تحاول المنصة العالمية نتفيلكيس زيادة شعبيتها في العالم، وذلك من خلال تقديم أعمال بلغات مختلفة ومحاولة اختراق صناعات سينمائية شهيرة.
زادت Netflix من استثماراتها في صناعة السينما النيجيرية التي تسمى بـ Nollywood، وتعلن نتفيليكس عن خططها عبر حسابها على تويتر " NetflixNaija" .
تنوي شركة البث الشهيرة تقديم هذه سلسلة من ستة أجزاء والتي سيديرها المخرجون المحليون أكين أوموتوسو ودانييل أورياهي وسي جي أوباسي.
بداية اهتمام نتفيليكس
لم يكن اهتمام Netflix بالسينما في ناجيريا وليد اللحظة ، بل بدأ منذ عام 2015 ، حيث اشترت عدد من الأفلام الشهيرة مثل Kunle Afolayan ، و Biyi Bandele’s Fifty والعديد من الأفلام الأخرى ، بعد أن تم توزيعها بالفعل في دور السينما النيجيرية.
خلال مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2018 ، قدمت Netflix أول فيلم أصلي من نيجيريا، ورأى الكثيرون في ذلك بداية حقبة جديدة في العلاقة بين واحدة من أكبر منصات البث في العالم وصناعة الأفلام الأكثر إنتاجًا في إفريقيا.
القرصنة في نيجيريا
في عام 2014 ، بلغت قيمة نوليوود 5.1 مليار دولار وشكلت 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا، ويعمل بها عدد كبير من السكان بعد الزراعةا التي تأتي في المرتبة الأولى.
وتحاول نتفيلكيس أن توفر لصناع السينما النيجيريين استراتيجية لمكافحة التأثير السلبي للقرصنة في نيجيريا، وهي المشلكة التي تعاني منها السينما منذ سنوات.
أدت القرصنة إلى تآكل عائدات التوزيع بشكل كبير وكان المنتجون يواجهون صعوبة في توزيع أفلامهم، والتي منعت نوليوود من ترسيخ اقتصادها ورفع جودة إنتاج الأفلام.
فعلى مدار سنوات طويلة سرق القراصنة أرباح صانعي الأفلام النيجيريين ، وأوقفت هذه الخسائر الإمكانات الكاملة للصناعة ، حيث يواجه صانعو الأفلام صعوبة في جذب التمويل للمشاريع الطموحة.
صناعة Nollywood
تختلف نوليوود كصناعة سينمائية عن نظيرتها في العالم، ففي العشرون سنة الماضية تم تداول الأفلام النيجيرية على أشرطة فيديو وأقراص مضغوطة، وذلك بسبب اختفاء السينمات، نتيجة للأزمة الاقتصادية الكارثية التي أثرت على نيجيريا في الثمانينيات
مؤخرا أصبح هناك ما يقرب من150 شاشة عرض لما يقرب مائتي مليون شخص، و غالبًا ما تكون دور السينما الموجودة باهظة الثمن بالنسبة لمعظم السكان الذين اعتادوا شراء ومشاهدة أفلام Nollywood عندما تم توزيعها على الأشرطة.
وتشير التقارير أن الوصول إلى أفلام Nollywood عبر القرصنة أو أماكن العرض المحلية، هي الاستراتيجية الرئيسية التي تتبناها أكبر نسبة من المشاهدين النيجيريين، بسبب الثمن الغالي للسينما ودور العرض.
الإنترنت
لا يزال الاتصال بالإنترنت في نيجيريا ضعيفًا ومكلفًا للغاية لضمان سهولة الوصول إلى منصات البث، و تدرك Netflix هذه المشكلة وتستثمر في البنية التحتية لتأمين اتصال أفضل لجمهورها النيجيري.
من المحتمل أيضًا أن تكون هناك استثمارات جديدة في إنتاج المحتوى والبنية التحتية، الأمر الذي يساعد نتفيليكس" للوصول إلى أفريقيا من أفلام " نوليوود".
تساؤلات حول تطوير الصناعة
المنتجون النيجيريون يهتمون في الغالب برفع جودة أفلام نوليوود، يريدون تقديم محتوى أفضل لجمهورهم والوصول إلى الشاشات العالمية.
ويطرح تواجد "نتفيليكس" في السينما تساؤلات منها :"هل صناع أفلام نوليوود وأصحاب المصلحة على دراية بنظام حقوق الملكية ؟هل ستحصل Nollywood على قيمة لمواردها الإبداعية الغنية عند التفاوض عبر الترخيص ومنصات المعاملات الأخرى؟ إلى أي مدى ستحمي قوانين الملكية الفكرية النيجيرية - خاصة قوانين حقوق النشر الخاصة بها - أصحاب صناعة Nollywood في التعامل مع Netflix ؟
وهل سيستفيد هؤلاء الأشخاص من Netflix ، لمواصلة الاستثمار في محتوى عالي الجودة؟ أم أن Netflix والشركات الدولية الأخرى ستنتهي بالسيطرة على الصناعة؟