رئيس التحرير: عادل صبري 06:32 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

"كتاب النحات" رواية جديدة لـ"عبد اللطيف"

"كتاب النحات" رواية جديدة لـ"عبد اللطيف"

أ ش أ 22 يوليو 2013 11:18

صدرت أحدث روايات الكاتب المصري والمترجم الشاب أحمد عبد اللطيف، عن دار "آفاق" حيث يؤسس الكاتب لعالم لا يحاكي إلا نفسه بساقين مغروستين في الأرض الزلقة للمثيولوجيا الإنسانية.


يخلق صاحب "صانع المفاتيح" و"عالم المندل" قصة خلق تخصه، وتليق بتجربته وتصوره للفن، مؤسسا للعالم وفق شرطه الجمالي، وليس كمحض انعكاس لأي مرجعيات جاهزة تقع خارجه.


كتاب النحات، ليست مجرد رواية جديدة للكاتب الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الرواية، فهو يحيك قصة، بطلها نحاتٌ متوحد في جزيرة.


 ويستعير النحات شخوصه من أفكاره وتصوراته، تلك القادمة من ظلال شخوص قابلته في حياته السابقة، ليصنع تماثيل من الطين لن تلبث أن تتنفس.


وتتوسل الحكاية لتدشين عالمها بأكثر من مستوى لغوي، وبتعدد ثري في أصوات شخوصها المتشابكة، وفوق ذلك، باستفادات عميقة من موروث المخيلة الإنسانية ونصوصها الكبيرة لخلق عالم حكائي عجائبي، يبقى قادرا على الإحالة للأسئلة المصيرية التي عرفها الإنسان: الحب والموت، الزمن وماهية الإله، وفوق ذلك: الذات الإنسانية في هشاشتها وهزيمتها حتى لو اتحدت بالمطلق.


ويقول الروائي طارق إمام حول رواية "كتاب النحات" إن كتابات أحمد عبد اللطيف، يحمل البطل على الدوام ملمحين:إنه بالضرورة مفارق، سواء انطوى على موهبة فائقة لا يتمتع بها الآخرون، أو افتقر تماما للموهبة بما يجعله أيضا مفارقا للآخرين.


أما الملمح الثاني فهو أن البطل في كتابة عبد اللطيف قادم مباشرة من العزلة والاغتراب، حتى يكاد يكون تحققًا فنيًا للفردية في شكلها الأفدح.
كان "صانع المفاتيح"، في الرواية التي حملت نفس العنوان، شخصا وحيدا، وموهوبا استثنائيا على هامش بلدة غارقة في الاعتياد، وكانت فتاة "عالم المندل" قبيحة حد أنها نتوء حقيقي في نسيج العالم الأنثوي.


وتابع: لن تجد في نصوص أحمد عبد اللطيف مكانًا مسمى يمكن العثور عليه مباشرة في الواقع، وبقدر ما يتأسس المكان (مدينة، قرية، جزيرة) بملامح خاصة تمنحه قوامه وكثافته، فإنه يظل عصيا على إحالة مرجعية سهلة الفض.


وقال إمام لا تحاول في العالم السردي لأحمد عبد اللطيف أن تصر على تحديد اللحظة التاريخية بوضوح، فلن يمكنك ردها لسياق تاريخي بعينه يمكنك عبره البحث عن ظلال جاهزة للحكاية تقع خارجها.


وأضاف، وفي "كتاب النحات"، نرى تمديدًا لهذه الخيوط، في سياق نص أكثر تعقيدا من سابقيه، لغويا ورؤيويا.


هذه المرة، المكان نفسه يجري تأسيسه عبر الحكي بحيث نجد أنفسنا أمام جزيرة، هي أقرب ليابسة مهجورة تنتظر الخلق. هنا لن يكون البطل فحسب هامشا على متن العالم، لكنه الهامش الذي يبتلع العالم ليصير هو العالم.


ولأنه نحات، فعمله يقوم على محاكاة الشخوص التي عرفها، ليعيد تشكيلها من الصلصال، وما تلبث المخلوقات أن تتحرك، تخطو في عالمها الجديد محملة بمواريث عالمها الأول، المتروك.


 لكننا في الوقت نفسه أمام "كتاب" حيث لا يكتفي النحات بصب خيالاته، بل يلجأ لكتابتها، إنه تصور كبير يمسك بما تطرحه الرواية من تصورات، حيث "النحت والكتابة وجهان لنفس العملة، جسد وروح.. مامن ذكرى تأتي إلا بصحبة عبارة، كلنا في نهاية الأمر، محض عبارة مستقرة في ذهن أحد".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان