رئيس التحرير: عادل صبري 07:43 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فلسطينيو الأراضي المحتلة: حفلة "الجخ" تطبيع.. وتضيّع نضالنا

فلسطينيو الأراضي المحتلة: حفلة الجخ تطبيع.. وتضيّع نضالنا

ميديا

بوستر لحفلة هشام الجخ في الناصرة

بعد الإعلان عنها

فلسطينيو الأراضي المحتلة: حفلة "الجخ" تطبيع.. وتضيّع نضالنا

محب عماد 01 فبراير 2015 17:41

 

جدلاً كبيرًا أثير بعد طرح البوستر الرسمي لحفل  الشاعر المصري "هشام الجخ" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن المقرر أن يحيها يوم 11 فبراير المقبل في قاعة "أوديتريوم ماريوسف" في الناصرة، تحت عنوان "معًا لإلغاء التأشيرة بين الدول العربية".

تطبيع

العديد من النشطاء الفلسطينيون اعتبروا زيارة "الجخ" للناصرة تطبيع مع الاحتلال، فبحسب المحامية والناشطة السياسية "سهير أسعد"، أن الموضوع ليس مجرد زيارة، بل هو المنزلق الخطير جراء تراكم سلسلة الحفلات والنشاطات الثقافية التطبيعية في المدن الفلسطينية المحتلة في الآونة الأخيرة، بحسب تعبيرها، وأن مثل هذه الحفلات تحوّل وجود إسرائيل في ذهن ووجدان الوطن العربيّ إلى كيان طبيعي يمكن التواصل في ظله، بتأشيرته وشروطه وضمن السقف الذي يحدّده لهوية المتواصل وطابع هذا التواصل.

وتؤكد "أسعد" أن قدوم الفنانين العرب بذريعة التواصل الثقافي مع الفلسطينيين في الداخل لا ينزع صفة التطبيع عن الزيارة، وتستطرد: فامتحان التطبيع هو ليس العلاقة مع إسرائيل أو مع الإسرائيليين، بل هو التطبيع مع وجود إسرائيل ذاتها ومع كونها شرعيّة، حين يتوجه العرب لسفاراتها لتلقي تأشيرة حتى لو كانت وجهتهم الفلسطينيين والفلسطينيات.

 

شرعنة الاحتلال

وتطالب "أسعد" الفنانين العرب أن يكون التواصل مع فلسطينيي الداخل ضمن الشرعي والمتاح في الظروف المعقّدة الحالية، وتستطرد: إن التواصل الذي نتوقعه من الوطن العربيّ هو تواصل مع نضالنا ضمن سقفنا وثوابتنا، وتتساءل: فكيف يتم شرعنة فرض الفنانين العرب للغير طبيعي من تعامل مع الكيان الصهيوني والدخول إلى الأراضي المحتلة بتأشيرته؟!، وكيف نتوقع من الأوروبي أن يرفع سقف مناهضته لإسرائيل بينما نشرعن للعربي التراجع عن الحد الأدنى والانزلاق نحو خفض سقف النضال باسم التواصل؟!"

وتؤكد أن لمصر وشعبها بعماله وفلاحيه وحركاته النقابية والسياسية وفنانيه تاريخ في النضال ضد الصهيونية، ورفض التطبيع، وأن عندما يأتي هشام الجخ وغيره فإنهم يضربون بكل ذلك عرض الحائط ويخرقون إجماع شعبي عربي تاريخي على رفض أي تعامل مع الكيان الصهيوني وسفاراته.

 

تحت سقف الاحتلال وبتأشيرته

وتتفق "حلا مرشود"، الناشطة في الحركة الطلابية الفلسطينية، مع سهير أسعد، قائلًا إن بغض النظر عن نية أي الفنان، وحتى لو كان وجهته الشعب الفلسطيني، اتخاذ هذه الخطوة والقدوم الى الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت سقف الاحتلال وبتأشيرة منه فهذا يعتبر تطبيع.

وتستطرد "مرشود" مؤكدةً أن الأهم من ذلك هو البعد النفسي وكسر الحاجز الذي بني بين الشعوب العربية و"دولة اسرائيل"، فمثل هذه الزيارة تحول الكيان الصهيوني الى شيئًا طبيعيًا في أذهان العرب، حتى حين يتعامل معه تعامل بيروقراطي قد يعتبر بسيط، بحسب تعبيرها.

وعن معنى التطبيع، تقول "مرشود" إن التطبيع هو ليس فقط التعامل مع اسرائيل، انما هو تطبيع وجود هذا الكيان، فبالرغم من أن التواصل الثقافي ،وقد نختلف حول تعريفه، هو حق شرعي لفلسطينيي الأراضي المحتلة، فإنهم لن يقبلوا أن يدفعوا هذا الثمن الباهظ في سبيله.

 

تطبيع "إسرائيل" نفسها

وبخصوص الزيارة يقول "خليل غرّة"، الناشط في الحركة الطلابيّة الفلسطينية، إن الزيارة الواحدة لن تؤدي إلى تطبيع العلاقات، بل إلى تطبيع “إسرائيل” نفسها، وإن هذا اختلاف جوهري يسعى فلسطينيو الداخل إلى إيصاله للعرب، كما أن سلسلة هذه الفعاليات وتراكمها يؤدي إلى تطبيع العلاقات.

وعن رفض هذه الزيارة، يقول "غرّة": القضية الأساسية هي أننا نرفض نحن والوطن العربي أن نتعامل مع “إسرائيل” معاملة عادية طبيعية، لأن بكل بساطة إسرائيل كيان استعماري إحلالي، سرق أرض فلسطين بقوة السلاح، ولذلك نرفض هذه الزيارة لأن الطبيعي ليس بحاجة إلى تعريف، أي أن نسافر من حيفا إلى بيروت ومن يافا إلى القاهرة.

ويؤكد "غرّة" أن السؤال الصحيح الذي يجب أن يُطرح هو لمارسيل خليفة ولمظفر النواب ولزياد الرحباني وللسيدة فيروز ولأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام؛ هل تواصل فنان عربي مع الفلسطينيين أكثر منهم؟ السؤال يوجه إليهم؛ لماذا لم يأتوا إلى فلسطين ولا مرة؟!

وعن أهمية الدور المصري في حملات المقاطعة، يستطرد "غرّة" أن مصر تواجه مخطط لتصدير الغاز من الكيان الصهيوني إلى مصر والأردن، ولذلك فالقضية الفلسطينية في أمس الحاجة إلى الصوت الوطني المصري الرافض لإسرائيل ولشرعنة وجودها.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان