رئيس التحرير: عادل صبري 07:12 صباحاً | الخميس 26 يونيو 2025 م | 29 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

4 أسباب وراء ضعف الاستثمارات الصينية بمصر.. و«بريكس» فرصة

4 أسباب وراء ضعف الاستثمارات الصينية بمصر.. و«بريكس» فرصة

أخبار مصر

الرئيسان المصري والصيني

4 أسباب وراء ضعف الاستثمارات الصينية بمصر.. و«بريكس» فرصة

حمدى على 03 سبتمبر 2017 11:48

قال خبراء اقتصاديون ومستثمرون إن مصر لم تستفد حتى الآن من الاستثمارات الصينية الموجودة فى مختلف دول العالم ويجب على الرئيس عبدالفتاح السيسي استغلال زيارته الحالية للصين فى العمل على زيادة حجم الاستثمارات الصينية فى مصر  عبر اتفاقيات تدخل حيز التنفيذ وليس حبرا على ورق.

 

واعتبر خبراء أن أهم أسباب ضعف الاستثمارات الصينية، البيروقراطية وصعوبة الإجراءات فضلا عن ارتفاع أسعار الفائدة والقرارات الاقتصادية المتغيرة باستمرار.


ويزور السيسي الصين هذه المرة للمشاركة فى اجتماعات قمة "بريكس" والتي تضم الصين وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل.


وتعتبر مجموعة بريكس، المكونة من خمس دول هى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، قوة هامة في الحوكمة العالمية، وتشغل الصين رئاسة المجموعة هذا العام.


وتشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بلغ في عام 2016 نحو 11 مليار دولار، بنسبة انخفاض قدرها 15% عن عام 2015، حيث بلغ حجم الصادرات المصرية إلى الصين 555 مليون دولار عام 2016، مقارنة بنحو 920 مليون دولار عام 2015.


كما انخفض حجم الواردات المصرية من الصين خلال عام 2016 بنحو 13%، حيث بلغت قيمتها نحو 10.4 مليار دولار مقابل 12 مليار دولار عام 2015.


تبادل الزيارات قوة دفع للعلاقات
وقال السفير الصينى بالقاهرة سونج ايقوة، إن العلاقات بين مصر والصين شهدت تطورًا فى عهد الرئيسين الصينى والمصرى، وظهر ذلك في تبادل الزيارات بينهما من وإلى القاهرة وبكين ما يعكس مدى اهتمام الجانبين بتطوير العلاقات بينهما ومدى تماسكها.


وأشار السفير الصيني، إلى أن تبادل زيارات الرئيسين تمثل قوة الدفع للعلاقات الثنائية، وأن التعاون فى المجالات كافة شهد تطورًا، حيث تتكثف الزيارات على مستويات مختلفة، كما تم تعزيز التعاون التجارى والاقتصادى من خلال المشاريع الجديدة.


وأوضح، أن التعاون العملى تهتم به الحكومتان، وتم إنجاز المرحلة الأولى من تشغيل الشبكة الكهربائية المصرية، وهذا المشروع أول ترجمة لزيارة الرئيس المصرى إلى بكين، أما منطقة قناة السويس، فتم بناء البينة التحتية للمنطقة الصناعية فى المنطقة، والمشروع نموذج ناجح للتعاون.

 

وأوضح السفير الصيني أن الاستثمارات الصينية في مصر تتزايد حيث بلغت 6.8 مليار دولار العام الماضي، رغم العوائق التي تواجهها، معربًا عن أمله في أن يساهم قانون الاستثمار الجديد في تذليل وإنهاء تلك العوائق التي تواجه المشروعات والاستثمارات الأجنبية في مصر.


الاستثمارات لا تتناسب مع العلاقات
وفى هذا الصدد، قال مصطفى إبراهيم، نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، إن حجم الاستثمارات الصينية فى مصر حاليا لا يتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة بين مصر والصين خاصة بعد تولي الرئيس السيسي رئاسة الجمهورية وتبادل زياراته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.


وأضاف إبراهيم، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن مصر يجب أن تستغل زيارة الرئيس السيسي للصين أثناء حضوره قمة "بريكس" أفضل استغلال وجذب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات لأن هذه القمة تجمع رؤساء دول قوية اقتصاديا ولدينا علاقات قوية معها ولا يجب أن نغادر هذه القمة دون فائدة كما يحدث فى كل مرة.


وأوضح نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، أنه يجب أن يكون مع الرئيس مجموعة عمل متخصصة خلال هذه الزيارة لاستكمال الاتفاقيات التى سيعقدها السيسي مع المستثمرين الصينيين الذين سيلتقي بهم.

 

وأشار  إلى أن أبرز عيوب المسئولين المصريين أننا نذهب لحضور المؤتمرات والقمم ونجري الاتفاقيات ونغادرها دون فائدة لأننا لا نكمل ما بدأناه خلال القمة أو المؤتمر، ولذلك يجب أن تصاحب الرئيس خلال الزيارة مجموعة عمل متخصصة لكى تنهى وتستكمل ما يجريه من اتفاقيات وتفاهمات مع المستثمرين الصينيين.


ولفت إلى أن مصر بحاجة إلى الاستثمارات الأجنبية فى مختلف المجالات فى الفترة المقبلة سواء أنشطة اقتصادية أو خدمية مثل الطاقة المتجددة، المقاولات، المواصلات، اللوجيستيات، التصنيع المحلي، ومشروعات المثلث الذهبي وقناة السويس.


وقال إبراهيم، إن الصين للأسف تستثمر فى دول أصغر من مصر مبالغ ضخمة، مشيرا إلى أن أسباب انخفاض الاستثمارات الأجنبية فى مصر تتمثل فى البيروقراطية وصعوبة استخراج التراخيص والإجراءات، أسعار الفائدة المرتفعة والمتغيرات الاقتصادية باستمرار ولذلك لابد من تسهيل الإجراءات قائلا "مش معقولة علشان أعمل مشروع اقعد سنتين أخلص فى أوراقه".


جذب 2 مليون سائح
علي موسى، عضو مجلس الأعمال المصري الصيني، قال إن مصر تستهدف جذب السياح الصينيين إليها بواقع 2 مليون سائح سنويا، مضيفا أن عدد السياح الصينيين تضاعف في مصر بعد زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينج، لمحافظة الأقصر العام الماضي.


واستقبلت مصر من السوق الصينية فى شهر مايو الماضى 18 ألف سائح  وفي الفترة من يناير حتى مايو هذا العام 150 ألف سائح بنسبة زيادة 94 % عن عام 2016 حسبما أعلن المستشار السياحى لدي السفارة المصرية ببكين أبو  المعاطى شعراوى.


وأضاف موسى، فى تصريحات صحفية، أنه لابد من التركيز على الاستثمارات الصينية بطريق الحرير، واستهداف الخطوط الملاحية الصينية لكي تمر عبر قناة السويس.


وأشاد عضو مجلس الأعمال المصري الصيني، بالاقتصاد الصيني الذي يحقق معدلات نمو سنويا تصل إلى 7%، موضحا أن إجمالي حجم الناتج المحلي في الصين يبلغ 11 تريليون دولار، الأمر الذي جعلها تسبق الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديًا.


ولفت إلى أن الصين لديها رغبة سياسية بالتقرب من مصر، فضلا عن استعدادها لنقل عدد من مصانعها إلى القاهرة، مشيرا إلى أن شركات الصين الكبرى مملوكة للحكومة الصينية، التي تتميز بالفصل بين السياسة والاقتصاد.


وأوضح عضو مجلس الأعمال المصري الصيني، أن اهتمام الصين بالوجود الاقتصادي داخل مصر يرجع لرغبتها فى التواجد بقوة في المنطقة العربية، بعد أن نجحت في الانتشار على المستوى الإفريقي، مستطردًا أنها تنظر إلى مصر بأنها مفتاح الدخول إلى منطقة الشرق الأوسط التي من خلالها يمكن الوصول إلى السوق الأوروبي.


وأشار إلى احتياج مصر إلى تسويق موقعها الجغرافي، والاهتمام بالعمالة المصرية، والترويج لها؛ من أجل جذب الاستثمارات، فضلًا عن تسهيل الإجراءات للمستثمرين لجذب المزيد من رجال الأعمال.

 

وزار مصر في عام 2014 نحو 180 ألف سائح صيني، فيما واصل عدد السائحين في الانخفاض تدريجيًا، ففي 2015 بلغ عدد السائحين الصينيين 130 ألف سائح، مقابل 100 ألف سائح في 2016، حتى وصل إلى 68 ألف سائح في 2017، وفقًا لإحصائيات أعلنتها وزارة السياحة المصرية.


الاستثمارات الصينية بمصر صفر
فيما قال أحمد النجار، الخبير الاقتصادي، إن الصين تحولت من دولة اقتصادية كبرى، إلى أقوى اقتصاد على وجه الأرض، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 19.6 تريليون دولار، وهو الأعلى من الولايات المتحدة المتحدة، الذي يبلغ الناتج المحلي لها بنحو 17.9 تريليون دولار.


وأضاف النجار، فى تصريحات صحفية، أن نظام النقد الدولي يحتاج إلى الاعتماد على سلة جديدة من العملات بديلًا عن الدولار ودخول اليوان لسلة العملات فرصة كبيرة.


ودعا النجار إلى ضرورة تطوير العلاقات المصرية الصينية، وأن يكون هناك إمكانية للتعاون بين البلدين في مجالات متعددة، مثل السياحة والاستثمار والنقل، مؤكدًا أن هذا سيتم من خلال تكثيف الرؤية لما تملكه مصر في مجالات الاستثمار والسياحة.


وأوضح أن استثمارات الصين الخارجية كبيرة للغاية ولم تحصل مصر منها على شيء، مشيرًا إلى أنها انفقت نحو 138 مليار دولار في مجال السياحة، كان نصيب مصر فيهم أقل من 1.%.


وأشار إلى أن الاستثمارات الصينية في مصر ستكون مفيدة لهم، خاصة وأن لدينا قوى عاملة كبيرة ومتدنية الأجر، كما أن لدينا عملة مقدرة بأقل من قيمتها بكثير، وستكون الأسعار في مصر بالنسبة للسياحة والمستثمرين الصينين متدنية، حيث إن اليوان الصين بنحو 2.6 جنيه مصري، مشيرًا إلى أن الاقتصادي الصيني، جاء من الصفوف الخلفية ونجح في أن يكون الأقوى في العالم.


استثمارات الطاقة المتجددة
وقال محمد السبكي، رئيس هيئة تنمية واستخدام الطاقة المتجددة السابق، إن هناك تعاونا كبيرا بين مصر والصين في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة، يشمل الشركات الرائدة في الصين ويهدف إلي تقوية شبكات الكهرباء ومضاعفة قوتها.


وأضاف السبكي، خلال كلمة سابقة في منتدى التعاون الاقتصادي "مصر _ الصين"، وبحث فرص الاستثمار المشتركة، أن هناك دراسة بين وزارة التعاون الدولي والإنتاج الحربي لإنتاج معدلات للطاقة الكهربية المتجددة في مصر، لافتًا أن تلك المعدلات تستهدف الوصول الي 1000 ميجا وات سنويا.


ودعا رئيس هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة الصينيين إلى الاستثمار في مصر في مجال إنتاج الطاقة خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مضيفًا أن طاقة الرياح تنتج ما يكفي 30 ألف ميجا وات من الكهرباء، أما الطاقة الشمسية فتنتج حوالي 50 ألف ميجا وات.

 

ويبلغ حجم اقتصاد مجموعة «البريكس» 23% من إجمالي حجم الاقتصاد العالمي، والتي تسعى للتنسيق فيما بينها في إطار قمة «20» لكسب المزيد من المزايا وتطوير اقتصاديات الدول النامية.


وأكد أن فرص الاستثمار في مصر أصبحت واعدة بعد إصدار قانون الاستثمار الجديد، هذا بالإضافة إلى أن مصر تستهدف إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بنسبة 20 % خلال عام 2022 وتتعدى هذه النسبة لتصل إلى 35 % بحلول 2030.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان