"قبة الهوا" أحد المعالم الأثرية الشهيرة التي تتميز بها أسوان، وتطل على منظر خلاب للنيل، ويحرص الكثيرون على زيارتها للتعرف على تاريخها عن قرب وللاستمتاع بالمناظر الخلابة للنيل.
وتقع "قبة الهوا" على الضفة الغربية للنيل بارتفاع 130 مترًا فوق سطح الأرض أعلى مقابر النبلاء، وأطلق عليها الأهالي قبة "أبو الهوا"، نسبة إلى أحد الأولياء الصالحين بالعصر الفاطمي والملقب بـ"سيدي أبو الهوا"، الذي يُشاع وجود مقبرته أعلى الجبل الغربي بالقرب من القبة، التي كانت تستخدم خلال العصور القديمة كأبراج حراسة ومراقبة لتأمين حدود مدينة أسوان وتأمين حركة التجارة في النيل.
ونجحت البعثة الأثرية الإنجليزية التابعة لجامعة "برمنجهام" والعاملة بمشروع قبة الهوا بأسوان، في الكشف عن 6 مقابر ترجع إلى عصر الدولة القديمة مختلفة الأحجام.
وقال الدكتور مصطفى، وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: إن المقابر المكتشفة تختلف في أحجامها حيث تترواح أبعادها ما بين 190 x285سم، 352 x 635سم.
وأوضح أن اثنين من المقابر ذات مدخل محفور فى الصخر، وواحدة لها مدخل سليم ومكتمل تمام ومغلق بالأحجار، ومدخل لغرفة الدفن الخاصة بها مغلق بعناية بجدار من الطوب اللبن.
وأشار إلى أن بالرغم من أن المدخل سليم ومغلق، إلا أنها تعرضت للنهب في العصور القديمة من خلال اللصوص الذين حطموا الجدار الخلفي لها.
ومن جانبه، قال مارتن بوماس؛ مدير المشروع "قبة الهوا" ومدير متحف الثقافات القديمة في جامعة "ماكواري" في سيدني بأستراليا، إنهم عثروا أيضًا داخل أحد المقابر المكتشفة على أجزاء من قناع جنائزي، وتميمة معدنية صغيرة تظهر الإله خنوم، وكمية كبيرة من الفخار التي لايزال بعضه محتفظ بمحتوياته القديمة التي تعود للعصر المتأخر.
وأشار عبدالمنعم سعيد؛ مدير عام آثار أسوان، إلى أن جميع القطع المكتشفة تم نقلت إلى المخزن المتحفي بأسوان.
والجدير بالذكر أن، مقابر نبلاء قدماء المصريين توجد في ثلاثة طبقات على ارتفاع في وسط الجبل، وفاق عدد المقابر من عهد قدماء المصريين 100 مقبرة، وكان مدفونًا فيها نحو 1000 شخص من رجال ونساء وأطفال ؛ يعود أغلبهم إلى عهد الدولة القديمة و الدولة الحديثة.
تتميز قبور قبة الهوا بأنها كانت لنبلاء ومحافظي منطقة النوبة والأعيان العاملين في تلك المنطقة من عهد الفراعنة، وهي حجرات محفورة داخل الجبل، مزينة الجدران، ومختلفة الأحجام والتصميمات، وتجسد صورًا من الحياة المعتادة أيام قدماء المصريين: مشاهد ذبح الأبقار، وتزاور الأقرباء والأصدقاء، صيد السمك، ثيد الطيور وحاملي النبال وموسيقيين وغيرها.