“قلبي يا غاوي خمس قارات..زي القرع تمد لبره..وما فيش مرة من المرات تهدى وترسا لك على قارة..من يابانية لأمريكانية، من بارسية لأسبانية..اعقل..اعقل..وأرسيلك على قارة"..عندما تقرأ تلك الكلمات أول ما يأتي ببالك هو صوت الفنان فؤاد المهندس.

وبالرغم من أن فؤاد المهندس لم يكن مطربًا بمعنى الكلمة، إلا أنه استطاع من خلال موهبته وخفة ظله، أن يوظف صوته داخل الأعمال الفنية التي قدمها، فلم يخلو فيلم من بطولته، وإلا وشارك فيه المهندس بأغنية من أدائه وغنائه.

وفؤاد المهندس ممثل مسرحي وسينمائي كوميدي، ومن أعلام الفنانين المصريين، لقب بـ"الأستاذ" لتمكنه وموهبته الفنية التي جعلته قريبًا من جمهوره، فكان يتواصل معهم من خلال المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة.

لم يكن جمهور فؤاد المهندس من الكبار فقط، فقد عشقه الأطفال الذي قدم لهم العديد من الأعمال والأغنيات منها "فوازير عمو فؤاد"، ومسرحية "هالة حبيبتي"، وأغنية "هنوا أبو الفصاد"، و"رايح أجيب الديب من ديله".

كانت بداية فؤاد في عالم الشهرة، عندما أنضم لفريق التمثيل بكلية التجارة، وشاهد مسرحية "الدنيا على كف عفريت" لنجيب الريحاني، فأعجب به وانضم لفرقته المسرحية يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيرًا.

بعد وفاة الريحاني، أنضم فؤاد المهندس لفرقة "ساعة لقلبك" منذ تأسيسها في مطلع الخمسينات، ومن هنا بدأ مشواره الفني.

كان فؤاد المهندس وشويكار من أشهر ثنائيات الكوميدية في السينما والمسرح، وسيطرا على حركة المسرحة لمدة 20 عامًا، وقدموا العديد من الأعمال التي لاقت نجاح جماهيري، ففي المسرح قدموا "إنها حقًا عائلة محترمة"، "سيدتي الجميلة"، "السكرتير الفني"، و"أنا وهو وهي"، وعلى شاشة السينما قدموا "سفاح النساء"، "أجازة غرام"، "العتبة جزاز"، "مطاردة غرامية"، "شنبو في المصيدة"، و"هارب من الزواج".

قدم فؤاد المهندس خلال مشواره الفني ما يقرب من 70 فيلمًا سينمائيًا، أستغل أغلبهم لتقديم رسالة مجتمعية، فقدم مشكلة الملاجئ من خلال مسرحية "هالة حبيبتي"، التي أوضحت سوء المعاملة التي يلقاها الأطفال في الملاجئ، كما قدم مشكلات الأبناء في "سك على بناتك".

كما تعتبر الإذاعة وبالتحديد برنامج "ساعة لقلبك" نقطة انطلاقه لفؤاد المهندس، الذي قدم خلالها شخصية "محمود" المثقف المغلوب علي أمره بسبب زوجته الجاهلة المزعجة والتي جسدتها الفنانة خيرية أحمد.

توفي فؤاد المهندس في 16 سبتمبر عام 2006، عن عمر يناهز 82 عاماً على إثر أزمة قلبية مفاجئة وحادة للغاية، نتيجةً لفزعه الشديد جداً بعد مشاهدته سقوط جزئي لسقف غرفة النوم بمنزله، نتيجة نشوب حريق هائل بها نجا منه بأعجوبة كبرى.

اقرأ أيضًا: