تسحر اﻷفلام والمسرحيات القديمة العين والقلب، وتظل بعتقها تحمل العديد من الذكريات لجميع اﻷجيال، وستبقى  دائمًا الأفضل واﻷرقى في تاريخ السينما العربية، ويبحث عنها عشاقها من مختلف الثقافات.

وإيمانًا بهذا المبدأ أقدم محمد الديب، حفيد الفنانة جمالات زايد والفنان محمد الديب، وقريب الفنانة معالي زايد (ابنة خالة والده)، على تلوين جواهر السينما المصرية القديمة ومعالجة صورها، وتقديمها للعشاق.

أوضح حفيد الأسرة الفنية في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أن فكرة تلوين الأفلام العربية القديمة راودته بعد أن أراد أن يُحيي مرة أخرى تلك اﻷفلام،  خصوصًا بعد تقدم علوم الكمبيوتر بشكل كبير في آخر 10 سنين و قدرتها على معالجة البيانات بالذكاء الصناعي.

 وأكد "الديب" أنه يقيم في بلجيكا منذ ما يقرب الـ 8 أعوام، بغرض الحصول على الدكتوراه في معالجة الصور والذكاء الصناعي، لذلك تخدمه دراسته في تنفيذ مشروعه الخاص بتلوين الأفلام، بالإضافة إلى انغماسه ونشأته في أسرة فنية.

وقال "الديب" إن هدفه هو إحياء التراث القديم، وجلبه بثوب جديد للمشاهد، وخاصة أن هناك الكثير من اﻷفلام القديمة التي شاهدها المشاهد أكثر من عشرات المرات و لم يمل منها، بل تكاد أن تكون محفوظة عن ظهر قلب.

واستطرد "الديب" : إلى جانب هذا، الجيل الجديد قد  لا يبدي اهتماماً ليرى تلك الأفلام القديمة نظراً لقدمها و عدم حداثة ألوانها المنحصرة في اﻷبيض واﻷسود فقط، وهنا أتى دورونا لكي نعيد بناء ألوان تلك اﻷفلام والمسرحيات القديمة ونضفي عليها طابع الحداثة بألوان تكاد تكون قريبة من الواقع الحي باستخدام أحدث وسائل علوم الحاسوب و البرمجة.

وأشار "الديب" إلى أنه يعاونه في تنفيذ فكرته فريق عمل يعمل على تطوير و بناء منظومة عمل ذكاء صناعي، تعمل على تلوين اﻷفلام بشكل شبه آلي بدون تدخل منهم في التلوين.

تتوقف تكلفة التلوين حسب ما كشف عنه "الديب" على عدة عوامل، مثل مدة الفيلم، جودة الصورة، ججم الصورة، وتعدد التكلفة منخفضة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي.

كما يستغرق الفيلم القديم من الديب وفريق العمل مدة تتراوح ما بين أسبوع إلى ثلاث أسابيع، ويتوقف ذلك  على نسخة الفيلم بشكل كبير، من حيث الجودة تحديدًا.

أسس "الديب" صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تحمل عنوان "أبيض وأسوج بالألوان القديمة" للترويج للأعمال التي يتم تلوينها، موضحًا أنه يتم اختيار اﻷفلام التي يعمل عليها هو وفريق العمل بناء على ما يتلقوه من طلبات اﻷعضاء في مواقع التواصل الاجتماعي،والفيلم الذي يحظى باهتمام كبير يقوموا بتنفيذه.

وعن أهم الصعوبات التي تواجههم قال "الديب"  : هي إدخال قدرة الحقائق التاريخية للذكاء الصناعي في التلوين، مثلا لون الطربوش في مصر باﻷحمر و لكن الذكاء الصناعي يقوم بتلوينه بالكحلي الغامق، ونعمل على تطوير قدرة الذكاء الصناعي في معالجة  هذه الحقائق و لكنها قد تتطلب الكثير من و الوقت للوصول لدقة عالية.

وتابع الديب : بالإضافة إلى ذلك تقابلنا بعض المشاكل المتعلقة بحقوق الملكية، وحدث ذلك بالفعل عندما قمنا برفع العديد من اﻷعمال و لكن الفيس بوك و اليوتيوب قاموا بحذف تلك اﻷعمال لعدم `إمكانية إعادة مشاركتها أو استخدام المواد الفنية لها، وكحل وسط لهذه المشكلة قمنا بمشاركة ما قمنا بتلوينه من أفلام عن طريق مقاطع قصيرة.

وأعرب "الديب" عن طموحه بأن يصلوا ﻷكبر عدد من المشاهدين، والمحبين للأفلام القديمة؛ لكي يستمتعوا بما يقوموا بتلوينه، و يروا اﻷفلام القديمة بشكل جديد و روح جديدة، بعد الاعتماد على خاصية الذكاء الصناعي.