رئيس التحرير: عادل صبري 06:53 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«فايننشال تايمز»: انتخابات مصر بدون حملات

«فايننشال تايمز»: انتخابات مصر بدون حملات

أخبار مصر

انتخابات الرئاسة المصرية

«فايننشال تايمز»: انتخابات مصر بدون حملات

وكالات - إنجي الخولي 27 مارس 2018 10:57

تحولت الانتخابات الرئاسية المصرية إلى أشبه ما تكون بعملية استفتاء للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، ففي الوقت الذي يصرّ فيه المنافس الوحيد في الانتخابات موسى مصطفى موسى على أنه ليس "دمية" بل هو مرشح جدّي في الانتخابات، يكيل المديح على السيسي ويصفه بأنه "منقذ مصر" بحسب ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
 

ويصوت المصريون، الثلاثاء ، في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية الثالثة منذ ثورة يناير 2011، التي أنهت حكم  مبارك الذي امتد 30 عاماً.
 

وبدلًا  من أن تكون الانتخابات سباقًا تنافسيًا، أصبحت أقرب إلى كونها استفتاءً على قيادة السيسي، وستكون نسبة المشاركة هي المؤشر الوحيد فيها على التأييد الذي يحظى به نظامه، بحسب The Financial Times البريطانية.
 

ومن المتوقع أن يفوز الرئيس الحالي الذي أشرف على حملة قمعٍ واسعة ضد المعارضة أدَّت إلى تفريغ المشهد السياسي بفارق كبير في الانتخابات في ظل انسحاب جميع مرشحي المعارضة. وتأييد المرشح الوحيد المنافس في الانتخابات للسيسي، بحسب وكالة رويترز.
 

وتستمر الانتخابات الرئاسية لمدة 3 أيام ، ويبلغ عدد من لهم حق التصويت بـ 27 محافظة 59 مليونا و78 ألفًا و138 ناخبًا.
 

وترى الصحيفة البريطانية أنه ترشح موسى مصطفى موسى الموالي للسيسي والزعيم لحزبٍ صغير يُسمَّى الغد في آخر لحظة، يأتي لتجنُّب حرج تحوُّل الانتخابات التي تجري من 26 إلى 28 مارس إلى سباقٍ من متسابق واحد.
 

ويقول منتقدو السيسي إن شعبيته تضررت منذ انتخابه عام 2014 نتيجة الإصلاحات التقشفية وتكميم المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة. وأصدرت المحاكم أحكاما بالإعدام على مئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين منذ 2013.
 

ويقول أنصار السيسي، وبينهم قوى غربية ومعظم دول الخليج، إن الإجراءات ضرورية للحفاظ على استقرار البلاد في وقت تتعافى فيه من الفوضى السياسية وتواجه مسلحين إسلاميين يتمركزون في شبه جزيرة سيناء.


ولم ينظم أي من المرشحين حملات انتخابية واسعة، لكنهما حثّا على المشاركة في التصويت بقوة، وفي انتخابات 2014، فاز السيسي بنسبة 97% تقريبًا من الأصوات، لكن لم يشارك في العملية الانتخابية سوى أقل من نصف من لهم حق التصويت، وذلك رغم تمديد الانتخاب وإجرائه على مدى ثلاثة أيام.
 


وقالت الصحيفة البريطانية :"أن السيسي أطاح بجميع منافسيه والذين كان آخرهم الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق القابع بالسجن الحربي حاليا، وكذلك أزاح أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق ووضعه تحت الإقامة الجبرية".


انتخابات بدون حملات!

 

وتتعجب الصحيفة البريطانية من عدم قيام الرئيس السيسي ولا منافسه مصطفى بأي حملات انتخابية، فالمؤشر الوحيد على وجود انتخابات في مصر، هي ملصقات ضخمة للسيسي على جانبي الطرق. 
 

وحتى هذه الملصقات، تقول الصحيفة البريطانية أن من تحمّل تكاليفها هي شركاتٌ حريصة على إظهار ولائها للرئيس، وأثار هذا المشهد موجةً من السخرية على الشبكات الاجتماعية، التي أصبحت الوسيلة الوحيدة المتاحة للتعبير عن المعارضة.

 

إذ قال أحد مستخدمي فيسبوك ساخراً: "لا أدري أيهما أنتخب، السيسي الذي ينظر يساراً أم الذي ينظر يميناً". فيما نشر آخرون صوراً مُعدَّلة ببرامج تحرير الصور، تظهر فيها ملصقات السيسي على جدران مقهى سنترال بيرك (المقهى الشهير من مسلسل Friends) خلف تجمُّعٍ لأبطال المسلسل الأمريكي الستة، أو على ظهر سفينة تايتانيك تطلُّ على مشهدٍ يضم الممثل ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت.
 

وقال في مقابلةٍ تلفزيونية الثلاثاء 20 مارس أجاب السيسي عن أسئلةٍ بسيطة طرحتها مُذيعة مؤيدة له، وسألته عن غياب المرشحين على خلفية موسيقى حالِمة، فرد السيسي بالقول  : "ليس خطئي. والله العظيم أنا كنت أتمنى أن يكون معنا مرشح واثنان وعشرة من أفاضل الناس وتختاروا كيفما شئتم. لكنَّنا لسنا جاهزين بعد!!، وهذا ليس عيباً!!!".



وأشار السيسي في تصريحات أدلى بها هذا الشهر إلى أنه قد يرى أن التصويت يمثل استفتاء على أدائه، وقال "من الأفضل أن يشارك كل الذين لهم حق التصويت ويقول ثلثهم لا، أفضل كثيراً من أن يشارك نصف الذين لهم حق التصويت ويقول معظمهم نعم. ونحن نتعهد أن نكون أمناء على كل صوت، انزل وقل لا في الانتخابات، لأن كلمة لا، صورة جميلة عن مصر أيضاً".
 

وفي منشورٍ في فيسبوك ردَّ خالد داوود، الذي يواجه مُحاكمةً محتملة لكونه واحداً من شخصياتٍ معارضة عديدة دعت لمقاطعة الانتخابات: "الأزمة في إعادة أجواء السلطوية والقمع، وتصوير أنَّنا لو لم نقبل المشاركة في المسرحية الهزلية القائمة ومهرجان المبايعة، فنحن لا نحب الوطن".


الانتخاب بالأمر
وتأمل السلطات في نسبة مشاركة معقولة، وأُمِر موظفو الحكومة والقطاع العام بالمشاركة في التصويت، وقال رجل أعمال إنَّ البعض في القطاع الخاص أيضاً طُلِب منهم ضمان ذهاب موظفيهم إلى مراكز الاقتراع، وهو تقليد يعود إلى فترات ما قبل الثورة.
 

لكنَّ المؤيدين نظَّموا تجمعاتهم الانتخابية الخاصة التي تحدث فيها أعضاءٌ بالبرلمان لتشجيع الناخبين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع. وفي أحد هذه التجمُّعات في خيمةٍ في القاهرة، سعى نائب البرلمان الموالي للسيسي أحمد سميح لتفسير عدم تكليف الرئيس نفسه عناء حضور التجمُّعات السياسية.
 

يقول سميح: "توجد مئات التجمعات مثل هذا، لذا لن يكون بمقدوره حضورها جميعاً، وإذا حضر أحدها سيتعين عليه حضورها جميعاً. الرئيس دائماً مشغولٌ بالعمل من أجل مصالح البلاد وحمايتها".
 

وكان أحد الملصقات داخل الخيمة يُشجِّع الناس على التصويت من أجل "إخراس عدوكم"، وهي مناشدة تتغذى على رواية سائدة تنشرها وسائل الإعلام الموالية للنظام تُصوِّر منتقدي السلطات باعتبارهم أعداءً لمصر. وقال المتحدث باسم حملة السيسي مؤخراً إنَّ عدم التصويت أمرٌ يمكن مقارنته بإطلاق رصاصة في صدر جندي يحارب الإرهاب.


بقاء السيسي لأطول مدة
ولا توجد استطلاعات رأي ذات مصداقية، لكنَّ محللين ودبلوماسيين يقولون إنَّ الرئيس لا يزال يتمتع بقاعدة دعم قوية بين المصريين، الذين ينسبون إليه الفضل في إعادة الاستقرار.


وذهبت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أبعد من ذلك، فقد أكد أحد باحثيها إلى أنه من شبه المؤكد أن تؤدي الانتخابات التي ستجرى الأسبوع المقبل إلى بقاء السيسي في السلطة لمدة طويلة.


وأضاف عمرو مجدي الباحث في شئون مصر بالمنظمة قائلاً "الطريقة التي تسير بها الأمور تنبئنا بأن (السيسي).. سيحرص على البقاء في السلطة. ربما تجد الحكومة تجري تعديلات لتقليص القيود على المدد الرئاسية وطرح أدوات قمع جديدة".


ووفقا لهيومن رايتس ووتش فإن ما لا يقل عن 60 ألفاً محبوسون لأسباب سياسية وإن نحو 15 ألف مدني خضعوا لمحاكمات عسكرية منذ أكتوبر  2014.

ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة المصرية في 2 أبريل المقبل.
 
وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.
 

ومن المتوقع الإعلان رسميًا عن النتائج أول مايو المقبل، مع ترجيح كفة فوز السيسي بولاية  ثانية بسهولة، واستبعاد إجراء جولة إعادة.

رئاسيات 2018
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان