رئيس التحرير: عادل صبري 07:40 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«مصر العربية» ترصد كواليس استعدادت «عنان» السرية لانتخابات الرئاسة

«مصر العربية» ترصد كواليس استعدادت «عنان» السرية لانتخابات الرئاسة

سارة نور 12 يناير 2018 00:50

في خطوة مفاجئة للأوساط السياسية، أعلن حزب مصر العروبة الديمقراطي رسميا، مساء اليوم الخميس، خوض الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش السابق الانتخابات الرئاسية 2018 دون تفاصيل أكثر، بعد أيام قليلة من إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمني وبدء العملية الانتخابية التي تنتهي بالاقتراع في إبريل المقبل.

 

لكن الخطوة المفاجئة للكثيرين لم تكن كذلك بالنسبة للفريق الذي اعتاد بحكم خبراته العسكرية الإعداد المسبق لقراراته بشكل جيد.

 

وطوال الفترة الماضية، حرص عنان على الاستعداد الجيد، وتحين اللحظة المناسبة، والأهم من ذلك أن يبقي على كل ذلك طي الكتمان حتى لا يلقى مصير غيره الذين تعرضوا لضغوط قوية وعقبات كثيرة أثنتهم عن مواصلة طريق الترشح للرئاسة؛ الفريق أحمد شفيق مثالا.

 

ورغم أن الفريق «سامي عنان» نفى في أوقات سابقة فكرة ترشحه لرئاسية 2018 عن طريق مقربين منه أبرزهم «رجب هلال حميدة» الأمين العام لحزب مصر العروبة الذي قال في مايو 2017 إن عنان سيترشح بنسبة كبيرة للانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

وأوضح «حميدة» -حينها- لـ«مصر العربية» أن هناك رغبة لدى الفريق للترشح للانتخابات الرئاسية، ليست من الآن ولكن منذ أول انتخابات جرت بعد انهيار نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011.

 

خداع الفريق.. دعم «السيسي»

 

وأكد حميدة في التصريحات ذاتها أن عنان كان ينتوي الترشح في الانتخابات الرئاسية الماضية التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن لأسباب تتعلق بالاستقرار تراجع، غير أن الفكرة ألحت عليه مجددا بعد مرور الوقت لأن مصر تحتاج إلى سياسات واضحة، بحسب حميدة.

 

لكن في الأسبوع ذاته قال حميدة مع الذي حل ضيفا على الإعلامي خالد صلاح في برنامجه آخر النهار على فضائية النهار إن عنان لم يعلن أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة، ولم يتم مناقشة هذا الأمر في الحزب، لكنه لم ينف بشكل قاطع.

 

وفيما يشبه خطة خداع استراتيجي، قال «حميدة» في تصريحات صحفية، إن «عنان» طلب منه عدم الحديث عن انتخابات الرئاسة مرة أخرى، وهو ما التزم به حميدة لاحقا، بل أدلى أيضا بتصريحات فهم منها أنه يدعم السيسي في الانتخابات المقبلة.

 

كما انضم حزب عنان (مصر العروبة) إلى حملة مؤيدون التي تؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية في سبتمبر الماضي وأعلن حميدة وقتها احتمالية تقديم استقالته.

 

كما نفى حميدة  في حوار لـ«مصر العربية» منشور أكتوبر الماضي نية عنان في الترشح، غير أنه حميدة في الحوار ذاته ترك للقارئ الاحتمالات مفتوحة، إذ قال «ما قلته نصا أنني لو ترشح الفريق سامي عنان للرئاسة سأؤيده ﻷنى مقتنع به كشخص وطني قادر على هذه المهمة».

 

 واستطرد: «أنا ملتزم حزبيا بموقف الحزب الذي أنتمي إليه، وإذا لم يحدث ذلك فسيكون صوتي ومساندتي لمن يعبر عن الدولة المصرية، وحتى الآن لم يظهر على الساحة أي مرشح يستطيع أن ينافس بشكل إيجابي وديمقراطي أمام الرئيس السيسي».

 

ظهور خافت.. وانتقادات لاذعة

 

ظل الفريق عنان طوال الفترة الماضية، خلف الكواليس يحافظ على حضوره المتقطع الخافت من حين لآخر مثل حضور انتخابات النادي الأهلي وجنازة نقيب الصحفيين الأبرز إبراهيم نافع غير أنه لم يكن يريد تحول الأنظار إليه حينها.

 

لكن الأنظار توجهت إليه مجددا بعد تصريحاته التي نشرها على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» وتويتر في نوفمبر الماضي فيما يخص سد النهضة التي وصف فيها فشل الحكومة في إدارة ملف السد بـ«الخطيئة»، مطالبا بمحاسبة المتسببين فيما وصفه بالوضع الكارثي، ملمحا إلى الرئيس «عبدالفتاح السيسي»؛ لفتت تلك التصريحات اللاذعة الانتباه إليه حينها، لكنه عاد لينفي احتمالية ترشحه على لسان مقربين منه.

 

كما أبقى عنان على مسألة ترشحه طي الكتمان حتى اللحظات الأخيرة، حتى لا يتعرض إلى أي ضغوط داخلية أو خارجية.

 

أسرته.. والسعودية.. والإخوان

 

وبجانب كل ذلك، يبدو أن الفريق سامي عنان استفاد من نظيره الفريق «أحمد شفيق» عندما ترك إعلان ترشحه  للحظات الأخيرة حتى يغلق كل الأبواب التي يمكن أن تكون منافذ ضغوط عليه، خاصة بعد تداول أنباء بين صفوف مؤيديه عن سفر أسرته للخارج، وذلك ليتجنب أي ضغوط أسرية كما تردد في حالة شفيق.

 

كما لا يمكن إغفال أن الفريق الذي يرتبط بعلاقات قوية في الدوائر السعودية الرسمية، سافر إلى المملكة لأداء العمرة في يونيو الماضي 2017، أي بعد شهر واحد من تصريحات حميدة المقرب من عنان عن احتمالات ترشح الفريق، لكنه عقب عودته التزم الصمت إزاء ترشحه، وإن كان قد أبدى نقدا لاذعا للسلطة الحاكمة في إدارتها لعدد من الملفات؛ بينها سد النهضة.

 

وسبق أن تردد في 2014 أن الدوائر السعودية تدفع باتجاه ترشح الفريق «عنان» للرئاسة على أن يبقى الفريق أول «عبدالفتاح السيسي» (حينها) على رأس الجيش، لكن ذلك لم يحدث.

 

وفي رسائل غير مباشرة لا يمكن أن تحسب على الفريق، بعث «عنان» إلى المعارضة المهمشة من الإسلاميين الذين أنهكتهم الملاحقات الأمنية للحصول على دعمهم وأصواتهم عند ترشحه، وذلك على لسان «رجب هلال حميدة» الأمين العام بحزبه، إذ قال حميدة إنه لا يعتبر جماعة الإخوان المسلمين إرهابية وإنه يميل إلى عمل مصالحة معهم، معتبرا أن التصالح شرط وضرورة حاليا لتنقية المجتمع المصري وتحقيق السلم الاجتماعي، مضيفا «أنا أعلم جيدا أن الإخوان ليسوا إرهابيين كما يروج الإعلام حاليا».

 

ولا يمكن للمتابع لتصريحات ترشح الفريق ثم إخفاؤها، وكذلك انتقاداته اللاذعة لفشل الحكومة في عدد من الملفات لكسب أصوات الغاضبين على أدائها، وكذلك رسائله للمعارضين، وسفره للسعودية، وكذلك سفر أسرته، ورسائل دعم السيسي الوهمية.. أن يقول إن ترشح عنان كان وليد اللحظة، أو كانت خطوة مفاجئة اتخذها على عجالة، بل هي أمر دبره على مهل، ولعل الأيام المقبلة تكشف مزيدا من كواليس استعدادات الفريق.

رئاسيات 2018
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان