أثار تصريح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن إقامة أول مشروع سعودي على أراضي جزيرتي تيران وصنافير، انتقادات بين معارضين مصريين للاتفاقية التي أبرمت في أبريل 2016، وبموجبها انتقلت الجزيرتان رسميا من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية.
وبحسب ما نشره موقع ABS CBN news فإن بن سلمان أكد أن جزيرتي تيران وصنافير ستدخلان ضمن الأراضي التي سيقام عليها مشروع مدينة "نيوم"، والتي من المنتظر أن يكون مركز أعمال وصناعات عملاق بتكلفة 500 مليار دولار أمريكي، وستمتد على مساحة 26500 كم مربع.
يقول مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتركي والقيادجي في حملة " مصر مش للبيع" المناهضة لاتفاقية تيران وصنافير إنهم مستمرون في رفض الاتفاقية ومقاومة أي تغيرات تحدثت بناء عليها.
ويؤكد الزاهد في تصريحات لمصر العربية أنهم قادورن على إفشال هذه المخططات التي ربما لا تروق ﻵخريين سواء بالداخل أو الخارج.
وتطرق رئيس التحالف للحديث عن مشروع ابن سلمان "نيوم" والذي يندرج تحت خطة كبيرة لتغيير شكل المنطقة بناء على مخطط صهيوني قديم.
وقال إن هناك مشروع يعد له يهدف إلى سيادة إسرائيل للمنطقة، وتشكيل حلف "صهيوني سني"لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، بمعرفة السعودية، منوها إلى أن الصفقة ربما أحد بنودها تنفيذ المشروع القديم مقابل تمرير محمد بن سلمان ملكا للسعودية.
مظاهرات رافضة لاتفاقية تيران وصنافير
وتابع أن المشروع القديم كان يتضمن مشروع التوطين، الذي يهدف لبناء دويلة فلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية الحالية سواء على أرض سيناء في امتداد قطاع غزة، وتهجير عرب 48 لصحراء النقب.
وزاد أن هذا المشروع ليس جديدا لكنه قديم وتكلم عنه وزير الدفاع الإسرائيل سابقا"مناحم بيجن".
ويتوقع الزاهد ألا يمر الأمر بهذه السهولة، فبحسبه هناك قوى إقليمية وشعبية ربما تحول دون تمرير هذا المشروع، لافتا إلى أن هناك قوى إعلامية تحاول تضخيم الأمر والحديث عنه على أنه بات أمر واقعا.
ولفت إلى أن الأمر ربما يدخل المنطقة في حرب إقليمة، ﻷنه توجد قوى إقليمية تسمى إيران ربما تعترض على المشروع، وكذلك حزب الله، كما أن هناك قوى شعبية وأطراف حكومية يمكن أن تعترض على ذلك.
وتابع أن مصر توسطت في المصالحة مع حماس وعقبها وقعت عمليات إرهابية بسيناء والواحات، متسائلا هل هذه العمليات متعلقة بتل أبيب وأنها توجه رسالة لمصر بألا تقترتب من قضية المصالحة، أم أن هناك أشياء أخرى؟.
وألمح إلى أن حركة حماس عقب أيام من الاتفاق سافر قيادات منها لطهران والدوحة للتأكيد على عدم قطع العلاقات معهما كما تريد مصر والسعودية.
ونوه إلى أن التطورات في مصر أيضا ليست مضمونة، وأن هناك احتمالات بتشقق أجهزة أمنية ما في مصر وغيرها بتمرير هذه الصفقة ﻷن غزة تعد مخزون سلاح ثقيل ومفزع لا تتحمله أي دولة لا مصر ولا غيرها وبالتالي سيلقي المشروع اعتراضات.
وبحسب موقع "سبويتنج" من المنتظر أن تمتد مدينة "نيوم" العملاقة عبر الأراضي المصرية والأردنية إلى جانب الأراضي السعودية، على أن يكون المشروع مملوكًا بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وكان بن سلمان قد أعلن، الخميس الماضي أنه يتفاوض مع كبرى الشركات العالمية، ومنها أمازون ومجموعة "علي بابا" و"آيرباص"، لتطوير التكنولوجيا التي ستستخدم في مشروع "نيوم".
وقال ولي العهد السعودي في مقابلة أجرتها معه "بلومبيرج"، خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، إن مشروع "نيوم" سيلبي كافة احتياجات المستثمر والسائح الأجنبي دون خرق أي قوانين، مؤكدا على أنه لن يسمح بالمشروبات الكحولية في السعودية، ولن يتم تطبيق المعايير المطبقة في المدن المشابهة بما يتعلق في ذلك.