رئيس التحرير: عادل صبري 09:55 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

كل ما تريد معرفته عن «بيتر هاندكه» الفائز بجائزة نوبل للأدب 2019

كل ما تريد معرفته عن «بيتر هاندكه» الفائز بجائزة نوبل للأدب 2019

ميديا

الكاتب النمساوي بيتر هاندكه

كل ما تريد معرفته عن «بيتر هاندكه» الفائز بجائزة نوبل للأدب 2019

آية فتحي 10 أكتوبر 2019 15:46

"لقد فاز بجائزة هذا العام بسبب أعماله المؤثرة، التي تستكشف، عبر نص استثنائي، أبعاد الحدود الإنسانية والخصوصيات الإنسانية"  بهذه الكلمات أعلنت الأكاديمية السويدية، اليوم، الخميس الموافق 10 أكتوبر عن فوز الكاتب النمساوي بيتر هاندكه بجائزة نوبل للأدب 2019.

 

في يوم السادس من ديسمبر عام 1942  استقبل منزل جريجور زيوتس "الجد" في جريفن في مقاطعة كيرنتن، مولد الطفل بيتر هاندكه، الذي أخفت عنه العائلة سر كبير عن نسبه فأمه ماريا هاندكه تعرفت في عام 1942 على إريش شونيمان موظف البنك المتزوج وحملت في بيتر، لكنها قبل ولادته تزوجت أدولف برونو هاندكه محصل ترام وجندي في الجيش، لم يعرف بيتر بهذه الحقيقة إلا قبل إتمام الثانوية.

 

كان للحرب العالمية الثانية وقعها على عائلة "هاندكه" ففي عام 1944 ظهرت آثار الحرب في جريفن،  ورحل الأهالي ذوي الأصل السلوفيني إلى معسكرات التجميع وغزيت منطقة فدائيو تيتو،  إلى جانب سقوط القنابل، الأمر الذي دفعهم إلى السكن في بانكوف الواقعة في القسم السوفييتي من بريلن الأكثر دمارًا، وبعد ذلك عبور الحدود إلى النمسا مرة أخرى بطريق غير شرعية لعدم وجود جوازات سفر لديهم، فقد عبروا مختبئين في عربة شحن..

حُفرت تلك التجارب القاسية في ذاكرة الطفل "هاندكه"، إلى جانب الحياة القروية الريفية التي عاشها وتخللها عمله في بعض المهن والذهاب إلى الكنيسة واحتفالات الذبح ولعب الورق، وتناول هاندكه هذه الانطباعات فيما بعد في كتبه.

 

دراسة " بيتر هاندكه" كانت لها بصمة بارز في مشواره، وخاصة في تكوينه اللغوي، حيث درس اللاتينية واليونانية والإنجليزية وكذلك الإيطالية والسلوفينية،  التحق بيتر في سبتمبر 1948 بالمدرسة الشعبية في جريفن حتى سبتمبر 1952، وبعد الصف الرابع انتقل إلى المدرسة الأساسية في جريفن وظل بها مدة عامين، ثم التحق بمدرسة تانتسنبرج الكاثوليكية الداخلية.

 

بدأت علاقة " بيتر هاندكه" بالكتابة الأدبية مع تلك المدرسة، حيث كتب نصًا من ستة صفحات بعنوان "حياتي – الجزء الثاني"، ثم استمر في كتابة نصوص قصيرة لمدة عامين،  وقد شجعه أستاذ له هو راينهارد موزار على الكتابة وكان يقدر موهبته الأدبية، وفيما بعد أثر فيه أستاذه حين دفعه إلى دراسة القانون لأن ذلك ذلك سيمنحه وعيا بالحقائق.

 

عشقه للقراءة كان سبب لتركه تلك المدرسة الداخلية، فقد ضبط يقرأ كتبا ممنوعة لجراهام جرينه، مما دفعه إلى اتخاذ قراره بنفسه والعودة إلى جريفن، أنه لم يعد يحتمل نظامها القسي وقداساتها الصباحية وقائمة المحظورات الطويلة، ثم التحق بعد ذلك  بمدرسة ثانوية في كلاجنفورت عام 1959 .

 

في عام  1963 تبلور النشاط الأدبي  له، وذلك بعد أن تعرف على ألفريد هولتسنجر الذي كان يرأس قسم الأدب والتمثيليات الإذاعية في راديو جراتس، كتب برامج للراديو في شتى الموضوعات، فكان يكتب عن كرة القدم وجيمس بوند وأفلام الرسوم المتحركة وغيرها. فقد كرس قلمه في تلك الفترة للاهتمام بالظواهر المختلفة المؤثرة على الجماهير وجرب أسلوبا جديدا في الكتابة يتماشى مع موضوعاته.

 

وفي نفس العام تعرف "هاندكه" أيضا إلى ألفريد كولريتش، الذي كان يصدر المجلة الأدبية manuskripte ، ونشر فيها هاندكه أولى نصوصه بدءًا من عام 1964، وفي نفس الوقت  كان قد بدأ في كتابة روايته الأولى "الزنابير".

 

ولن يصدق أحد أن صاحب نوبل اليوم رفضت روايته من أحد دور النشر، فبعد أن أقام مع صديق قديم في الجزيرة اليوغسلافية كرك، ألف جزءا كبيرا من صياغته الأولى للرواية، والتي أذيعت في خريف 1964 في راديو كلاجنفورت، لكنه نقحها وصاغها مرة أخرة في يناير 1965، رفضت دار نشر لوخترهاند نشر الرواية قبلت دار نشر زوركامب في صيف 1965 نشرها

 

بعد ذلك وجد بيتر هاندكه أنه حان الوقت لترك الدراسة والتفرغ للأدب، ليصبح العام التالي لنشر روايته هو عام الشهرة له، فقدمت له مسرحيات كلامية واستقبلها النقاد بشكل إيجابي، وأصبح بعد ذلك  نجما شعبيا للمشهد الأدبي الألماني. وفي عام 1966 تلقت رفيقة هاندكه وزوجته اللاحقة الممثلة ليبجارت شفارتس عرضا للعمل في مسرحيات الجيب في دوسلدورف. ولذلك فقد انتقل كلاهما في أغسطس 1966 إلى هناك.

 

أثمرت إقامته في دوسلدروف في إنتاج أدبي حيث نشر في تلك الفترة روايته البائع المتجول في عام 1967 ومسرحيته الكلامية كاسبار (عرضت للمرة الأولى في 11 مايو 1968 في فرانكفورت بإخراج كلاوس بايمان).

 

وفي عام 1968 انتقل الزوجان إلى برلين حيث ولدت ابنتهما أمينا في 20 أبريل 1969، وفي عام 1969 اشترك هاندكه في تأسيس دار نشر فرانكفورت للكتاب،  وفي عام 1970 انتقلت الأسرة إلى باريس، ثم انفصل عن زوجته وأهتم بابنته.

 

عانت أم "هاندكه" من الاكتئاب المرضي، وجسد ذلك في بعنوان محنة في عام 1972, وحولت إلى فيلم سينمائي في عام 1974، بعد ذلك عرفت الجوائز الأدبية طريقها إليه  فحصل على جائزة شيلر 1972 في مانهايم، وجائزة جيورج بوشنر من الأكاديمية الألمانية للغة والأدب 1973 في دارمشتات، وبعد عام صدرت مسرحية الأغبياء ينقرضون 1974 وعرضت في زيورخ، وفي نفس الفترة قام المخرج فيم فيندرزصديق هاندكه ورفيق دربه بتحول حركة خاطئة إلى السينما في عام 1975.

 

عاد إلى النمسا مرة اخرى عام 1979 ، ولم يترك "هاندكه" هذا الأمر يمر مرور الكرام، حيث نشر رباعيته عودة طويلة إلى الوطن. ونشر الجزء الأول الذي يحمل نفس الاسم في 1979، وكان يعني اجتياز ونهاية الأزمة التي ألمات به منذ 1978. وحصل هاندكه في هذا العام على جائزة فرانتس كافكا وكان أول من يمنحها. وكتبت الأجزاء الثلاث الباقية من هذه الرباعية في زالتسبورج.

 

أكثر مرحلة أحاط الجدل بهاندكه في حياته كانت  في عام 1996  عندما نشر وصف رحلة بعنوان "رحلة شتوية في أنهار الدانوب وساف ومورافا ودرينا أو العدالة الصربية" ، حيث اتهمه النقاد بتبرير جريمة الحرب الصربية، حين استخدم هاندكه أسلوبا في انتقاء الكلمات ووصف الأحداث مشابها لأسلوب كتابة التقارير الصحفية العادية.

 

وفي تاريخ 2 يونيو 2006 اعتذر هاندكه بسبب النقاش السياسي المحتدم عن جائزة هاينريش هاينه من مدينة دوسلدورف، وتقدر قيمتها المالية بـ 50 ألف يورو، وكانت تمنح للمرة الأولى،  وقد رفض هاندكه قبول الجائزة ودعي إلى تحويل المبلغ إلى إعانة إلى القرى الصربية في كوسوفو.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان