مشهدان متناقضان تمامًا بعد وضع اسم (القبائل العربية) .. فى جملة مفيدة، تارة بتأييدها لمرشح اللحظة الأخيرة موسى مصطفى موسى، عبر تصريحات له، وتارة أخرى بتأييدها للرئيس المصرى الحالي عبد الفتاح السيسى، عبر المجلس القومى للقبائل العربية الذى يترأسه عمر صميدة.

 

فبعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات قبول أوراق موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، وخوضه انتخابات الرئاسة المقبلة أمام الرئيس الحالى، صرح لعددٍ من وسائل الإعلام عن دعم العديد من الجهات له ووقوفها خلف ظهره، مؤكداً أن من بينها القبائل العربية، قائلاً، إن القبائل العربية اجتمعت على تأييده، مشيراً أن أعدادها تتجاوز الـ 40 مليون.

 

على النقيض؛ كان عمر صميدة، رئيس المجلس القومى للقبائل العربية، يجوب المحافظات معلناً دعم القبائل العربية لـ"السيسى".. الرئيس الحالى ومنافس "موسى" فى الوقت نفسه..

 

وهنا تظهر علامة استفهام كبيرة.. فأى مرشح إذن تدعمه تلك القبائل، وهل يستغل أحد اسمها لإعطاء وزناً لنفسه، أم كيف يدار الأمر .. وبعيداً عن المرشح هذا أو ذاك ..فما هو وزن القبائل العربية على الأرض وعبر صناديق الاقتراع؟.. وماذا عن مجلسي صميدة وموسى للقبائل العربية؟..

 

وفى محاولة لفهم القصة تواصلت "مصر العربية" .. بالأطراف كافة من شيوخ القبائل وغيرهم، فى هذا التقرير ..

 

فى البداية؛ أكد عمر المختار صميدة، رئيس المجلس القومى للقبائل العربية، ورئيس حزب المؤتمر، أنهم عقدوا حتى الآن نحو 10 مؤتمرات فى محافظات عدة، أعلنت القبائل العربية من خلالها دعمها للرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي، وتابع موضحاً أن تلك المؤتمرات يحضرها شيوخ القبائل فى المحافظة، فضلاً عن أن المجلس القومى الذى يرأسه يضم عدداً كبيراً من الأعضاء.

 

وانتقد صميدة تصريحات، (موسى)، منافس السيسى، المتعلقة بدعم القبائل العربية له، ووصفها بالكاذبة والعارية تماماً من الصحة، وتابع قائلاً: "ينزل موسى يعمل مؤتمر واحد للقبائل العربية ويورينا حجم الدعم ليه على الأرض اللى بيتكلم عنه .... جايز يكون بيدعمه 5 أو 6 لكن مش أكتر.. ولو فعلاً فيه 40 مليون هيدعموه فعليه الترشح أمام ترامب".

 

وأضاف صميدة؛ أن القبائل ستعقد من خلال مجلسه مؤتمراً فى أسيوط، اليوم، يدعمون من خلاله "السيسى".

 

ورد موسى مصطفى موسى، المرشح الرئاسى ورئيس حزب الغد، على من يُشكك فى تصريحاته قائلاً: "كل تأييدات القبائل مُسجلة بالصوت والصورة، وأكثر من 50 قبيلة أعلنت تأييدها لى كمرشح.. واللى عايز يتكلم يتفرج الأول".

 

وتابع : قوام القبائل العربية يتجاوز الـ 40 مليون نسمة، وهذه الأعداد ليست حكراً على مرشح بعينه قائلاً:"أحترم منهم من يؤيدنى وكذلك من يعلن تأييده للسيسى".

ولفت إلى وجود عدة مجالس للقبائل العربية، مثل مجلسه ومجلس صميدة المحترم -حسب وصفه-، وأكد أن من بين مؤيديه قبيلة الهوارة.

 

فى السياق ذاته؛ أكد الشيخ وجيع أبو حجر، أحد أفراد قبائل الهنادى، وأمين عام المحافظات للقبائل العربية في حملة موسى، أن مصر بها 105 قبائل، 68 منها أعضاء في المجلس المصرى للقبائل المصرية والعربية الذى يترأسه، موسى مصطفى موسى، المرشح الرئاسى.

 

وأوضح أن كل قبيلة من الـ68، تضم مجموعة من العائلات، عدداً منها أعضاء فى المجلس ويدعمون موسى، والعدد الآخر لا يدعمه، وتابع: أنه بحسبة بسيطة فإن موسى حصد ثلثى تأييدات القبائل العربية.

 

واستكمل حديثه أن كل قبيلة تعلن تأييدها من خلال شيخها، وتابع قائلاً: أن من بين القبائل المؤيدة على سبيل المثال وليس الحصر؛ الهوارة، من خلال شيخها أسامة الهوارى، ابن عبد الجليل الهوارى، الذى يمثل قبائل هوارة على مستوى الجمهورية، فضلاً عن كونه شغل منصب الأمين العام للمجلس الذى يرأسه "موسى المرشح الرئاسى".

 

وأضاف؛ أنه بالنسبة للصعيد فأيدته قبائل مثل: ترهونة والوافي ونصير وكريم، وفى الفيوم أيدته قبائل الحرابى ونقرع وأولاد منصور وغيرهم ، أما البحيرة فيؤيده البراهمة والهنادى، وقبائل الأتراب فى مطروح والبياضية يدعمونه أيضاً.

 

ورد على فكرة لماذا لا يظهر هذا الحشد من خلال مؤتمرات قائلاً: سنبدأ مؤتمراتنا بعد يوم 25 من الشهر الجارى، وستكون جميعها تحت إشراف القبائل العربية، وأضاف أنهم سيدشنوا 14 مؤتمراً فى 14 محافظة.

 

المجلس المصرى للقبائل العربية والمصرية، يترأسه المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد والمرشح الرئاسى، تم إنشاؤه فى يوليو 2011، وتم إشهاره تحت رقم 9/266 عن عام 2016.

 

فى حين؛ يقول الشيخ راشد السبع؛ رئيس ائتلاف القبائل العربية: "موسى لن ينول أي أصوات، وربما يحصد نسبة قليلة من المحيطين به فقطـ، لكن فكرة أن يلقى دعماً من القبائل العربية غير صحيح".

 

وأوضح أنه بعيداً عن تصريحات موسى ومؤتمرات صميدة، فالقبائل بشكل عام تشترك فى أنها تدعم مؤسسات الدولة والقوات المسلحة .

 

وتعجب راشد؛ من فكرة أن يتم الحديث عن دعم القبائل العربية لمرشح وصفه بـ "المغمور وغير المعروف"، ولفت إلى أن أى مرشح سواء كان مؤيداً أو معارضاً من حقه الترشح، ولكنه أكد أن الفرق شاسع بين شخص بنى وأنجز والمؤسسات تقف خلفه وبين شخص لم يفعل شيئا، موضحاً أن المنافسة غير متكافأة بالمرة بين الطرفين، حسب وصفه.

 

وأوضح الشيخ راشد، أن نحو 99.5% من القبائل العربية تؤيد الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، فى انتخابات الرئاسة المقبلة، لأنه من خلفية عسكرية، وأشار إلى أنه قد يتحفظ عليه البعض ولكنه أمراً طبيعياً، قائلاً: "ما كامل إلا محمد".. ، ولكن القبائل قلباً وقالباً ". مع الـ "السيسي"، فى هذه المرحلة حتى نغلق الباب على المتربصين.

 

فيما أكد الشيخ عبد الله جهامة، عضو المجلس الرئاسى لقبائل شرق، أن القبائل العربية هى التى ستحدد من خلال الصناديق من ستختار سواء كان "موسى أو السيسى".

 

وتابع، يجوز أن يكون لموسى مُريدين من بعض القبائل فى البحيرة، لكنه بين القبائل الأعمدة ليس له وزن على الأرض، وهو يسعى فقط لإثبات وجوده، وليس له شعبية بين القبائل كما يدعي.

 

وأضاف أن من ظهروا مع موسى فى الصورة التى تم نشرها عبر وسائل الإعلام، ليسوا لهم تمثيل قوى بين القبائل، ولا يمثلوا إلا صوتهم، ونوه إلى أنه سيصدر بيانا فى الجرائد الرسمية، بشأن موسى وموقف القبائل.

 

وعن المجلس المصرى للقبائل الذى يترأسه موسى، لفت إلى أنه مجلس لا يعرفه أحد، وتابع قائلاً: " موسى لو مش جنبى فى الشارع مش هعرفه..هو مجهول بالنسبة للقبائل ومعروف فى الفيس بوك".

 

أما عن المجلس القومى الذى يترأسه عمر صميدة، فذكر "جهامة"، أن صميدة لا يمثلهم كقبائل، ولكنه أوضح أنه ليس لديهم أدنى مشكلة أن يقوم بعمل مؤتمرات يحضرها قبائل لدعم السيسى.

 

وأشار إلى وجود رباط بين القبائل العربية والقوات المسلحة: قائلاً: "القوات المسلحة إذا وقفت ضد السيسى سنقف معها".

 

يعود الاهتمام بالقبائل العربية من جانب مرشحى الرئاسة، إلى أعدادهم الكبيرة التى يقدرها البعض بـ 40 مليون نسمة، وانتشارهم على مستوى محافظات الجمهورية، ويمثلوا وزناً فى الصندوق الانتخابى إذا ما قرروا منح صوتهم لمرشح بعينه.