رئيس التحرير: عادل صبري 09:56 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الفجوة بين المثقف والمتلقي.. هل تسدها الجماعات الأدبية؟!

الفجوة بين المثقف والمتلقي.. هل تسدها الجماعات الأدبية؟!

ميديا

مكتبة

الفجوة بين المثقف والمتلقي.. هل تسدها الجماعات الأدبية؟!

كتبت ـ كرمه أيمن: 17 أغسطس 2013 19:04

ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الجماعات الأدبية، التي تتكون من مجموعة من الشعراء والأدباء والمبدعين، حيث يلجأ إليها العديد من المثقفين للتصدي للمشكلات التي تواجه المجتمع المصري عامة والوسط الثقافي خاصة.

 

من هذه الجماعات الأدبية جماعة "نحن هنا" و"التكية" و"النيل"، لكن هذه الجماعات يدور حولها نقاش بين جماعة المثقفين عن دورها، وفعاليتها في توصيل الثقافة، وهل أنها تقوم بدور المثقف في المجتمع، أم أنها وسيلة المثقف للوصول إلى المجتمع؟

 

               فجوة بين المثقف والمتلقي

 

حول هذه التساؤلات يجيب الشاعر محمود الشامي، المنسق العام لحركة "نحن هنا" الأدبية، قائلاً: "إن السبب الأساسي وراء تأسيس جماعته الأدبية هو أنه استشعر أن المثقف بعيد كل البعد عن رجل الشارع"، وأن المتلقي غير موجود، كما أن هناك العديد من العوامل التي سعت إلى وجود فجوة كبيرة بين المثقف والمتلقي، منها الآلة الإعلامية الضخمة التي فرضت شكل معين وثقافة معينة علي مدار 30 عامًا.

 

ويضيف: "لذلك سعيت أنا ومجموعة من المثقفين لتأسيس هذه الجماعة الأدبية ليكون هدفنا الأول الوصول إلى الناس والتواصل معهم، وأن يكون هناك مساحة للتوجه الأدبي لما يحدث في مصر، وألا يقتصر الأمر على الخطاب السياسي".

 

ويبدي الشامي استياءه من أم الاتجاه السياسي في مصر لا يهتم بالثقافة، معلقا أنه أثناء انتخابات مجلسي الشعب والشوري المنحلين لم يتضمن برنامج أي مرشح سطر عن الثقافة، لذلك تسعى تلك الجماعة الأدبية لمواجهة المعوقات المجتمعية التي تقف أمام المثقف للوصول إلى كافة الفئات.

 

 

 

                الوصول لرجل الشارع

 

أما الناقد والروائي عبد الجواد خفاجي، فيرى أن أي تغيير اجتماعي لابد وأن يصاحبه مشروع ثقافي، وأن الجماعات الأدبية وسيلة جيدة للوصول إلى رجل الشارع.

 

لكنه يرى أن المصريين في حاجة إلى مشروع أكبر وأعمق وأن يكون هناك مشروع وطني تجتمع حوله كافة مؤسسات الدولة والمثقفين والشعب المصري، كمشروع "وطننة الثقافة"، الذي تطبقه العديد من الدول كالصين واليابان وإيران، كما قامت مصر بتبني ذلك المشروع عقب ثورة 52، ولم تستطع نكسة 67 أن تزحزحه، إلى أن جاء حكم مبارك وقضي تمامًا علي ذلك المشروع القومي كما سعي لتهميش دور المثقف وتفريغ وتهميش الثقافة المصرية وخلخلة وضياع الهوية المصرية والسعي تجاه العولمة.

 

ويضيف خفاجي: "إننا لن نستطيع أن نستعيد إنسانيتنا إلا بالثقافة، فمصر بحاجة إلى الحب لاستعاده كل القيم، كما أننا في حاجة إلى أكبر عدد من الجماعات الأدبية لنستطيع أن نعبر تلك المرحلة وتجاوز ما نمر به من تباين سياسي حاد في الرؤي، والتي فشلت في التعامل الواقعي الديمقراطي بعد ثورة 25 يناير".

 

              توسيع الفعاليات المغلقة

 

في حين يرى الدكتور شريف الجيار، استاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة بني سويف، أن مصر تمتلك ترسانة أدبية قوية، وأن بها مبدعون حقيقيون يتحملون مسئولية بلدهم، وأن المثقفون يكتبون ويتوقعون ما سيحدث في المستقبل، ولكن الحكام والمسئولين في الدولة لا يقرأون، والدليل علي ذلك ظهور العديد من الكتب التي تنبأت بقدوم ثورة 25 يناير.

 

ويقول الجيار إن الأنظمة الحاكمة ظلمت المثقف وقامت بتهميشه، لذلك علينا أن نجعل المؤسسة الثقافية هي مؤسسة الشعب، وأن نهتم بالمنظومة الثقافية في المحافظات والأقاليم وألا يقتصر الأمر على القاهرة فقط.

 

وعلي النقيض تمامًا، تري الشاعرة سونيا بسيوني، أن دور المثقف مغيب، وأن جميع الأنشطة والفاعليات تتم داخل دائرة مغلقة، فالمثقفون منغلقون علي ذاتهم سواء كانوا منفردين أو داخل حركة ثقافية، فكلا الوضعين سواء.

 

وتضيف: "نحن نوجه الخطاب إلى بعضنا البعض، فالأنشطة الثقافية هي بمثابة رسميات، لكن علينا كمثقفين وجماعات أن نصل إلى الناس والنشء من الأطفال حتى نصل بالثقافة إلى الشعب المصري، وأن نذهب إلى المدارس والجامعات، ونتحدث مع الطلاب ليعرفوا تاريخهم الثقافي، فالمواطن المصري هو من يصنع التاريخ، وإذا ضاعت الهوية والثقافة ضاع التاريخ".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان