رئيس التحرير: عادل صبري 06:23 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

سمير الفيل: «نداهة» تجذبني للكتابة.. وأفك بها شفرة الحياة (حوار)

سمير الفيل: «نداهة» تجذبني للكتابة.. وأفك بها شفرة الحياة (حوار)

ميديا

الكاتب سمير الفيل

سمير الفيل: «نداهة» تجذبني للكتابة.. وأفك بها شفرة الحياة (حوار)

حوار- آية فتحي 12 يناير 2021 13:42

اقترن اسم الروائي سمير الفيل بأدب الحرب على مدار مشواره الأدبي، وبعدما قدم مشروعا شعريا في بداياته، انتقل للرواية بعد ذلك خاصة مع عمله الأول" رجال وشظايا"، فيما تحول ديوانه الأول " الخيول" إلى عرض مسرحي بعنوان " غنوة للكاكي ".

 

حاز الجمل جائزة الدولة التشجيعية سنة 2016، وبعدها بعام فاز بجائزة يوسف أبورية في القصة القصيرة.

 

وينافس "الفيل" بالمجموعة القصصية "أتوبيس خط 77"، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية فرع كبار الأدباء، ولذلك كان لنا معه الحوار التالي...

 

  ما هو رد فعلك على وصول المجموعة القصصية "أتوبيس خط 77" القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية فرع كبار الأدباء؟

 في أي مسابقة أتقدم لها ، أضع الاحتمالين في اعتباري: الفوز أو عدم التوفيق. في هذه المسابقة كانت النتيجة المبدئية محل سعادة لي لكون الجائزة ذات صدى طيب وسمعة حسنة في الواقع الثقافي، وهو ما مثل لي نوعا من التقدير، أتمنى أن أكون قادرا على الوفاء بالتزاماته المعنوية على الأقل.

 

 وإلى أي مدى تمثل لك الجوائز الأدبية أهمية؟

 بدأت حياتي الأدبية في أجواء حرب الاستنزاف سنة 1969، ولم تشغلني الجوائز وقتها لظروف الحرب، وكنت أكتب الشعر لكن أول جائزة كانت في نفس العام، وبالتحديد ديسمبر 1969، وخلال مؤتمر الأدباء الشبان بالزقازيق.

 

أتصور أن الجائزة الأولى في مسابقة أعدتها مجلة "صباح الخير" عن قصتي "في البدء كانت طيبة" مثلت أمرا حسنا فقد كانت القصة الأولى التي أكتبها عن تجربة القتال االميداني في حرب أكتوبر، واستعنت في الكتابة ببرديات فرعونية من موسوعة العلامة سليم حسن "مصر القديمة" وهو سفر عظيم، ثم توالت الجوائز ومن بينها جائزة الدولة التشجيعية 2016، وجائزة يوسف أبورية 2017 ، وقبلها جائزة يوم المسرح العالمي 1983.

 

وما هي تفاصيل عملك المنافس "أتوبيس خط 77

 تتكون المجموعة القصصية "أتوبيس خط 77" من نصوص تعالج فكرة التحولات الاجتماعية في الحارة المصرية من خلال علاقات الحب والزواج والطلاق، وفيها تسلل لمناطق مسكوت عنها في الحارة المصرية حيث السفر والغربة، والاحتيال على "لقمة العيش"، والهروب من المسئولية، والأخطاء التي يرتكبها أبطال نصوصي بلا قصد فتحول حياتهم إلى شبكة من العثرات الروحية التي تسلب منهم الأمن والطمأنينة فيظلون يبحثون عن سعادة غائبة لا تتحقق لهم أبدا.

 

 إذا تحدثنا عن البدايات .. يمتد مشوارك الأدبي منذ سنوات عديدة وحتى الآن.. أي المراحل كانت الأصعب؟

كل مرحلة في الكتابة هي اكتشاف، وإعادة قراءة للجوهري دون العابر، وفي نفس الوقت الالتفات إلى ضرورة تحديث اللغة، وتطوير الأسلوب، والتطرق لموضوعات تمس القلب الحي الموار بالحركة، وملامسة الحياة الصعبة التي تعتصرنا، وتمثل لنا عقبات يصعب تخطيها دون فقد جوانب روحية حاكمة.

 

كيف أثر عملك كمدرس على إبداعك الأدبي؟ أو العكس؟

كل تجربة حقيقية في الحياة تمد الكاتب بمادة معرفية تسعفه حين يمسك القلم للكتابة. التدريس يدخل في نسق الخبرات الحياتية وقد كان من ضمن أبطال نصوصي محاربون، وموظفون، عمال، وحرفيون كما احتلت المرأة مساحة واسعة في قصصي القصيرة، كما حددت ذلك الباحثة هبة مبارك زغلول في رسالتها الجامعية عني، رسالة ماجستير من جامعة الأزهر بالإسكندرية، بعنوان" الفن القصصي عند سمير الفيل: قضاياه وسماته الفنية".

 

 لماذا تأسرك دائما الكتابة في أدب الحرب؟

 دخلت الجيش بعد انتهاء حرب أكتوبر بعام واحد، ودفعت إلى كتيبة 16 مشاة، ولها رصيد كبير في العمليات الحربية ضد العدوان الإسرائيلي. ولما كنت قد استمعت إلى حكايات المحاربين فقد سجلت ذلك في أكثر من كتاب، منها رواية "رجال وشظايا" ومجموعة" شمال .. يمين" كما أنني قمت بكتابة مجموعات أخرى عن ظاهرة الحرب كما في مجموعتي "كيف يحارب الجندي بلا خوذة ؟!" ، كذلك" خوذة ونورس وحيد".

 

 بما أنك خضت تجربة الكتابة للأطفال.. ما هي صعوبة العمل في هذا الفن الأدبي؟

 لم أجد صعوبة في التعامل مع أدب الطفل لاستمراري أربعين سنة في التعامل مع الطفل ميدانيا، وقد يستغرب القاريء حين يعلم أنني قدمت مسرحية شعرية سنة تخرجي وعملي بمدرسة الإمام محمد عبده حيث قدمت " العودة" وكان بطلها هو فكري العتر الذي يعمل حاليا أستاذا لعلم النفس بجامعة القاهرة وهو الابن الأكبر لصديقي الشاعر الراحل محمد العتر.

 

أما الأستاذة فاطمة المعدول فقد أخرجت لي مسرحية "الأرجوز" بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي سنة 1974. وفي حياتي العملية قدمت مئات المسرحيات لمدارس محافظة دمياط، وكنت أكتب لها الأشعار خصيصا وعن طريق الأعمال المشتركة اكتشفت عشرات الملحنين في المدارس منهم: ماهر وليم، محمد الحلواني، صلاح عبدالرازق، ويمنى طوبار، أمل عبدالسميع، وغيرهم.

 

ما بين الكتابة الروائية والشعرية وكتابة القصص القصيرة.. إلى أيهم يميل قلمك؟

 بدأت شاعرا، أيام حرب الاستنزاف حين قدمني عبدالرحمن الأبنودي في كفر البطيخ. يومها تعرفت على إبراهيم رجب، ملحن أغنية " يا بيوت السويس" وأنجزت خمس دواوين قبل أن انعطف للقصة القصيرة، وقدمت فيها 18 مجموعة قصصية حاولت فيها تطوير أدواتي وتقديم تجارب تخرج بي من النسق التقليدي للدائرة الحداثية. وأظنني نجحت في ذلك إلى حد كبير لاسيما في ثلاث مجموعات هي "الأبواب" ، و"اللمسات" وكذلك في "فك الضفيرة".

 

أما في الرواية فتجربتي فيها لا تتعدى ثلاث روايات لكنها كانت مشحونة بالتجريب إضافة إلى روايتين تحت الطبع هما "نظارة ميدان" و" ابتسامة يناير الحزينة " وحول الروايات قدمت الباحثة حنان سمير الأشقر رسالة ماجستير حول البنية السردية في رواياتي ونوقشت أواخر العام الماضي بكلية آداب دمياط، وحصلت بها على تقرير امتياز.

 

إذا كان لكل كاتب هدف من إبداعه.. فما هو هدف الكتابة لديك؟

 ليصدقني القاريء حين أجيب بأنني لا أعرف لماذا أكتب؟! هناك نداهة تجذبني للكتابة واستسلم لها تماما حيث تحقق لي الكتابة المتعة وتمدني بأعمار إضافية.

 في البداية كنت أعتقد أن الكتابة تغير المجتمع وفي فترة الشباب اعتقدت أن الكتابة تهدف لرصد علامات التحول في الواقع بغية تثويره. وحاليا قلت أحلامي وأكتفي بكوني أرى في الكتابة قدرا من محاولة فك شفرة الحياة. قد أنجح في ذلك أو أخفق.

 

ولي رؤية لفكرة الكتابة وهي أن أي كاتب يرنو لرسم خريطة المستقبل عليه أن يكون قد حدد انتمائه واصطف في شريحة يعتقد أنها تحقق الوطنية ورسالة الحق والعدل والجمال، وإلا سقطت نصوصه بموته وبالتالي غيابه عن الساحة الثقافية.

 

من وجهة نظرك كيف أثرت جائحة كورونا على الأدب؟ أو كيف ستؤثر؟

نصوص قليلة لي تسللت فيها "جائحة كورونا" لمتن النص، وأرى أن العمليات الكبرى في الحياة كالميلاد والموت، الحروب والأوباء، الجائحات الكبرى تسهم بشكل ما في رسم خريطة الأدب غير أن على الكاتب أن لا ينساق للطابع الدعائي أو المباشر وأن يكون قريبا كل القرب من فكرة التفاعل الحي الخلاق مع الواقع بتحولاته المفاجئة والملحة.

 

ما هي مشاريعك الأدبية المقبلة؟

خلال فترة الانقطاع الأول لكورونا، أنجزت 65 نصا سرديا، أعمل حاليا على تصنيفها وتبويبها ومحاولة جمع النصوص المتشابهة لتصدر في ثلاث مجموعات قصصية متتالية، والعناوين المقترحة هي " قهوة على الرائحة"، و" جرح النافذة "، و"دمى حزينة".

أتمنى أن تكون النصوص حية، ممتعة، صادقة صدقا جارحا ،  تعكس ما يعانيه الواقع من عثرات، وقلقلة، وإشراق يمثل ضوءا يظهر عند نهاية النفق.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان