"إحنا القلب الي طاير متشعبط في الحياة.. مهما نلف ف دواير.. زي الريشة ف هوا.. راجعين أقوى وطايرين".. لحظة انتظرتها منذ 19 عامًا، برهنت خلالها أن الروح هي التي تدوم، ورغم اختفائها طوال السنوات الماضية كانت دائمًا الغائب الحاضر لجمهورها، ومع أول ظهور لها على الشاشة لمعت في سماء الفن وكأنها لم تغب للحظة عن الساحة الفنية.. إنها شريهان" target="_blank">الفنانة شريهان.
ملحمة فنية متكاملة
في 4 دقائق، حكت شريهان على طريقتها بالاستعراض، قصة حياتها من بدايتها الفنية ونجاحها وتعرضها لمشاكل صحية عاشت بسببها معاناة خلال 32 عامًا كانت مليئة بالصعوبات والتحديات.
أعادت شريهان، الجمهور إلى فوازيرها مع أول أيام رمضان 2021، من خلال إعلان لإحدى شركات الاتصالات، بعد غياب طال لسنوات، لتبث رسالة أمل لكل المحبطين أن بالصير والجهد والإداردة يمكن تجاوز أي محنة.
وبملحمة فنية متكاملة، شاهدنا شريهان، في استعراض مليء بالحيوية والأزياء والاستعراض والرسالة، لتعلن عودتها للساحة مجددًا، وتتصدر مؤشر محرك البحث "جوجل"، وتريند مواقع التواصل الاجتماعي.
نوستالجيا.. النجاح والألم
على موسيقى فوازير "ألف ليلة وليلة" ظهرت شريهان كعادتها وكأن الزمن توقف عندها، لتجسد قصة حياتها، وحادث السيارة الذي تعرضت له نهاية مايو عام 1989، خلال عودتها من الإسكندرية، وكان أن يودي بحياتها، حيث أصيبت وقتها بكسور مضاعفة في الحوض والعمود الفقري.
وظهرت في المشهد، وهي تقود سيارة لترتفع بعدها لأعلى وتسقط لتعاني لسنوات من كسر في الظهر، لتخضع وقتها للعديد من جلسات العلاج الطبيعي، وبعدها عادت لتقدم مسرحية "شارع محمد علي".
كما ظهرت شريهان، وهي في غرفة العمليات والأطباء من حولها، بعد أن داهمها مرض السرطان.
لاقت الأغنية إعجاب الجمهور، خاصة وأنها كلماتها تشعل الحماس وتحمل رسائل الأمل والتحدي، وجاءت وهي من كلمات منة عدلي القيعي، وألحان إيهاب عبدالواحد، وتوزيع موسيقي للموسيقار أمين أبو حافة.
لحظة انتظرتها شريهان
بعدما اشعلت شريهان، مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى الإعلان ردود أفعال قوية، وجهت شريهان، رسائل متتالية للجمهور، معبرة عن سعادتها وامتنانها وافتقادها لهم.
وكتبت شريهان، مغردة عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر": "هو العمر فيه كام ثانية ودقيقة وساعة أو شهر وعام لأعيش بكم معكم وبينكم ؟، أنا بعيش لحظة إنسانية صادقة، لحظة إنحناءة شكر من قلبي وعمري لكم جميعًا ودون ترتيب ولا إستثناء، لحظة انتظرتها كثيرًا لرد جميل في رقبتي من سبتمبر ٢٠٠٢، مشاعري كلها متلخبطه لكن سعيدة".
وأضافت: "كنت بكتب، بكتب وبكتب، رسائل كتييير لا يعلمها غير ربي وأبعت لكم وأحلم بثانية إحتضاني و إنحناءة شكر لكم جميعاً، ولكن كلها كانت من طرف واحد.مكنتش عارفه ازاي اقدر اقولها لواحد واحد فيكم و بنفسي!! ولو عليا..كنت عايزه ادخل بيت بيت وزقاق زقاق وشارع شارع وحارة حارة وكل حي ومدينة وقرية".
وتابعت: "في هذه الأيام الكريمة وهذا الشهر العظيم، عايزه اقولكم أنا متشكرة أكتر من جداً، حبتوني احترمتوني احتضنتوني وبحبكم ودعائكم شفيتوني ولسه بتشفوني ... شكراً و ١٠٠ مليون إنحناءة شكر وقبلة على جبين كل واحد بدايةً من أصغر مولود ومواطن مصري وصولاً لآخر انسان في العالم .. شكراً".
وأكملت رسائلها المؤثرة: "مابقاش فيه كلام ولا معاني كلمات في قاموسي ممكن تشرحلكم وحشة روحي و قلبي لكم وخاصةً في هذا الشهر الكريم، والحقيقة في حبكم وتقديركم واحترامكم حقيقي خلص الكلام "لكن" مخلصش ما في قلبي وروحي ورسالتي لكم، والقادم قادم بكم أجمل، وأثق في إرادتكم وقوتكم وعزيمتكم، أثق في عموم الإنسان، أثق فينا معاً فأنتم أو نحن الحياة بجميع تحدياتها".
اختتمت شريهان: "وأكرر... ما دمنا على قيد الحياة، ومادامت الحياة مستمرة، واليوم سيرحل، وأمس رحل، وغداً بإذن الله قادم فلا يوجد مستحيل، بعيش بكم ملحمة حب عظيمة أكبر بكتير من قوتي وقدرتي ومقدرتي الإنسانية، شريهان منكم وبكم ولكم للأبد.. حبكم حياة، رمضان كريم.. شريهان".
حاضرة رغم الغياب
احتلت شريهان، مواقع التواصل الاجتماعي، واحتفى الجمهور بعودتها على الشاشة بكلمات من الثناء والترحيب، مثل "عادت الأسطورة بنفس الروح"، "مرحبًا بأيقونة الفن"، "شريهان الجميلة المبهجة".
ولم يغفل الجمهور، التعليق على شعر شريهان، التي ظلت محتفظة بجماله ورونقه وطوله طوال هذه السنوات، ليكون لوك ظهورها مثل ما أطلت به على الجمهور طوال مسيرتها الفنية التي بدأتها في الثمانينيات.
كما أشاد الإعلامي عمرو أديب، بظهور الفنانة الكبيرة شريهان، وقال في تدوينه عبر "تويتر": "الوحيدة اللي نجحت تقومني من على الفطار سيبت كل حاجة ووقفت قدام التليفزيون زي الأطفال.. شريهان وبس".
وأضاف مازحًا: "طبعًا رجعت أكمل أكل تاني".
ونشرت الإعلامية بوسي شلبي صورًا لشريهان، وكتبت: "عادت شريهان بقوتها وجمالها وشياكتها نورتي رمضان يا أميرة ألف ليلة وليلة".
وقالت الفنانة رانيا يوسف: "نورتي شاشتك من تاني".
كتبت شيرين رضا: "وحشتينا أوي أوي شيريهان، وأحلى مفأجاة في رمضان هي ظهورك على الشاشة يا جميلة الجميلات.. كل سنة وأنت بخير وسعادة وصحة".
وقالت الفنانة إليسا: "كنا ننطر رمضان لنفرح بشيريهان، والسنة إختصرتي سنين وسنين بدقايق قليلة، ما أجملك بكل تفاصيل قصتك، وبكل لمعانك ونجوميتك! كل سنة وإنتي بخير".
عودة قريبًا
كان هذا الإعلان بريق أمل، لعودة شريهان، لجمهورها وللساحة الفنية، وهو ما سيتحقق قريبًا بعرض مسرحية "كوكو شانيل" التي انتهت الفنانة من تنفيذها قبل 4 سنوات.
كشفت شريهان، أن مسرحية الأسطورة كوكو شانيل، ستعرض قريبًا جدًا على قناة من أقوي وأعظم القنوات في الشرق الأوسط".
وكان من المقرر أن تطل شريهان على جمهورها من خلال 13 عرضًا مسرحيًا استعراضيًا تتناول قصص حياة شخصيات نسائية أثرت في التاريخ، من بينهن: الممثلة والمغنية الأمريكية مارلين مونرو، ومصممة الأزياء الفرنسية كوكو شانيل، وماري، وكولن، ورابعة العدوية، وحتشبسوت، وأنديرا غاندي، وذلك ما أعلنته شركة العدل جروب في 2017.
لكن شريهان، أوضحت مؤخرًا، أن عقدها مع شركة العدل جروب انتهى منذ سنوات وفترة طويلة جدًا ولم يسفر عنه إلا مسرحية واحدة فقط وهي "كوكو شانيل".
نجومية لا تنطفيء
شريهان، موهبة غير عادية فتاة لم تتجاوز العشر سنوات، استطاعت أن تشق طريقها للنجومية بسرعة البرق، لتتربع في قلوب الجماهير بفنها وحضورها، لتصبح ماركة مسجلة في رمضان.
في 6 ديسمبر عام 1964، أعلنت شريهان بصرختها عن مولد فنانة استعراضية وممثلة شاملة، وهي في العاشرة من عمرها التحقت بمدرسة البالية، وفي نفس الوقت انطلقت في مسيرتها الفنية بالمشاركة في مسلسل "المعجزة" عام 1973، لتثبت نفسها في عالم الفن.
حضور الطفلة شريهان، فتح أمامها باب الشهرة، لتشارك في فيلمي "قطة على نار"، و"نصف دستة أشرار"، ، لتواصل مسيرتها الفنية بالعديد من الأعمال، وتحجز مكانًا في عالم السينما مع كبار النجوم، ومن أبرز أفلامها: "خلي بالك من عقلك"، "قفص الحريم"، "العذراء والشعر الأبيض"، "رحلة هادئة"، "بطل الدوري"، "دعوني أعيش"، "الخبز المر"، "المتشردان"، "ريا وسكينة"، "الطوق والأسورة"، "كريستال"، "عرق البلح".
وعلى خشبة المسرح أبهرت الجمهور باستعراضتها وتمثيلها، وقدمت مسرحيات: "سك على بناتك"، "شارع محمد علي"، "المهزوز"، "أنت حر"، "علشان خاطر عيونك".
تألقت شريهان، بتقديمها للفوازير الرمضانية، وتوهج بريق نجوميتها خاصة بتميزها في الاستعراضات، لتثبت أنها فنانة على جميع المستويات: "تمثيل، غناء، رقص، بالية"، ومن أشهر فوازيرها: "حاجات ومحتاجات"، "فوازير حول العالم"، و"ألف ليلة وليلة".
وكانت آخر فوازير رمضان قدمتها شريهان في عام 1993، باسم "حاجات ومحتاجات"، بينما كان آخر ظهور فني لها على شاشة السينما من خلال فيلم "العشق والدم" من إنتاج 2002، وشاركتها بطولته الفنان الراحل فاروق الفيشاوي.