رئيس التحرير: عادل صبري 06:33 مساءً | الاثنين 07 يوليو 2025 م | 11 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بعد مشهد «والمصحف مسيحي».. أفلام في عصمة النيابة

بعد مشهد «والمصحف مسيحي».. أفلام في عصمة النيابة

ميديا

جانب من فيلم طلق صناعي

بعد مشهد «والمصحف مسيحي».. أفلام في عصمة النيابة

"أبانا الذي في السموات، أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، يا يسوع بن الرب، تولنا في من توليت، لا تجعلنا مثل النصارى واليهود ولا الظالمين، بسم الصليب قنا واصرف عنا شر ما قضيت، والمسيح الحي قنا عذاب القبر، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد".. مشهد في فيلم "طلق صناعي" تسبب في ملاحقته باتهامات ازدراء الأديان. 

لم يكن يعلم صناع فيلم "طلق صناعي"، وهم يعرضون الحيل الذي يلجأ لها المصريين سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، أنها ستؤدي بهم في نهاية المطاف إلى ساحة المحاكم. 

ليتقدم المحامي عبدالرحمن عبدالباري الشريف؛ الأمين العام للجنة الحقوق والحريات بالجيزة، ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، يتهم فيه القائمين على فيلم "طلق صناعي"، بإزدراء الدين الإسلامي والمسيحي معًا.

جاء البلاغ بسبب مشهد الفنان محمد جمال الذي يؤدي دور "شنودة" بالظهور على أنه مسيحي، وردد فيه: "أبانا الذي في السموات، أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، يا يسوع بن الرب..."، وفي نهاية المشهد قام الممثل برسم الصليب، فقالت له إحدى الممثلات: "انتوا كلكم كدابين كده"، فرد عليها بسخرية: "والمصحف مسيحي". 

وعن رأي الدين في هذا المشهد، قال الدكتور علي الأزهري؛ عضو هيئة التدريس بالأزهر، في تصريح خاص لـ"مصر العربية"، إن هذا المشهد فيه تهكم على الدين الإسلامي والمسيحي وخروجًا عن التعليم الصحيحة. 

وأشار علي الأزهري، إلى أن مقصد من كتب سيناريو الفيلم السخرية من العقائد والعمل على طمس الهوية الدينية لكلا الطرفين على حد سواء، ومن ثم فيجب معاقبته وفقًا لقانون ازدراء الأديان .

وفي المقابل، يرى الناقد طارق الشناوي، أن على النيابة تحري الدقة فيما يقدم لها من بلاغات من هذا النوع.

وعن المشهد الذي وجه له الانتقاد في فيلم "طلق صناعي"، أوضح طارق الشناوي لـ"مصر العربية"، أنه لا يسئ للدين الإسلامي أو المسيحي بل هو يقدم شخصية انتهازاية تتواجد في المجتمع، فهي شخصية درامية لا تمس الأديان.

وأشار إلى أن الدولة جعلت النيابة تقوم بدور المحتسب وهي كانت وظيفة قديمة منتشرة لمحاسبة كل من يعتدي على الدين، مؤكدا أن على النيابة أن تقنن من تحويل الأعمال للأزهر.

ولفت طارق الشناوي، إلى واقعة فيلم "الشيخ جاكسون" كان يمكن للنيابة أن توقف الأمر من البداية، إلا أنها استدعت المخرج عمرو سلامة، وأحالته للأزهر ومن بعدها للقضاء، قائلاً :"العصمة الآن في يد النيابة".

 

واختتم حديثه أن بعض المحامين ترفع هذه الدعاوي بهدف الشهرة، ولكن في النهاية تعددت الأسباب والنتيجة واحدة.

أما الناقدة علا الشافعي، فترى أن هذا النوع من القضايا دليل على التراجع الفكري والتخلف الذي وصلنا له.

وأتفقت مع الناقد طارق الشناوي، في وجود عدد من المحامين الذين يسعون وراء الشهرة، ويقدمون بلاغات في أي مصنف فني.

وأضافت، إى عمل فني يعرض في السينمات بعد إيجازته من الرقابة، ولا يجب أن تتدخل أي مؤسسة كانت في العملية الإبداعية.


وهذا البلاغ لم يكن الأول، ليستمر مسلسل اتهامات الأعمال الفنية بازدراء أقدم الأديان السماوية المسيحية والإسلام على الأرض. 

ففي عام 2017 ، قدم بلاغ ضد فيلم "الشيخ جاكسون" بطولة الفنان أحمد الفيشاوي، بدعوى إساءة هذا العمل للدين الإسلامي وذكر المحامي أنه جاء فى أحد مشاهد الفيلم، بصلاة أحمد الفيشاوي كإمام بجموع المصلين، ثم يظهر فجأة مايكل جاكسون المغنى الأمريكي الشهير، وهو يرقص وجموع المصلين، أثناء أداء صلاة الفجر، الأمر الذي يتعارض مع صحيح الدين الإسلامي في مناقشة مثل هذه القضايا. 

وأشار في بلاغه أن الفيشاوي يريد هو ومؤلف العمل والمخرج إثبات وجهة نظرهم بالتشكيك في ثوابت الدين وهوية المصريين مما يستوجب التصدي له ولكل من على شاكلته وبكل حزم وقوة- حسب قوله-.

 

وتهمة ازدراء الأديان تلاحق الفنانين منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الآن، ويعتبر الفنان يوسف وهبي أول من وجهت له هذه التهمة، ففي عام 1926، تعاقد وهبي على بطولة فيلم يجسد من خلاله شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان إنتاج تركي مصري مشترك، إلا أن الأزهر اتهمه بالزندقة، كما هدده الملك أحمد فؤاد حينها بحرمانه من الجنسية المصرية، فبادر بتقديم اعتذارا تم نشره وقتها بالجرائد المصرية.

 

كما واجه المخرج الراحل يوسف شاهين، تهمة ازدراء الأديان، بسبب فيلمه المهاجر بدعوى أنه مستوحى من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث عكس الفيلم تصورا مختلفا لقصة يوسف التاريخية فرام يعيش مع أبيه العجوز في قبيلة فقيرة على أطراف مصر ويرفض الفقر الذي تعيشه قبيلته فقرر الهجرة إلى مصر لتعلم فنون الزراعة يصحبه أخوته السبعة في رحلته ويستغلون بعد أبيهم فيوثقونه بالحبال ويلقون به في مركب متجهة إلى مصر معتقدين أنهم تخلصوا منه إلى الأبد لكن رام يصل إلى مصر ويتعلم فنون الزراعة.

 

وأثناء ذلك يتعرف على قائد الجيوش "اميهار" وزوجته "سيمهيت" التي تقع في حبه لكنه ينسحب ليعيش في الأرض التي وهبه إياها "اميهار" عند حدود مصر لزراعتها وهناك يقع في حب فتاة مصرية جميلة توافق على الزواج منه.

ولم يسلم الفنان عادل إمام هو الآخر من هذه التهمة، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 3 أشهر، وغرامة قدرها 10 آلاف جنيه بسبب "الإرهابي"، و"الإرهاب والكباب"، بعدها قضت محكمة جنح مستأنف الهرم ببراءته من هذه التهمة.

 

وفى عام 2012 اتُهم الفنان محمد رمضان بازدراء الدين الإسلامي، بسبب أغنية "يا أم الحسن والحسين" بفيلم "عبده موتة"، لقيام الفنانة الاستعراضية دينا بالرقص على أنغام هذه الأغنية، فثارت المؤسسات الإسلامية في مصر واعتبرتها إساءة لآل البيت، فاعتذر رمضان وحذفت الأغنية من الفيلم.

وتسبب فيلم "مولانا" للفنان أحمد سعد، فى حالة من الجدل قبل عرضه بالسينما العام الماضي، حيث اتهم أزهريون صناع الفيلم بالإساءة إلى الأزهر وصورة رجل الدين الإسلامي، إلا أنه بعد عرض الفيلم أكد أزهريون أن الفيلم عرض واقعا ولكنه احتوى على بعض الأخطاء الدينية.

 

يذكر أن، المادة 98 من قانون العقوبات المصري نصت على أن يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة، لقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية.

وأدرجت هذه المادة بالقانون في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن استخدمت الجماعة الإسلامية منابر المساجد للإساءة للدين المسيحي، فوضع السادات قانوناً يجرم به استخدام أي دين لسب دين آخر.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان