رئيس التحرير: عادل صبري 01:51 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

على غرار نجيب محفوظ.. روائي عراقي يطالب بمتحف لأدباء بلده

على غرار نجيب محفوظ.. روائي عراقي يطالب بمتحف لأدباء بلده

ميديا

الروائي العراقي محمد خضير

في حديثه مع «مصر العربية»..

على غرار نجيب محفوظ.. روائي عراقي يطالب بمتحف لأدباء بلده

آية فتحي 17 يوليو 2019 17:03

في قلب القاهرة التاريخية، في مكان يحمل روح الأعمال الأدبية التي أبدعها أديب نوبل، والتي تحمل طابعًا مصريًا خالصًا كان سببًا فى وصوله للعالمية، افتتحت وزارة الثقافة المصرية مطلع الأسبوع الجاري متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بحي الأزهر.
 

أثار خبر افتتاح متحف يضم مقتنيات العربي الوحيد الذي نال نوبل للآداب المتوفى عام ٢٠٠٦، إعجاب الروائي العراقي محمد خضير، والذي تمنى أن يكون في بلده متحف مثله للقامات الإبداعية العراقية، وطرح سؤاله قائلًا "الرصافي، الزهاوي، الجواهري، محمود السيد، السياب، البياتي، البريكان، نازك الملائكة، كوران، جواد سليم، محمد القبانجي: أليسوا جديرين بتخصيص مبنى قديم لاحتواء مأثوراتهم وآثارهم؟
 

وصف "خضير" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" المتحف بأنه إنجاز كبير ربما تأخر قليلا، وخاصة أن نجيب محفوظ هرم روائي كبير رسم طريقا واضحًا نحو تأسيس تقاليد روائية مميزة في عالم يعج بالتجارب والاتجاهات، لذا فمتحفه سيكون قبلة لمن يريد الانغمار بخصوصياته التي أنجبت هذه التقاليد.
 

وأعرب "خضير" عن أسفه من خلو العراق من مثل تلك المتاحف قائلًا : يخلو العراق للأسف الشديد من متحف بحجم متحف نجيب محفوظ ونوعه من حيث اختيار المبنى وتأثيثه بآثار الروائي المصري الراحل.
 

وتابع "خضير" قائلًا :  كانت هناك مناشدات كثيرة لإنشاء متحف للشاعر بدر شاكر السياب رائد القصيدة العربية الحديثة، وطولب بإنشاء متحف خاص له في البصرة على نهر شط العرب حيث ولد في قرية جيكور من أعمال أبي الخصيب. تقاعست الحكومات المحلية والاتحادية عن إقامة هذا المتحف لأسباب شتى. جرى إعمار البيت القديم الذي ولد فيه، لكن متحفا كمتحف أحمد شوقي أو جبران لم يقم حتى هذا الوقت.
 

وعن أسباب هذا التقاعس قال "خضير" : أعتقد أن السبب قديم ولا يعود للوقت الحاضر، فقد عجزت الحكومات والمؤسسات الثقافية غير الحكومية عن إرساء تقاليد ثابتة وقوانين صارمة تحمي التراث من الضياع والتلف، وهكذا جرى ببساطة التفريط بمخطوطات السياب ورسائله ومثله الجواهري والرصافي والزهاوي من قبل. كما تناهبت أيدي التجار لوحات الرسامين الرواد جواد سليم وفائق حسن وعطا صبري وغيرهم. ومما زاد الوضع سوءا عدم ارتفاع الوعي الثقافي العام إلى مستوى التوثيق والخزن الضروري للآثار فجرى تهريب أكثر الآثار العراقية القديمة بعد إنهيار الدولة في إثر الغزو الأميركي للعراق في ٢٠٠٣.
 

واستطرد "الوضع في مصر مختلف، إذ لم يمسس المحتجون في أحداث ميدان التحرير في يناير ٢٠١١ موجودات المتحف المصري على قربهم منه وضعف سيطرة الدولة عليه خلال تلك الأحداث. أعتقد أن المتاحف مناطق محايدة أو ممتلكات محرمة في عرف الشعوب الواعية لصفتها الحضارية ووعيها الثقافي. هذا ما لا نلمسه في عراق القطائع العنيفة منذ منتصف القرن الماضي. إذ تعمل كل قطيعة على هدم ما أسسته القطيعة السابقة لها فلا يلبث أثر محفوظ أو حجر مبني إلا ونالته معاول الهدم والانتقام".
 

وأكمل "خضير" قائلًا :لا أدعو مسؤولي العراق الحكوميين وحدهم إلى الانتباه إلى تخلف الوعي الثقافي والمعرفي خصوصا، إنما أدعو أيضا الجهات غير الحكومية وأصحاب الرأسمالية الوطنية والمصارف الأهلية وشركات النفط المستثمرة وهيآت الاتصالات إلى أحياء هذا الجانب والحفاظ على ما تبقى من وثائق وآثار ومبان وشخصيات".
 

وأضاف "خضير" :وربما دعوت منظمات عربية وعالمية كالجامعة العربية واليونسكو ومعهد العالم العربي والمتاحف وغيرها إلى عقد اتفاقات مع الحكومة العراقية ووزارة الثقافة في هذا الشأن. ربما يلزم الأمر عقد مؤتمرات وندوات على نطاق واسع. أما ما اختزنه من نداءات فهي موجهة إلى الجامعات العراقية التي تضم أقساما لتدريس الآثار من دون أن يكون لها مردود إيجابي.
 

واختتم "خضير حديثه" قائلًا "وأخيرا فإني ألفت الأنظار الى الوضع الثقافي العربي عموما ومدى ترديه وتخلفه. فالعراق ليس إلا عينة مما أنتجته الحروب وفوضاها وكوارثها المادية والنفسية".
 

يذكر أن متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بدأ العمل على تأسيسه عام 2016 ويتكون من طابقين الأول به قاعات للندوات، مكتبة سمع بصرية، مكتبة عامة، مكتبة نقدية تضم أهم الأبحاث والدراسات عن أعمال نجيب محفوظ، أما الثاني يضم جناحًا للأوسمة والشهادات التي نالها الراحل، وآخر لمتعلقاته الشخصية مع بعض الأوراق بخط يده وقاعة المؤلفات التي تضم جميع أعمال نجيب محفوظ بطبعاتها القديمة والحديثة إضافة إلى الأعمال المترجمة إلى جانب قاعة للسينما وعدة قاعات أخرى تحمل أسماء "الحارة - رثاء - أحلام الرحيل - أصداء السيرة - تجليات ونوبل".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان