رئيس التحرير: عادل صبري 09:32 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيما يعاني الآخرون.. «واشنطن بوست» تجني الأرباح وتتوسع

فيما يعاني الآخرون.. «واشنطن بوست» تجني الأرباح وتتوسع

منوعات

واشنطن بوست

فيما يعاني الآخرون.. «واشنطن بوست» تجني الأرباح وتتوسع

متابعات 22 ديسمبر 2020 14:49

 

تعاني وسائل الإعلام، خاصة الصحف الورقية، في السنوات الأخيرة من تراجع العائدات وتدني المبيعات، في ظل منافسة شرسة من منصات التواصل الاجتماعي، لكن هناك من يسبح عكس تيار الخسائر، ونجح في تحقيق مزيد من الأرباح ويتوسع في انشطته ومعدلات التوظيف.

 

وعكس الموجة السائدة للخسائر والإغلاق وتقليص العمالة، أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" اليومية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن عدد العاملين في فريقها التحريري سيرتفع إلى مستوى قياسي إذ سيتجاوز ألف صحفي بعد استحداثها مكاتب في أوروبا وآسيا.

 

ويأتي هذا التوسّع الدولي للصحيفة التي يملكها منذ عام 2013 مؤسس "أمازون" الملياردير جيف بيزوس، وسط مشهد إعلامي أمريكي مأزوم تأثر بشدة بالأزمة الاقتصادية، وفي وقت تميل معظم الصحف إلى توفير المال من خلال وقف إصدار نسخها الورقية والاكتفاء بمواقع إلكترونية.

 

وتخطط الصحيفة التي أكدت عام 2018 أنها تحقق أرباحاً لكنها لم تنشر بياناتها المالية، لإنشاء مكتبي تحرير في كل من لندن وسيول، بهدف توفير تغطية إخبارية أكثر فاعلية على مدار الساعة.

 

وأوضحت "واشنطن بوست" في بيان أنها تريد أن توفّر لقرائها في كل أنحاء العالم "معلومات سريعة وشاملة في أي وقت من اليوم"، تندرج ضمنها "تغطية إخبارية غنية ومتنوعة منذ ساعات الفجر في أمريكا الشمالية".

 

وتأمل الصحيفة بزيادة عدد المشتركين في نسختها الإلكترونية ومنافسة "نيويورك تايمز " التي تضم فريقاً لا يقل عدده عن 1700 صحفي، وتولي الهيئة اهتماماً خاصاً لقرائها الدوليين. كذلك ستستحدث "واشنطن بوست" مكاتب جديدة في سيدني بأستراليا وبوغوتا بكولومبيا، وبذلك يصل العدد الإجمالي لفروعها في الخارج إلى 26.

 

وبفعل هذا التوسع، سينضم 44 صحفياً جديداً إلى أسرة التحرير، ما يرفع إجمالي عدد صحفييها إلى 1010 صحفيين، وهو رقم قياسي منذ إنشائها في عام 1877

.

وقال رئيس تحرير الصحيفة مارتي بارون إن القراء سيلاحظون "صحافة أغنى وأعمق وأسرع وأكثر تنوعاً وابتكارا"، مشيراً إلى أن توسع الصحيفة وزيادة عدد محرريها "يشير إلى ثقة كبيرة في مستقبلها".

 

وعلى نقيض ذلك، تواجه العديد من الصحف والمجلات الخاصة بمدن أو ولايات معيّنة صعوبة كبيرة في كل أنحاء الولايات المتحدة. ففي النصف الأول من سنة 2020 ، صرفت إدارات تحرير صحف أمريكية أكثر من 11 ألف موظفاً، وفقاً لـ"تشالنجر، غراي أند كريسماس".  

 

ويعتبر هذا العام ثاني أسوأ عام بالنسبة لوسائل الإعلام الأمريكية منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008، عندما تم الإعلان عن تسريح 14265 موظفاً.

 

وبالتزامن مع جائحة كورونا، لجأت العديد من الصحف الأمريكية إلى التخلّي عن مكاتبها وقاعات تحريرها، رغم احتفاظها بالصحفيين العاملين فيها، لكّن الدافع الفعلي لهذه الخطوة مالي أكثر مما هو صحيّ.

 

وبادرت "نيويورك ديلي نيوز" و"ميامي هيرالد" و"بالتيمور صن" أخيراً إلى فسخ عقود إيجار مكاتبها رسمياً وأعادتها إلى مالكيها في الأشهر الأخيرة، ومثلها فعلت نحو عشر صحف أخرى، وفق "فرانس برس".

 

وبررت مجموعة "تريبيون بابليشينغ" التي تملك عددا من هذه الصحف قرارها بـ "الحذر" الضروري في مواجهة فيروس كورونا المستجد. وأكد ناطق رسمي أن المجموعة "ستفكر مرة أخرى في احتياجاتها العقارية" بعد الوباء.

 

لكن معظم الصحفيين الذين قابلتهم وكالة فرانس برس أبدوا اعتقادهم بأن الصحف لن تعيد فتح قاعات تحريرها. وقالت الصحفية النقابية التي تغطي الشؤون السياسية في "هارتفورد كارنت" (كونيتيكت) دانييلا ألتيماري تعليقاً على إغلاق "تريبيون بابليشينغ" قاعة التحرير رسمياً في مطلع ديسمبر الجاري "لا أعتقد أن الأمر مرتبط بالوباء، بغضّ النظر عما إذا كنا أظهرنا أن بإمكاننا العمل من المنزل وما زلنا نصنع صحيفة".

 

وأضافت بحزن أن "قاعة التحرير هي مصنع الأفكار"، مذكّرة بأن إن الصحافة "عملية عضوية، إذ إن الأفكار تنشأ من تبادل الصحافي الأحاديث مع زملائه".

 

أما أستاذ اقتصاديات الإعلام في جامعة بنسلفانيا فيكتور بيكارد فلاحظ أن "المجموعات الصحفية كماكلاتشي وتريبيون تستغل الفرصة لخفض أكلافها".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان