رئيس التحرير: عادل صبري 06:28 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالفيديو..القاص سعيد الكفراوي: الثقافة المصرية تخدم سلطة العسكر

بالفيديو..القاص سعيد الكفراوي: الثقافة المصرية تخدم سلطة العسكر

ميديا

القاص سعيد الكفراوي في حواره مع مصر العربية

في حواره لمصر العربية

بالفيديو..القاص سعيد الكفراوي: الثقافة المصرية تخدم سلطة العسكر

حوار- آية فتحي 13 أغسطس 2015 13:28

بين جيل الستينات أفسح لنفسه مجال على عرش القصة القصيرة، فتنه الموت، فرفض أن ينظر إليه على كونه فناء للإنسان، فلم يجد سوى الكتابة سبيل للتعبير عن ذلك، سكن القرية وسكنته رغم أنه غادرها إلى المدينة منذ زمن بعيد، فكانت بطلة معظم أعماله الأدبية وصفه البعض براهب في محراب القصة القصيرة، إنه القاص المصري سعيد الكفراوي.


على مدار عمره الأدبي لم ينتج سعيد الكفراوي سوى أثنى عشرة مجموعة قصصية فقط منها "بيت للعابرين، مدينة الموت الجميل، كشك الموسيقى، مجرى العيون، يا قلب مين يشتريك"، رغم أن جعبته تحمل الكثير من الإبداع، كان لنا معه حوار أفصح فيه عن سر قلة أعماله، وعن ذكرياتة مع جيل الستينات وكيف أثرت تلك الفترة  فيه، وعن رؤيته للمشهد الثقافي المصري الحالي.
 

ما بين إلحاح الإبداع و التخلص من آلام الواقع تتنوع دوافع الكتابة لدى الأدباء... تُرى ما هي دوافع سعيد الكفراوي للكتابة؟

أنا لم أسعى إلى الكتابة ، في طفولتي كنت أحب الصور ، وفي مجتمعي الريفي كنت صديق لبعض الأشخاص التي تذهب للسينما، وأهتم  بقراءة مجلة الكواكب ووراء هذا الحب عشقت الخيال وعبرت عنه بالكتابة.

ومع حبي للقراءة الذي بدء مع دخلي للمدرسة اكتشفت أن الخيال والحياة الافتراضية التي ﻻ نراها ولكنها بداخلنا موضع إهتمام بالنسبة لي، ومن هذه اللحظة بدأ دافع أن أكتب، ثم بدأت مراقبة الناس والتعرف على حواديتهم، وعلاقة الناس بالموت والفلاح بأرضه، وأصبح لدي ارتباط بما يسمى بالأدب وسرد القصص، وشكل كل ذلك لمن ستنحاز كتاباتي.
 

كيف كانت بداية دخولك لعالم الأدب ؟

في بداية الستينات، أنا وجابر عصفور ومحمد المنسي قنديل، وصنع الله إبراهيم  ونصر أبو زيد والشاعر محمد صالح وفريد أبو سعدة اتقابلنا في قصر الثقافة ونظمنا نادي أدب في المحلة ، وكلنا كنا ﻻ نعرف غير القصة، وبدأنا نقرأ لبعض وننتقد بعض بقسوة، ثم مجلس نجيب محفوظ المفضل  على مقهى ريش فأتيت للقاهرة، ووهم جاءوا بعدي، ومن عام 1966 أنا داخل الوسط مع نفس الأصدقاء.

 

ماذا كنت تتمنى أن تعمل لو لم تكن كاتب؟

أنا أحب العمارة جدًا وشغفي بها في كل زياة للخارج، وأسير في الشوارع والتعرف على طرز البناء، وتفتني القاهرة الإسلامية، وأنا أحد خدمها وعشاقها، فلو لم تكن الكتابة شغفي لكنت درست العمارة.

 

وما هو السبب وراء تجليات الموت التي تظهر في أعمالك الأدبية؟

وكانت البداية عندما  لما أخذتني جدتي للكتاب، وتعرفت على بنت كفيفة اسمها الشيخة طاهرة، وكنت مسئول عن اصطحابها من المنزل للكتاب والعكس، وتوفت وهي صغيرة، وعندما رأيت دفنتها، وكان ذلك أول تحديد علاقة بيني وبين الموت، كتبت القصة وأطلقت عليها "عزاء".

وأنا لا أنظر إلى الموت على  أنه أبدية أو فناء، وأعتقد أن الموت ولوج لحياة أخرى وهذا ليس ابن ثقافة أو فكر ديني ولكنه ابن موروث، وهذا الفكر يليق بمصري حفيد الفراعنة الذين خلقوا الأبدية.


حدثنا عن الحضور الصوفي في أعمالك؟

الصوفية ليست مرتبطة بالإسلام، وإنما هي موجودة من قبله مع فلاسفة الأسكندرية وموجودة في اليونانية، وفي الإنجيل حس، كما خرجت أساطير الصوفية من عندنا مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي صاحب رقصة التنورة، فالصوفية جزء من نسيج الإبداع العربي، وكان نجيب محفوظ في عز الرمزية كان يستخدم بعد صوفي في أعماله.


لماذا فضلت كتابة القصة القصيرة على الرواية؟

أنا من البداية استشعرت أن القصة هي الشكل الأمثل الذي استطيع من خلاله التعبير عن تجربتي.

أما عن تجربتي مع كتابة الرواية فأنا أعترف أنني اخطأت في مع ازدهار الرواية قررت أن أكتب رواية لم تكتب، ولا يوجد كاتب يقرر شئ ولا يشترط على الكتابة لأنها أرزاق، وأ،ا بدأت في كتابة الرواية بالفعل واسمها "بطرس الصياد" ومكتوب منها 200 صفحة ولكني لا استطيع استكمالها.


وهل  قصة "الكرنك" لنجيب محفوظ تحكي عنك فعلًا؟

الحكومة المصرية اعتقلتني وقت الرئيس جمال عبدالناصر،  بسبب قصة كتبتها فٌهمت خطأ وبدأوا يحققوا معايا أني إخوان وشيوعي، وبعد خروجي من معتقل القلعة، ذهبت بشنطتي للجلوس على   قهوة ريش، والأستاذ نجيب قالي "كفارة يا كفراوي احكيلي بالتفاصيل الملل كل اللي جرالك".

وحكتله بالفعل وهو قالي أقطع المرحلة دي من حياتك، وبعد شهور نزلت رواية "الكرنك"،  وعلى القهوة  قالي يا كفراوي أنت  إسماعيل الشيخ.

 

كيف أثرت فترة الستينات على كتاباتك؟

لا يوجد شك أن عبدالناصر كان صاحب مشروع فهو من ضرب رأس المال الفاسد وخاض معارك إلى أن وصل للاشتراكية، وكنا معه طوال تلك الفترة لأننا كان لدينا إيمان بالحلم الاجتماعي.

وظلت الثقافة المصرية حية بفضل الحقبة الليبرالية  التي صنعها  توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، عبدالرحمن الشرقاوي، طه حسين، عبدالرحمن بدوي ومحمد مندور،حتى هزيمة 67 فحملنا  عبدالناصر كل مآسي ما جرى للمصريين، لأنه استبدل نفسه بالشعب ووقف ضد الديمقراطية وتكوين الأحزاب وخاض معارك منفردة دون مشاركة الناس، فتحولت أعمالنا الأدبية لنقد التجربة.

ثم تصدت الكتابة لصعود السلفية وصعود رأس المال الفاسد والتطبيع والصلح مع العدو، وهجرة المصريين للخارج في فترة السادات، وبعدها فترة مبارك.


وما هو الفرق الذي تراه بين الأعمال الأدبية للشباب وأعمال جيلكم؟

هم متورطين جدًا مع الهامش، ومهتمين بالتعبير عن الجماعات المغمورة، ومتحررين من أي قيمة اأخلاقية تمنع كاتب  ستنيي مثلي للإقتراب منها، الشاب يكتبها بشجاعة مثل الجنس الله والدين والمعايب.

كما أن جيلي تربى على الكتاب والمتون والمجلدات أما الشباب تربى على الصورة، وأنا ابن جيل يكتب القصة ببنائها الذي كتبه الرواد الأوائل أما الشباب  يلتزم بشكل ثابت، كما أنهم أكثر قدرة على خوض غمار الحياة، ففي 25 يناير كنا صف ثالث وهم صف أول، ورغم اضطهاد السلطة لهم فهم أحياء ومشغولين بحلم، ومنتظرين فرصة.


بماذا تفسر تراجع المشهد الثقافي اليوم؟

بسبب ما جرى في السياسة، والإحباط الذي جرى لجموع الشباب، وحدث انكسار في الروح، فنتج عن ذلك أن  قضايا الثقافة المصرية أصبحت قضايا صغيرة، مثل عاركة أحمد مجاهد ووزير الثقافة، وغابت المعارك الحقيقية التي كانت موجودة في الحقبة الليبرالية، التي كانت مصر فيها هي مركز القوة في الفن والثقافة، أما الآن الثقافة المصرية مركزها ضعيف.

فانتشرت المعارك الصغيرة وأصبح هناك تجاهل المبدعين، عدم الاهتمام بالأدب الجديد وتحولت الثقافة إلى خدم لسلطة العسكر التي تقود البلد وهذه هي أكبر المعارك.

 

وما هو الحل كي تستعيد مصر وضعها الثقافي؟

لكي تستعيد الثقافة المصرية عافيتها وتواجه الخطاب الديني المتوحش، يجب أن يهتموا بالتعليم وعودة دور المدرسة والجامعة، فالإهتمام بالتعليم يدفع إلى الاهتمام بالقوانين والحياة السياسية والحزبية وفي النهاية خلق مجتمع مدني تمثل الثقافة فيه النخبة وتقوم القوى الناعمة بتقديم مصر للعالم وخاصة مع امتلاك الشعب المصري للموهبين، لكن الأدوات والنظام السياسي يقف حائل أمام التغير.


ما هي مشاريعك القادمة ؟

أنا حزين على نفسي لأني أحب القراءة أكثر من الكتابة واكتشفت أن ذلك عبئ، لأنه إذا كانت الكتابة حاضرة على صوباعي وأمامي كتاب جيد أهمل الكتابة لقراءة الكتاب، فأنا أؤمن أن القراءة ورشة للتغير والكاتب الذي يتوقف عن القراءة يتوقف عن الإبداع الجيد.

وحاليًا أنا أنجز  كتاب" 20 قمر على حجر غلام" ومعي خطط لأعمال كثيرة، وعدد  من المشاريع مكتوبة تحتاج أن أنظر إليها تنفيذًا لوصية خيري شلبي الذي كان  كان يقولي :"يا واد هتعمل ايه قدام ربنا وتقول لربنا ده مكتبناش وموتنا".


شاهد الفيديو...



اقرأ أيضًا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان