدولة فى التخلص من المدير الكفء و إثارة الإضطراب فى مكان منتج بكثافة و سعيد بإدارته؟، أين مصلحة معهد القلب القومى فى تعيين أستاذ فاضل ٱخر كمدير بعقد ثلاثة أشهر فقط و يجدد، كيف يحفز المدير الجديد فى منصبه و كيف يستقر المكان و يهدأ فى ظل عقد بثلاثة أشهر؟".

 

إخوان

 

 

بعد انتشار قصص التعاطف مع جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان وإقالته، ذهب البعض الآخر إلى نشر فيديوهات للمدير المقال وهو يتحدث في قناة الرحمة الدينية، وفيديو يتحدث فيه عن فضل صلاة الفجر علميا، وراحوا يروجون إلى أن هذا دليل انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه سببا كاف لإقالته.

 

ويقول محمود عبد الرحمن، أحد نشطاء فيس بوك :"ياجماعة اوعى تصدق ان فلوس تمويل البحث العلمى فى مصر قليله ، و حتى فى اسوء الظروف مفيش انتاج علمى محترم بيحصل يوازى المصاريف اللى بتدفع حتى رغم ضعف التمويل، لان ببساطه الموضوع مش قصه فلوس خالص .. الموضوع هو فى الاساس اسلوب تفكير، ودكتور جمال شعبان مش اخوان لكن بيفكر بطريقه تفكير الاخوان".

 

 

وأضاف عبد الرحمن :"مسيطر  على جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان  قصه الاعجاز العلمى وحشر الدين بطريقه غريبه تبوظ الدين وتبوظ العلم .. اكتر خراب عمله الاخوان فى المجتمع هى تخريب طريقه التفكير مش على مستوى الناس العاديه لا كمان على مستوى المتعلمين واعضاء هيئه التدريس الجامعى اللى هم يعتبر قاطره التفكير العلمى المنضبط فى اى مكان فى العالم مش انهم بيروجو للخرافات باسم الدين او حتى بيفتحو الباب للنصابين باسم الدين يكملو نصب على الناس".

 

طلبات إحاطة

طرف ثالث على خط الجدال في واقعة إقالة جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، هذه المرة تتمثل في طلبات الإحاطة التي توالت من نواب ضد وزيرة الصحة، لتوضيح أسباب إقالة مدير المعهد القومي للقلب.

 

فمن جانبه تقدم النائب هيثم الحريري، عضو تكتل 25-30، بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب، لاستجلاء الأسباب الحقيقية خلف إصدار قرار إقالة مدير معهد القلب، الذي أثار الكثير من الأسئلة حول المبرر الحقيقي لهذا القرار وخاصة أنه فى وقت سابق أصدرت وزارة الصحة بيان تشيد فيه بأداء العاملين فى معهد القلب فى ظل مديره الذي تمت إقالته.

 

وقال الحريري :"نحن نتقدم بهذا الطلب نؤكد على دورنا الدستورى فى الرقابه على أعمال الحكومه والتصدى لأى محاوله فى التعسف فى استخدام السلطه من قبل المسؤولين".

 

وطالب الحريري وزيرة الصحة بتقديم تقرير عن أداء معهد القلب قبل وبعد المدير الذي تمت اقالته، وكذلك تقدير تقارير متابعة أداء معهد القلب فى الفتره الماضية

 

خوف من شهرته

 

في السياق نفسه تقدم النائب علاء سلام ، بطلب إحاطة  للدكتورة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بشأن إقالة جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب، بعد أن حقق طفرة كبيرة فى المعهد خلال فترة قصيرة .

 

واستنكر سلام، ما تقوم به وزيرة الصحة من التقليل بحهود الذين يعملون ويجتهدون وبدلا من أن تكافئهم تقوم باقالتهم ، متسائلا هل تخشين من بروز دور جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان وحديث الإعلام والصحافة عن جهوده ونجاحاته وتخشين من أن يتولى حقيبة الوزارة ؟، ولماذا تتركين المقصرين فى مستشفيات الوزارة فى الاقاليم يهملون فى علاج الناس بل يسرحونهم بدون علاج ؟ .

 

وأكد سلام، أن جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان استطاع خلال فترة قصيرة عمل طفرة كبيرة فى تطوير معهد القلب فقد استطاع أن يجعل غرف العمليات تعمل 16 ساعة يوميا جتى نجح فى إنهاء قوائم الانتظار .

 

واستطرد أنه وفى الشهر الواحد كان يجرى عملات بمعدل 450 حالة بدون تسجيل، موضحا أنه أجرى خلال فترة رئاسته المعهد 9 ألاف حالة قسطرة و2000 حالة جراحة قلب مفتوح ، متسائلا هل يستحق هذا أن نقوم باقالته ؟ .

 

لهذا تعاطفوا..واتهموه

 

بعض استعراض حالة الجدل بين التعاطف والاتهام حول أسباب إقالة جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، استطلعنا رأي خبراء حول كم هذا الجدال الذي أثاره هذا القرار.

 

فمن جانبه يقول سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن السبب وراء حالة التعاطف مع جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، يرجع إلى أن وزيرة الصحة بدأت عهدها بداية خاصئة، بحد وصفه، وتصريحاته التي أثارت السخرية والجدال في البداية مثل السلام الجمهوري، وهو ما جعل الناس تشعر أنها غير مؤهلة لهذا المنصب.

 

وأضاف صادق لـ"مصر العربية" أن الوزيرة ليست لها شعبية وفي المقابل هذا الرجل يتمتع بشعبية كبيرة وكثر الحديث حوله مؤخرا في وسائل الإعلام وعن إنجازاته، فربما شعرت الوزيرة ببعض من "الغيرة المهنية" أو "غيرة السمعة"، بحد قوله، لأنه في المقابل لا أحد يهتم لحديثها.

 

وتابع أن من ضمن الأسباب التي أكسبت "شعبان" التعاطف معه حسن تعامله مع قرار الإقالة، بطلبه لاستمرار العمل وعدم الإضراب، وتأكيده أنه كان يعمل من أجل إنقاذ حياة "الغلابة"، ما جعل الناس تشعر أنه ضحية وليس مدانا.

 

واعتبر أن تصريحات الوزير التي قالتها من قبل عن إنجازات  معهد القلب كانت سببا آخر في التعاطف مع "شعبان" لأن البعض اعتبر هذا التناقض بين تصريحاتها وقررها بإقالته مثيرا للشك والريبة، وأنه اتخذت القرار لغرض آخر في نفسها غير كفاءته، لاسيما أن القرار جاء قبل التحقيق معه.

 

وأرجع صادق التعاطف إلى سبب آخر يراه الأكثر أهمية وهو عدم مصداقية الحكومة عند الناس، إذ أن الناس لم تعد تصدق كثير من قرار ات وتصريحات الحكومة، مستشهدا بمطالبة البعض بعودة وزير النقل المستقيل هشام عرفات وتعاطف الناس معه لأول مرة يحدث تعاطف مع وزير رغم كارثة حريق القطار، وذلك لأن الناس أدركت أن المشكلة في الأولويات وليست في الكفاءات.

 

وأردف :"الناس فهمت أن المشكلة في الميزانية والأولوية، وثقافة البيروقراطية التي تتبعها الحكومة، فسواء حادثة النقل أو الصحة فكلاهما يمس المواطن العادي، الذي يقيم الأوضاع بناء على أولوياته وعلى ما يراه وما أدركه وخبراته السابقة في التعامل مع الحكومة".

 

ولفت أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى أولئك الذين يروجون أن مدير المعهد المقال "إخوان"، إذ اعتبر أن ذلك محاولة من البعض للتغطية على قرار الفصل التعسفي، والأسباب الحقيقية وراء الإقالة، فهي محاولة لتشوية صورة الرجل لأنه ليس هناك من يدافع عن قرار الوزيرة.

 

في السياق نفسه قال الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، 

إن شعبان الذى لقب على منصات التواصل الاجتماعى بـ«طبيب الغلابة» تحول إلى بطل شعبى، ليس لأنه طور المعهد، أو لأنه قرر علاج الغلابة بالمجان، لكن لأن حالة الغضب تجاه سياسات السلطة دفعت الناس إلى التعاطف مع كل من تعصف به تلك السلطة بغض النظر عن الأسباب.

 

وأشار عبد الحفيظ، خلال مقال له في جريدة الشروق اليوم، إلى أنه منذ نحو 10 سنوات، زار معهد القلب لعيادة زميل تم حجزه لإجراء عملية قسطرة بالقلب، ورغم أن زيارته لم تستغرق أكثر من نصف ساعة فإنه شعر بـ"القرف" الذى يصل إلى حد الغثيان نتيجة ما وقعت عليه عينيه من مشاهد لا تليق بصرح طبى حكومى من المفترض أنه كبير.

 

واستطرد:قبل شهور قليلة، عاودت زيارة المعهد مع زميلين صحفيين دخلا فى مشكلة مع أفراد أمن المعهد، وقبل توجهى إلى مكتب عميد المعهد جمال شعبان" target="_blank">الدكتور جمال شعبان، تجولت فى طرقات المعهد بصحبة أستاذة من أساتذته، الوضع اختلف 180 درجة، عما كان عليه قبل 10 سنوات، النظافة بلغت حدها الأدنى، وإلى حد ما اختفى الزحام وتكدس المرضى أمام البوابات، ولم أر مريضا يتناول علاجه فى الطرقات".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان