رئيس التحرير: عادل صبري 11:16 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

معرض تونس الدولي للكتاب يقاوم الإرهاب

معرض تونس الدولي للكتاب يقاوم الإرهاب

ميديا

بانر معرض الكتاب بتونس 2015

معرض تونس الدولي للكتاب يقاوم الإرهاب

05 أبريل 2015 19:28

تتزامن الدّورة 31 من معرض تونس الدّولي للكتاب الذي افتتح يوم 27 مارس الماضي مع ما شهدته تونس مؤخرا من أحداث إرهابية، طالت متحف "باردو" الوطني، وراح ضحيتها 24 قتيلا، من بينهم 21 سائحا من مختلف الجنسيات وجرح 46 آخرين.

 

ولم تكن الدّورة الحالية للمعرض الذي يختتم اليوم الأحد بمنأى عن المستجدات التي عرفتها البلاد حيث تناولت بعض الأنشطة والندوات موضوع الإرهاب كمسألة أساسية تعاني منها أغلب شعوب الأرض في هذه الحقبة الزمنية.

 

وأعلن المعرض في عدد من بياناته وندواته أن المبدعين والفنانين العرب والمشاركين متمسكين بالثقافة كإبداع ثقافي إنساني راق، وإضافة رفيعة إلى قيم السلم والحوار وتقديسا للحق في الحرية معبرين عن وقوفهم إلى جانب تونس في محنتها ورفضهم القاطع للعنف والإرهاب.

 

المشاركون في الندوات عبروا في أكثر من بيان عن رفضهم لظاهرة الإرهاب واعتبروها "خطر لا دين له ولا جنسية ولا انتماء"، مشيرين إلى أن الإرهاب سليل عقليات التطرف والتأويلات المتحجرة التي لا تقوم على معرفة ولا على علم ولا على أخلاق.

 

مثقفون ومبدعون عرب رأوا أنه لا سلاح ضد العنف والإرهاب، إلا الثقافة والتربية وتنشئة الإنسان على قيم التسامح والحوار وقوة الحجة لا على حجة القوة والعنف.

 

وحل كل من الشاعر السوري أدونيس والروائية المصرية نوال السعداوي ضيفا شرف على الدورة الـ31 لمعرض تونس الدولي للكتاب.

 

وقالت هادية مقدم عضو الهيئة التنظيمية لمعرض الكتاب إنه "على الرغم من الأحداث الخطيرة التي مست جانبا هاما من الثقافة والحضارة التونسية، إضافة إلى التأثير في الاقتصاد التّونسي بعد عملية باردو، إلا أنه كان لهذا الحادث انعكاس إيجابي".

وأوضحت أن "الكثيرين تحدوا كل ذلك وأبوا إلا أن يأتوا إلى تونس ويشاركوا في هذه الدورة الاستثنائية، حتى أن عددا منهم أبدى رغبة كبيرة في زيارة المتحف الوطني بباردو والتعبير عن التضامن التام مع تونس".

 

وأضافت مقدم في السياق ذاته أنه "تم منع عدد من الكتب ودور النشر من قبل إدارة المعرض (رفضت ذكر أسماءها)، على اعتبار أن منشوراتها تحمل دعوة إلى العنف والكراهية، وفي المقابل تم استقبال 270 دار نشر للمشاركة في معرض الكتاب و100 ناشر تونسي وقرابة 65 ناشرا مصريا وآخرين من لبنان وسوريا والأردن وغيرها وكلها تشارك ب 113 ألف عنوانا".

 

ولفتت إلى أن إدارة المعرض أرادت أن تكون الدورة 31 دورة استثنائية ذلك لأن دورة سنة 2013  ألغيت بسبب ما سجلته من تراجع كبير مقارنة بالدورات السابقة. 

 

وهو ما لا يتفق معه المشرف العَام على دار "مكتبة تونس" للنشر (خاصة)، يوسف العياري، الذي اعتبر أيضا أن "إقبال التونسيين على الكتب أضعف بكثير حتّى من الدّورات السابقة وأن التنظيم كان أسوا من السنوات الماضية بالإضافة إلى أن المعرض لم يحظ بالدعاية والإشهار اللازمين".

 

وأضاف العياري أن "إدارة معرض الكتاب اعتمدت على أساليب جديدة لمنع عدد من الكتب من أن تكون حاضرة ومشاركة في هذه الدّورة ومنها (دار الكلمة) المصرية التي منعت على الرغم من أن كتبها لا تدعو للعنف والكراهية كما يزعم البعض بل كلها تشرّع للتسامح والأخوة".

 

وتابع أن "دار الغوثاني السورية المتخصصة في الكتب القرآنية وكتب التجويد منعت أيضا، وهي دور نشر لم تمنع حتى في عهد بن علي (الرئيس التونسي الأسبق أطاحت به ثورة 2011) وأغلبها كتابات إسلامية مقاصدية وفكرية ولا دعوة فيها للعنف والإرهاب."

 

أما عن الإقبال على المعرض قال العياري إن "التونسي هجر الكتاب منذ سنوات وفي كل مرة نحاول حث الصغار والشباب على القراءة وهذا دور آخر من أدوار وزارة الثقافة التي يجب أن تعمل على دعم هذا الجانب."

 

 من جانبه، قال النوري عبيد مدير مسؤول "دار محمد علي" للنشر (تونسية خاصة) لـ"الأناضول" إنه لا يرى فرقا بين هذه الدّورة من المعرض وما سبقها من دورات، معتبرا أن اختيار التوقيت لتنظيم المعرض لم يكن مناسبا فهو تزامن مع آخر يومين من العطلة الدّراسية، وهو ما جعل الإقبال ضعيفا جدّا يقتصر على بعض المثقفين الذين يتابعون الكتاب وبعض العائلات التي تسعى إلى حث أبنائها وترغيبهم في المطالعة.

 

عبيد اعتبر أن النقطة الأساسية التي تعكس سوء التّنظيم هي عدم وجود إدارة قادرة للمعرض وعدم وجود فريق متواصل له يعرف نقائصه وهناته ويحاول في كل مرة تجاوزها وإصلاحها.

 

ورأى عبيد أن الكتاب سيظل على الدّاوم كما عهدنا عدوا للتسلط والعنف والانغلاق والجريمة والإرهاب، فالكتاب لا يختزل في شكله الورقي وإنما وظيفته تتجاوز ذلك إلى دور تعليمي ومناهض لعدد من الظواهر الخطيرة كالإرهاب.

 

ودعا إلى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية من وزارات ودور نشر وغيرها إلى حث فئة الشباب من المجتمع على الإقبال على الكتاب ولو بتطويعه لمتطلبات العصر من تطور تكنولوجي وتقنيات حديثة وعدم التسليم بأن الكتاب قد هجر وانتهى الأمر.

 

وشهدت الدورة ال 31 من معرض الكتاب مشاركة وزارة الثقافة والسياحة التركية للمرة الأولى بالمعرض.

 

وقال نزار كرا، مسؤول الجناح التركي بالمعرض إن "هذه أول زيارة لنا لتونس في إطار معرض الكتاب وجلبنا معنا أكثر من 3 آلاف عنوانا حول مواضيع متعلقة بالسياحة والتاريخ والآداب التركية وكلها ستقدم هدايا لزوار معرض تونس الدولي للكتاب باللغة العربية والتركية والفرنسية والإنجليزية".

 

 ولعل أبرز ما يميز الدورة الحالية للمعرض هو تخصيص جائزة أفضل ناشر، إضافة إلى الجائزة الكبرى المعتادة لمعرض تونس الدولي للكتاب في الإبداع والدراسات والترجمة.

اقرأ أيضًا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان