تشغل قضية المخطوفين والمختفين قسرًا في لبنان، صناع السينما، ورغم مرور نحو عقدين على انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية إلا أن تلك القضية الشائكة ما زالت محور الاهتمام وتضم العديد من القصص والحقائق لإثارتها سينمائيًا.
وتستقبل دور العرض السينمائية في العالم العربي فيلم "مفقود" للمخرج بشير أبو زيد، لكن يتعذر إطلاق الفيلم في تونس، بسبب قرار وزارة الثقافة بإغلاق السينمات مرة أخرى بعد أن كانت من أولى الدول عربيًا في استئناف عودة السينمات للعمل، وذلك لتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا.
وكشفت MAD Solutions؛ الشركة المنتجة لفيلم "مفقود" عن الإعلان الرسمي للعمل؛ ويعد أول فيلم روائي طويل لمخرجه بشير أبو زيد؛ يسلط الضوء على مصائر مفقودي الحرب الأهلية في لبنان.
وقال المخرج بشير أبو زيد: "بعد انتهاء الحرب في لبنان، بات مصير آلاف اللبنانيين مجهولاً، ودائماً ما أغراني أن أسأل: أثناء انتظارها، كيف تتذكر الأم مفقودا أصبح الآن في الغياب؟ آخر مرة رأته؟ ماذا قال؟ لون جواربه قبل خروجه؟ ميعاد عودته؟ كم انتظرت؟ كم من مرة ركضت إلى الباب وتوهمته راجعاً؟.
وأضاف: "مازلت أتذكر امرأة قابلتها أثناء بحثي في الفيلم، أخبرتني يومئذٍ كم أضناها الانتظار، وبأنه سهوًا يصبح من الأسهل أن يتلقى المرء خبر موت من يحب، على أن يعيش معلقاً إلى حبل الشك والانتظار".
ويحكي الفيلم قصة "ساري" الشاب الذي رغم مرور سنوات على اختطافه، لم يستطع نسيان تفاصیل المرة الأخیرة التي رأى فیھا أمه، لم ينس عيناها وكلماتها عندما طلبت منه ألا ينظر إلى الوراء أبداً.
الآن، بعد سجنه بتھمة قتل صدیقه، یحاول "ساري" أن یثبت برائته كي یخرج ویكمل رحلة بحثه عن أمه، لكنه لا یملك الأدلة الكافیة لیثبت أنه لم یقترف الجریمة، وخلف جدران السجن يخوض رحلة طويلة الأمد إلى ماضيه، أعمق ذكرياته وهويته الحقيقية.
يشار إلى أن، أفلام المخرج بشير أبو زيد؛ القصيرة اختيرت للمشاركة في المهرجانات حيث حصلت على إشادة دولية، ومنها: "كلش" وهو مشروع تخرجه يتناول أحداث حربية مصورة بتقنية اللقطة الواحدة لمدة 30 دقيقة، وحتى الآن نافس الفيلم وحصل على جوائز في أكثر من 15 مهرجانًا دوليًا.
وعمل بشير في إنتاج الأفلام القصيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وتشمل خبرته في صناعة الأفلام مهارات الإنتاج وتصميم الإنتاج والتأليف والإخراج.
وانتهى بشير أبو زيد، مؤخرًا، من فيلمه القصير "إدريس" وهو من تأليفه، إنتاجه وإخراجه.