لوحاته لا تحتاج لأقلام أو ألوان أو حتى أوراق، فيكفي أن يكون إلى جواره طبقًا من الفاكهة، كي يلتقط حبة منها ويقلبها بين يديه لتجده يشرع في تحويل قشر البطيخ وغيره من الفاكهة للوحات فنية من خلال النحت عليها.
تواصلت (مصر العربية) مع محمد عمر، ليروى لنا قصته مع النحت التي بدأت بالفوم وانتهت بقشر الفاكهة.
بقرية مرصفا، التابعة لمركز بنها بـ محافظة القليوبية، يقطن محمد عمر، ذاك الشاب الثلاثيني الذي تخرج في كلية تربية فنية في 2011.
بدأت قصة دخوله عالم النحت حينما كان يتصفح مقاطع مصورة عبر اليوتيوب، لأعمال نحتية وشده تلك القطع الفنية المصنوعة من الفوم.
ومنذ ذاك الحين بات الشاب خريج التربية الفنية كثير التردد على محال الأجهزة الكهربائية، حيث كان يتوجه إلى هناك من أجل جمع بواقي الفوم، كي ينحت عليه.
مع الوقت علم "محمد" أن كبرى الفنادق تزين مداخلها بالفوم بعد النحت عليه، ولكنه يقول: "وجدت أنهم يستعينوا بأحجام ضخمة للغاية، وكان من الصعب البدء مرة واحدة هكذا، ولكنني سرعان ما وجدت البديل".
فبداخل مطبخ أحد الفنادق الكبرى عثر الشاب على ضالته بعدما عمل "شيف جارد مانجيه"، -فمهتمه وتخصصه تزين الفاكهة والسلطات بالنحت عليها-، يقول محمد: كان هذا بالنسبة لي محطة هامة، حيث أنني تعلمت كيف أمسك بالسكين، لأنقل من خلالها أعمالي الفنية من الأوراق والأقلام، إلى الفواكة والخضروات، بتزين المطاعم والبوفيهات. في الحفلات والقري السياحية، بالحفلات والقرى السياحية.
تابع الشاب: تعلم هذا لم يكن يسيرًا أو نتاج ليلة وضحاها، فكنت احاول انجح تارة وأخفق تارًة أخرى، إلى أن تمكنت في نهاية المطاف من النحت على الفواكهة والخضروات، وأنا أعلم أن هذا سيؤهلني بسهولة للنحت على الفوم ذا الأحجام الكبيرة فيما بعد.
وعن أدوات ذات الفنان، فأخبرنا أنها تتلخص في سكينة ترونكس عادية، قائلًا: المبدع الحقيقي، هو من ينحت ويبدع بأقل الأدوات والخامات والإمكانيات.