حشود كبيرة تقف أمام بناية "زهراء الجزيرة" بحي الزمالك، في انتظار دورها للصعود إلى منزله؛ كي تتلمس ما تبقى من ذكراه، ولافتة صغيرة وضعت لاستقبال الزائرين كتب عليها: "هنا عاش الفنان عبد الحليم حافظ".

 

وعقب وصولك إلى الدور السابع، تجد العديد من الرسائل والرسومات التي دونها عشاق فنه، من مصر والوطن العربي، على الجدران المؤدية لشقته.

 

"هنا توقف الزمن"، شعور ينتابك فور دخولك من باب شقته، وكأن روحه تحوم حولك وتملئ كل ركن بها، محملة بعبق ذكرياته.

 

في شقة العندليب تنقلك آلة الزمن لآواخر الستينيات من القرن الماضي، حتى أنك تشعر لثوانٍ معدودة أنه سيخرج عليك من أحد الأبواب؛ ليستقبلك بنفسه.

 

"سريره.. عوده.. صوره.. أريكته.. مقتنياته.. ملابسه"، كلها كانت موضوعه بلمسه يده، وكأنه لم يغيب منذ 40 عامًا.

 

 ورغم أنه لم يرِ والدته، إلا أنه حرص على وضع صورة مرسومة تجمعه بها، أمام سريره؛ حتى يتثنى له أن يراها قبل أن يغفو أو يستيقظ.

 

ولد عبد الحليم علي شبانة في قرية الحلويات، التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، ويعد الابن الاصغر بين أخوته، إسماعيل ومحمد وعلية.

 

وذاق حليم مرارة اليتم، عقب رحيل والدته بعد ولادته بأيام، ليلحق بها والده قبل أن يتم عامه الأول، ما جعله يعيش في منزل خاله الحاج متولي عماشة.

 

وفي أثناء لعبة في ترعة القرية مع أبناء عمه، انتقل له مرض البلهارسيا الذي جعله حاملًا لفيروس سي "الكبدي الوبائي".

 

وعاني العندليب من المرض طوال حياته، وأجرى في أثناء ذلك ما يقرب من 61 عملية جراحية، ما جعله يقول ذات مرة "أنا ابن القدر".

 

وفي 1943م، التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين، والتقى حينها بالفنان كمال الطويل، ودرسا معًا إلى أن تخرجا عام 1948م.

 

وبدأ حليم مشواره الفني عام 1951م، بعد أن غنى قصيدة "لقاء"، في الإذاعة المصرية، من كلمات الشاعر صلاح عبد الصبور، وألحان كمال الطويل.

 

وأثرى الساحة الفنية بما يقرب 230 أغنية، وجمع صديقه مجدي العمروسي أعماله في كتاب أطلق عليه "كراسة الحب والوطنية.. السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ".

 

وغابت شمس عبد الحليم حافظ عن دنيانا، في30 مارس عام 1977م، بعد معانا كبيرة مع مرض التهاب الكبدي الوبائي.

 

 

شاهد الفيديو: