"بالإرادة نصنع الحياة" جملة كتبها ذوي الاحتياجات الخاصة بإبداعهم الذي خطف أنظار الجميع ليأكدوا أنهم يستطيعوا أن يكونوا جزء من هذا المجتمع ويدمجوا وسط المجالات المختلفة، بل ويبرهنوا ويسطروا نجاحهم، ليدون في ذاكرة التاريخ.

لم تكن الإعاقة دومًا عائقًا لعيش الحياة والتفرد فيها، لكن بـ"التحدي والمشاركة" تلين الصعاب، وبالإرادة يتحقق الحلم، وبالصبر والمصابرة يصل الإنسان إلى مبتغاه.

وشهدت الآونة الأخيرة، تفرد ذوي الاحتياجات الخاصة ليبرهنوا للجميع أنهم ذو مواهب خاصة في جميع المجالات الفنية والرياضية، والتعليمية أيضًا.

وبعد أن عانى ذوي الاحتياجات الخاصة سنوات وسنوات من التهميش، تغير الوضع وتبدل وأصبح نظر العالم مرتكز عليهم لير نجاحهم يومًا بعد يوم ليكونوا نموذج يحتذى به، وذلك بعد اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بذوي الهمم، ليتم دمجمهم في المجتمع ويشاركوا في العديد من الفعاليات والبطولات.

 

 

 

وداعًا شبح اليأس

 

"طه حسين، عمار الشريعي، والشيخ إمام عيسى".. رغم إعاقتهم إلا أنهم أمنوا بأنفسهم وقدموا أعمال فنية خلدت في ذاكرة الجميع، ليرفع الجميع القبعة لهم ولموهبتهم.
 

وهناك نماذج كثيرة في المجتمع وجدت سبيلها في النجاح دون أن يسيطر شبح اليأس على قلوبهم أو عقولهم، فوجدنا أصحاب الهمم على المسرح يعزفون ويغنون، وعلى خشبة المسرح رفع لهم الستار وتعالت سقفات الجمهور والهتافات المشجعة، ليخضوا تجربة من نوع جديد وينافسوا مشاهير الفن ويدخلون عالم الدراما...

 

تحدي بأنغام الموسيقى

 

فتيات صنعن النور من الظلام، وأخرجن الأمل من رحم اليأس، ليتمايل الجمهور على أنغام موسيقاهم التي أطربت الجميع واستطاعت أن تعبر بهم للمشاركة في فعاليات عالمية.

على مدار 40 عامًا، استطاعت أوركسترا النور والأمل، التي تأسست عام 1981 على يد الراحلة د. سمحة الخولي، تقديم الموسيقي الكلاسيكية الغربية بالإضافة إلى الموسيقي الشرقية المتطورة.

على إيقاع الآلات الموسيقية الوترية والنحاسية والخشبية والنفخ والإيقاع، عزفت كفيفات أروكسترا الوفاء والأمل على مسارح الدولة ودار الأوبرا المصرية، كما عزفت في أهم المحافل الدولية، منها: الحفل المقام باليونيسكو بمناسبة الذكرى الستين للإعلان العالمى لحقوق الإنسان بباريس، إحتفالات اليوم العالمى للموسيقى بمدينة "كوفريه" مسقط رأس مؤسس طريقة "برايل" الشهيرة في تعلم المكفوفين.
 

وحصلت الفرقة على عدد كبير من الجوائز منها: "درع الجمعية النسائية الاجتماعية الثقافية"، ودرع المخيم العربي السادس للمكفوفين"، وطدرع دولة الإمارات العربية المتحدة".

 

شمس الإبداع تشرق 

 

المواهب كالكنوز دائمًا ما تكون مدفونة، وإخراجها يسيرًا بعد اكتشافها، لكن يجب أن توجه في الإتجاه الصحيح.

وبزعت موهبة التمثيل في عدد من أصحاب الهمم، لتأت المبادرة من البيت الفني للمسرح، بتأسيس فرقة "الشمس"، أول فرقة مصرية متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وتأسست فرقة الشمس عام 2018، بقرار من وزارة الثقافة المصرية، وتضمن القرار تولي الفنانة المصرية وفاء الحكيم إدارة الفرقة، لتبدأ رحلة عنوانها الأمل والعمل المبدد لكل الصعاب.

كان الهدف من تأسيس الفرقة دمج ذوي الهمم بالوسط الفني في مصر، لإنتاج فنانين حقيقيين يملكون أدواتهم جيدًا وإنتاج أعمال فنية بشكل دائم، لا بهدف جذب التعاطف، ولا فقط تسليط الضوء عليهم، لكن لإيمان الدولة بأن داخل كل فرد منهم قدرات تحتاج إلى ما يحركها فقط".

 

لا تضم فرقة الشمس، ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بل يشاركهم فنانون آخرون، بهدف أن يندمج ذوي الهمم وسط فرقة مسرحية كأي فرقة أخرى تابعة للبيت الفني للمسرح .

 

وانطلقت فرقة "الشمس" تحت شعار "النور منكم ولكم" تناقش قضايا هذه الفئة وأحلامها، وقدمت عروض ممسرحية منها: "العطر"، "ورد وياسمين"، "أحلم شتوية"، و"أنتيكا".

 

 

 

منافسة نجوم الفن 

خطف ذوي الاحتياجات الخاصة، الأنظار، بنجاحهم في المجال الفني، ليخوضوا تجربة جديدة في عالم التمثيل.

عالم ذوي الاحتياجات الذي يجهل أغلبنا تفاصيله، سيتم اقتحامه من خلال مسلسل درامي أبطاله من ذوي الهمم، يزاوج بين قصص حقيقية تم جمعها من خلال تجارب أبطال المسلسل، وأخرى خيالية، تناقش قضايا التنمر والتهميش في عالمين يسيران بشكل متوازي.

يشارك  أبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في المارثون الدرامي الرمضاني 2021، بمسلسل يحمل اسم "القضية 404".
 

يناقش المسلسل قضايا ذوي الهمم في المجتمع، وأبطاله جميعًا من تلك الفئة، ويتكون من 10 حلقات، وسيتم عرضه على منصات التواصل الاجتماعي.


 

خرجت الفكرة للنور، مع تدشين مبادرة عالم موازي للفنون المعاصرة، بهدف الدمج في مجال الفن والميديا لذوي القدرات الخاصة، في 2019، حسبنما أشار المخرج محمد الأنصاري في تصريحات صحفية.

 

استوحت قصص المسلسل، من حياة الأبطال الحقيقة، داخل قوالب درامية تركز على قضايا ذوي الإعاقة، مع ربطها بالقضايا المجتمعية، مثل قضية السيطرة علي المؤسسات الأهلية واستغلال ذوي الإعاقة من خلالها، ، كما يبرز المسلسل الداعمين الأساسيين لذوي الهمم في رحلة معاناتهم في الحياة.

ويهدف المسلسل إلى تعميم الدمج الحقيقي لذوي القدرات في المجتمع ومناقشة قضاياهم، بهدف التفكير في حلها ورفع المعاناة، بالإضافة إلى دمجهم في الوسط الفني، وحصولهم على عوائد مالية مقبل عملهم الفني.

 

 

"القضية 404"  من تأليف رامز عباس، وهو كاتب أصم من ذوي الهمم، وإعداد محمد الصباغ، وإخراج محمد الأنصاري، ويشارك في بطولته السباح محمد الحسيني صاحب تجربة عبور بحر المانش في عام 2017، والمعروف إعلاميًا بـ"سباح المانش"، ويجسد شخصية موظف من أصحاب متلازمة داون في أحد الشركات، ويتولى إجراء مقابلات العمل بالمكان كرسالة من القائمين على العمل الفني بقضية دمج ذوي الإعاقة في أماكن العمل.
 

كما يشارك في المسلسل، "هبة أسعد" أول مضيفة طيران من أصحاب متلازمة داون، و"مريم وجيه" أول طالبة داون سندروم بكلية الفنون الجميلة، و"يحيى عماد" أول الطلاب من أصحاب متلازمة داون بالمعهد العالي للبالية بأكاديميه الفنون، و"سارة طه" ممثلة مسرحية من قصار القامة، و"محمد حمدي" أول متسلق جبال من من أصحاب متلازمة داون، و"مادونا" أول ممثلة صماء وأول طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية من ذوي الهمم، ويشاركهم عدد من شباب السوشيال ميديا ومشاهير تطبيق "تيك توك" الجديد منهم: محمد هشام وعمر شاور والتؤام هيكل، بهدف دمج أصحاب الإعاقة بالأشخاص العادية في كافة مجالات المجتمع ومنها الفن.