رئيس التحرير: عادل صبري 03:53 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأزهر: هكذا كان يقصد الإمام الأكبر من انتقاده تعدد الزوجات

الأزهر: هكذا كان يقصد الإمام الأكبر من انتقاده تعدد الزوجات

أخبار مصر

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

الأزهر: هكذا كان يقصد الإمام الأكبر من انتقاده تعدد الزوجات

فادي الصاوي 02 مارس 2019 19:29

رد المركز الإعلامي للأزهر، على ما أثارته بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الإعلامي حول تصريحات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر  بشأن مسألة "تعدد الزوجات".

 

وأشار المركز إلى أن الإمام الأكبر لم يتطرق مطلقًا إلى تحريم أو حظر تعدد الزوجات، بل سبق لشيخ الأزهر أن قال، خلال كلمته أمام مؤتمر الإفتاء العالمي، في 17/10/2016، نصَّا: "وأبادِرُ بالقولِ بأنني لا أدعو إلى تشريعاتٍ تُلغي حقَّ التعدُّدِ، بل أرفُضُ أيَّ تشريعٍ يَصدِمُ أو يَهدِمُ تشريعاتِ القرآنِ الكريمِ أو السُّنَّةِ المُطهَّرةِ، أو يَمسُّهمَا من قريبٍ أو بعيدٍ؛ وذلك كي أقطعَ الطريقَ على المُزايِدِينَ والمُتصيِّدين كلمةً هنا أو هناك، يَقطَعونها عن سِياقِها؛ ليتربَّحوا بها ويتكسَّبوا من ورائها".

 

 ولكنِّي أتساءلُ: ما الذي يَحمِلُ المُسلمَ الفقيرَ المُعوِزَ على أن يتزوَّجَ بثانيةٍ -مثلًا- ويتركَ الأولى بأولادِها وبناتِها تُعاني الفقرَ والضَّياعَ، ولا يجدُ في صَدْرِه حَرَجًا يردُّه عن التعسُّفِ في استعمالِ هذا الحقِّ الشرعيِّ، والخروجِ به عن مقاصدِه ومآلاتِه؟!".

 وأوضح المركز الإعلامي للأزهر إلى أن حديث الإمام الأكبر بالأمس انصب، خلال حلقة أمس الجمعة، على فوضى التعدد وتفسير الآية الكريمة المتعلقة بالموضوع، وكيف أنها تقيد هذا التعدد بالعدل بين الزوجات، كما رد فضيلته على الذين يعتبرون أن تعدد الزوجات هو الأصل.

 

كان الدكتور أحمد الطيب، قال فى حديثه التليفزيوني أمس الجمعة: "من يقولون إن الأصل في الزواج هو التعدد مخطئون، وعلى مسؤوليتي الكاملة، فإن الأصل في القرآن الكريم هو: "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً".

 

وأضاف خلال برنامجه الأسبوعي على "الفضائية المصرية"، أن مسألة تعدد الزوجات تشهد ظلما للمرأة وللأولاد في كثير من الأحيان، وهي من الأمور التي شهدت تشويها للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية، لذا علينا أن نقرأ الآية التي وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل، فالبعض يقرأ "مثنى وثلاث ورباع"، وهذا جزء من الآية، وليس الآية كاملة، فهناك ما قبلها وما بعدها.

 

وتساءل الإمام الأكبر: هل المسلم فعلا حر في أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة على زوجته الأولى؟ أم أن هذه الحرية مقيدة بقيود وشروط؟ بمعنى أن التعدد "حق مقيد" أو نستطيع أن نقول إنه رخصة، والرخصة تحتاج إلى سبب، فمثلا الذي يقصر الصلاة رخصته مشروطة بالسفر، وإذا انتفى السبب بطلت الرخصة، فالتعدد مشروط بالعدل، وإذا لم يوجد العدل يحرم التعدد، والعدل ليس متروكا للتجربة، بمعنى أن الشخص يتزوج بثانية فإذا عدل يستمر وإذا لم يعدل فيطلق، وإنما بمجرد الخوف من عدم العدل أو الظلم أو الضرر يحرم التعدد، فالقرآن يقول: "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً".

وذكر، أن ما يؤسس الحياة الزوجية الصالحة ليس المال أو الجاه، وإنما هو الدين الذي يشكل البوصلة الوحيدة التي تصحح مسار الأسرة باستمرار، لكن شريطة أن نفهم الدين بمعناه الصحيح وليس بالمعنى المبتذل الآن، وهو التدين الشكلي، فالتدين الحقيقي هو المتضمن للأخلاق؛ لأن الدين والأخلاق وجهان لعملة واحدة، فالذي يكذب أو يخون أو يظلم ليس متدينا ولو كان يقضي اليوم كله في المسجد.

 

 

وجاءت تصريحات الإمام الأكبر فى الوقت الذى تعكف فيه هيئة كبار العلماء بالأزهر، على مناقشة مشروع قانون الأحوال الشخصية، الذي يتضمن مقترحًا لتقنين تعدد الزوجات، إلا للضرورة الملحة.

 

أثيرت حالة من الجدل خلال الفترة الأخيرة، حول قضية تعدد الزوجات، فبينما يطلق البعض مبادرات للتعدد بإعتبارها ضرورية فى هذا العصر، يؤكد آخرون أن به ظلم كبيرة للمرأة، ويطالب فريق ثالث بوضع تشريع قانوني يشدد على ضرورة حصول  الزوج على موافقة كتابية من الزوجة الأولى على الزيجة الثانية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان