رئيس التحرير: عادل صبري 08:47 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

"البساط" تروى حكايات شعوب عربية تحت الاستبداد

"البساط" تروى حكايات شعوب عربية تحت الاستبداد

أ ش أ 27 يونيو 2013 18:36

لم تكن مسرحية "البساط" مجرد عمل فنى عادى يمكن الاستمتاع به لوقت عابر، ولكن هذا العمل يمس حياة كل عربى يشاهده لانه يعكس بطريقة ساخرة ومؤثرة قصة الشعوب العربية المقهورة بشتى الطرق سواء تحت حكم مستبد أو خاضعة الاحتلال.

وتعد هذه المسرحية تجربة رائدة فى المسرح التجريبى الفلسطينى قدمتها فرقة شبابية من مدينة القدس تابعة لمؤسسة "قدس ارت" التى تم تأسيسها فى العام الماضى. عرضت هذه المسرحية فى أمسية ثقافية أقيمت مساء اليوم الخميس برام الله فى إطار الفعاليات الثقافية التى تقام فى مدينة رام الله خلال الفترة الصيفية.

وقد سردت المسرحية اربع قصص او حكايات مستوحاة من تراث مدينة القدس المحتلة وهى من القصص الراسخة فى التراث الشعبى والثقافى الفلسطينى الملىء بالاصالة التى تعكس طبيعة الشعب الفلسطينى ونضاله المستمر ضد الاحتلال الاسرائيلى منذ أكثر من 60 عاما.

وتناولت القصة الاولى فى العرض وهى بعنوان "حكاية الثلاث بنات " يقمن بغزل الصوف لكسب قوت يومهن، غير ان السلطات الحاكمة بشكل مفاجىء تقرر عدم إستخدام الانوار فى الاوقات المسائية، مما يؤثر على أشغالهن.

ومغزى الحكاية يدور حول كيف ان الحكام بعدما يصلون للسلطة يستبدون بشعوبهم فى شكل قرارات تمس حياة البسطاء من المواطنين بدون توفير البدائل التى من شأنها ان تسير حياتهم اليومية.

والقصة الثانية وهى بعنوان "جزاء الدعاء" وتصور كيف ان بعض المواطنين يتملقون الحاكم ويدعون له رغم ما يعلمون عنه من مظالم بحق الناس وكيف ينتهى بهم الحال الى معرفة الحقيقة وان هذه الخديعة لا يمكنها الاستمرار طويلا.

والقصة الثالثة وتحمل عنوان "العروس الفقيرة" وتتناول العادات الاجتماعية المرتبطة بالزواج والنظر للامور المادية المرتبطة بهذا الامر وكيف أن هذه الامور يجب التخلص منها فى ظل الاوضاع الاقتصادية الراهنة.

والقصة الثالثة وهى بعنوان "الحمار والثعلب والاسد" ومغزاها مرتبط بسياسة المحتل فى كيفية التسلل الى حقوق اصحاب الارض وسلب حقوقهم وإغتصابها مرة تلو الاخرى.

ويقول مخرج المسرحية كامل الباشا لوكالة انباء الشرق الاوسط إن هذه المسرحية تعتبر جزء من مشروع تقدمه مؤسسة "القدس أرت" لتقديم عروض مسرحية مستوحاه من التراث الشعبى المقدسى تمهيدا لنشرها فى كل المدن الفلسطينية.

وأشار الباشا الى ان القصص نابعة من التراث ولكنها مرتبطة بالزمن المعاصر وبالهموم التى تشغل بال المواطن الفلسطينى والعربى بشكل عام وكيفية تعزيز الاجواء الايجابية المطلوبة فى الوقت الراهن فى هذه المجتمعات.

ويشير الى أن الاسلوب المستخدم هو السخرية من هذه المشكلات كوسيلة من وسائل تغيير السلبيات الموجودة فى المجتمعات العربية من خلال المسرح الذى يلعب دورا ويعد وسيلة من وسائل التغيير المطلوب حاليا فى الكثير من المجتمعات العربية.

ويضيف الباشا أن كل قصة من هذه القصص تعالج مشكلة يعانى منها المجتمع الفلسطينى او المجتمع العربى بشكل عام سواء على المستوى الاجتماعى او السياسى.

وأشار الباشا الى ان يتمنى ان تعود مصر الى قيادة الحركة الثقافية فى العالم العربى مثلما كانت دائما لعقود طويلة، لافتا الى ان المهرجانات المصرية كانت دائما محط انظار كل الفنانين والمبدعين العرب.

وأضاف ان مهرجان مثل مهرجان الاسماعيلية ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبى كانت دائما محط أنظار الفنانين الفلسطينيين لطرح أعمالهم امام الخبرة والكوكبة الفنية المصرية، مشيرا الى انه شارك من قبل بمسرحية "قصص تحت الاحتلال" فى مهرجان بالقاهرة عام 2003 وحصل على جائزة أحسن عمل.

وأعرب الباشا عن أمله فى عودة مصر لتتصدر الساحة الفنية وتبقى محافلها الفنية أقوى مما كانت قبل ذلك حيث أن نهضتها الفنية تعمل على دفع دفة الفن فى كل الوطن العربى.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان