رئيس التحرير: عادل صبري 02:01 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

رغم تطعيم 94 مليون شخص.. كورونا يراوغ اللقاح ويواصل التفشي

رغم تطعيم 94 مليون شخص.. كورونا يراوغ اللقاح ويواصل التفشي

منوعات

عملية التلقيح ضد الفيروس تتسارع عبر العالم

رغم تطعيم 94 مليون شخص.. كورونا يراوغ اللقاح ويواصل التفشي

متابعات 01 فبراير 2021 12:44

تلقى أكثر من 94 مليون شخص حول العالم احد اللقاحات المضاد لفيروس كورونا، وفق بيانات نشرتها جامعة "أكسفورد"، لكن رغم ذلك، ما زال الفيروس يواصل انتشاره عالميا، حيث تستمر العديد من الدول في فرض إغلاقات مشددة.

 

ومع التوسع في عملية التلقيح ضد الفيروس، تثير العديد من الدراسات إلى معضلة أخلاقية تتمثل في سيطرة الدول الغنية على الحصة الأكبر من اللقاحات، حيث هناك دول كثيرة لم يحصل سكانها حتى على جرعة واحدة من اللقاح، ما يثير انتقادات دولية حيال الفجوة بين برامج التطعيم في مختلف البلدان.

 

وركزت معظم البلدان جهود التطعيم المبكرة على الفئات ذات الأولوية، مثل كبار السن فوق 60 عاماً، والأشخاص الأكثر عرضة للمرض، والعاملين في الخطوط الأمامية، مثل الأطباء والممرضات.

 

وتُعد إسرائيل الدولة الأسرع في حملة التطعيم بلقاح كورونا، حيث استطاعت حتى الآن إعطاء اللقاح إلى أكثر من ثلث السكان، بمعدل 53.3 جرعة لكل 100 شخص.

 

وكان للاتحاد الأوروبي بداية بطيئة في حملة التطعيم ضد كورونا، مع تأخر الموافقة التنظيمية على لقاحات "فايزر" و"موديرنا" عن الولايات المتحدة. كما أعاقت مشكلات أخرى الجهود المبكرة، حيث لم تدرب إسبانيا عدداً كافياً من الممرضات، بينما واجهت إيطاليا واليونان ودول أخرى نقصاً في الإبر.

 

وتتبع الدول الأوروبية حالياً كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بهامش كبير، حيث أعطت المملكة المتحدة 13.3 جرعة لكل 100 شخص، في حين أن هولندا وألمانيا وفرنسا لم تقدم بعد أكثر من 3 جرعات لكل 100 شخص.

 

وبحسب الإحصاءات، التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هناك أيضاً فجوة لافتة للنظر بين القارات، إذ لم تبدأ بعد برامج التطعيم في إفريقيا، في حين أن أمريكا الشمالية أعطت بالفعل 5.3 جرعة لكل 100 شخص، وتعتمد البلدان الفقيرة على مبادرة "كوفاكس"، والتي تهدف إلى تقديم ما يصل إلى ملياري جرعة من اللقاحات إلى الدول المعوزة بحلول نهاية عام 2021.

 

ورغم موافقة العديد من الدول على اللقاحات، غير أن بعضها لم يبدأ بعد حملة التطعيم، على غرار  أستراليا، التي أقرت لقاح "فايزر"، لكن من المتوقع أن تتأخر الجرعات الأولى حتى نهاية فبراير، وقد سجلت البلاد أقل من ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا.

 

وبحسب مشروع "عالمنا في بيانات" التابع لأكسفورد، فإن هناك 8 لقاحات حصلت على الترخيص حول العالم، يتصدرها "فايزر" الأمريكي الألماني، الذي تبلغ نسبة فاعليته في مواجهة الفيروس 95%، وتستخدمه حالياً 49 دولة.

 

وتتطلب جميع اللقاحات التي تم اعتمادها جرعتين، ليتم تطعيم المريض بشكل كامل، في حين من المتوقع أن توافق الولايات المتحدة على لقاح عملاق الأدوية الأمريكي "جونسون أند جونسون" في غضون أسابيع، حيث يتألف من جرعة واحدة فقط.

 

ورغم عملية التلقيح، لا تزال معدلات انتشار الفيروس كبيرة للغاية، وهو ما دفع العديد من الدول لتمديد قرارات الإغلاق والإجراءات لاحترازية، ففي إسرائيل مددت الحكومة العزل العام بعدما أثرت سلالات جديدة لفيروس كورونا على حملة التطعيم في حين توقع مسؤولون تأخر التعافي من الأزمتين الصحية والاقتصادية.

وفي حدث يبرز التحديات التي تواجهها السلطات لفرض قيود العزل، شارك آلاف من اليهود المتزمتين في جنازتين بالقدس لتشييع رجلي دين بارزين وهو ما أثار انتقادات من شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الائتلاف الحاكم.

 

وكان نتنياهو قد شجع مسارين هما إطلاق حملة تطعيم تشمل الفئات الأكثر عُرضة للإصابة، والتي تمثل 24 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو تسعة ملايين نسمة، وإجراءات العزل العام وذلك لتتمكن إسرائيل من إعادة فتح الاقتصاد في فبراير الجاري.

 

لكن الموعد الذي كان متوقعا في منتصف يناير لظهور تحسن في مساعي احتواء المرض لم يتحقق. فقد ارتفعت حالات الإصابة الحادة بين الذين لم يجر تطعيمهم بعد، رغم تطبيق ثالث إغلاق عام. ويُرجع المسؤولون ذلك إلى السلالات الأجنبية الأسرع انتشارا من الفيروس وإلى الاستخفاف بإجراءات العزل العام.

 

وقال نائب وزير الصحة الإسرائيلي يوآف كيش "هدفنا هو استكمال تطعيم 5.5 مليون (مواطن) وأعتقد أننا سنرى تغييرا بالفعل عندما نصل إلى تطعيم ما بين ثلاثة ملايين و3.5 مليون". وقالت وزارة الصحة إنه حتى يوم السبت كان قد مر أكثر من أسبوع على تلقي 1.7 مليون إسرائيلي الجرعة الثانية من لقاح شركة فايزر مما يوفر لهم نسبة الحماية القصوى التي تبلغ 95 بالمئة.

 

وأضافت أن هناك 1.3 مليون إما تلقوا الجرعة الأولى فقط أو تلقوا الجرعة الثانية قبل أقل من أسبوع، وبالتالي لا يوصفوا بأنه تم تطعيمهم بشكل كامل بعد.

وفي السعودية، قال وزير الصحة توفيق الربيعة، يوم الأحد، إن التهاون في اتباع القيود المفروضة لمواجهة فيروس كورونا أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الإصابات اليومية بالمملكة. ورصدت المملكة 270 إصابة جديدة يوم السبت، منها 105 حالات في العاصمة الرياض.

 

وسجلت السعودية، أكثر من 367800 إصابة و6370 وفاة حتى الآن، وهي أعلى حصيلة في المنطقة. وكانت قد شهدت انخفاضا في أعداد الإصابات اليومية بعد بلوغها ذروة تجاوزت أربعة آلاف في يونيو حيث صارت أقل من 100 حالة في أوائل يناير.

 

وقال الربيعة "رصدنا وللأسف خلال الأيام الماضية زيادة ملحوظة وارتفاعا مستمرا في أعداد الإصابة بالفيروس، ومن أهم أسباب هذا الارتفاع التجمعات بأنواعها والتراخي في تطبيق التدابير الوقائية".

 

وتابع في تصريحات تلفزيونية "عدم الالتزام سوف يجعلنا نضطر لاتخاذ إجراءات احترازية لحماية المجتمع ... أرجو من الجميع المحافظة على المكتسبات التي تحققت من التصدي لجائحة كورونا ... أصارحكم القول أن هذه الفترة صعبة جدا".

 

بدورها تشهد الإمارات، جارة السعودية والتي بلغ عدد الإصابات فيها 303609 حالات حتى الآن، ارتفاعا في أعداد الإصابات اليومية إلى ثلاثة أمثالها خلال الشهر المنصرم بعد تدفق الزائرين على هذا المقصد السياحي في ديسمبر. وسجلت الإمارات يوم الأحد 2948 إصابة جديدة، انخفاضا من ذروة بلغت 3966 الأسبوع الماضي، كما سجلت 12 وفاة لليوم الثاني على التوالي.

 

ورفعت دول الخليج القيود المفروضة لاحتواء كورونا إلى حد كبير باستثناء وضع الكمامة في الأماكن العامة والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي. وبالإضافة إلى إمارة دبي في الإمارات، فرضت سلطنة عمان والبحرين مؤخرا إجراءات جديدة في أعقاب ارتفاع في الإصابات.

 

وأطلقت جميع دول الخليج حملات تطعيم، وتعتبر الإمارات والبحرين ثاني ورابع دولتين على مستوى العالم من حيث معدل التطعيم باللقاحات بالنسبة للفرد. وتنفّذ الإمارات حاليا حملة تطعيم واسعة لسكانها وعددهم نحو عشرة ملايين، وقد بلغ عدد اللقاحات أكثر من 3,1 ملايين جرعة منذ أن بدأت الدولة الخليجية التطعيم في ديسمبر الماضي، وهو أعلى المعدلات على مستوى العالم بعد إسرائيل.

وفي السياق، أعلنت دبي يوم الأحد مبادرة لجعلها مقرا لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حول العالم خصوصا لصالح البلدان النامية، حسبما أفاد المكتب الاعلامي للحكومة المحلية.

 

وتهدف المبادرة إلى تحويل "المدينة العالمية للخدمات الإنسانية" في الإمارة، وهي مقر العديد من المنظمات الانسانية والتابعة للأمم المتحدة، إلى مركز انطلاق لتوزيع اللقاحات. وقال المكتب الاعلامي لحكومة دبي في بيان إن التركيز سيكون "بشكل خاص على البلدان النامية، التي أُضير سكانها بشدة من الوباء وتواجه تحديات في نقل وتوزيع المستحضرات الطبية".

ومن المقرّر أن تسير العملية بدعم من مجموعة "طيران الإمارات"، أكبر ناقل جوي في المنطقة، ومجموعة "موانئ دبي العالمية" التي تشغّل موانئ في العديد من دول العالم. وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "طيران الإمارات" الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم "أنا على ثقة أن باستطاعتنا معاً تلقّي كميات كبيرة من جرعات اللقاح وتخزينها، ومن ثمّ توزيعها إلى أي نقطة حول العالم في غضون 48 ساعة على أبعد تقدير".

 

وتأتي المبادرة بعد دعوة مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى عدم التخلي عن الدول الفقيرة حتى تكمل الدول الغنية تطعيم سكانها باللقاحات المضادة لكوفيد-19. وتعتمد دول العالم حالياً على التلقيح لوقف تفشي الوباء الذي أدى لوفاة أكثر من 2,2 مليون شخص، إلا أنّ تأخيرا في عمليات التسليم بدأ يثير قلق دول عديدة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان